قال الدكتور ماهر صموئيل استشاري الطب النفسي وخادم إنجيلي، بشأن تساؤل كيف نعرف الله؟ هل نستطيع أن نصل إلى من هو الله لنعبده عن وعي بمجرد إعمال عقولنا؟ بمجرد التأمل في الخليقة؟ أو الاستنتاجات المنطقية؟ الواقع مستحيل لأنه سيظل الله أعمل وأبعد وأصعب جدا من متناول عقولنا، لذلك لا بد أن تكون هناك خطوة من جانب الله أن يكشف نفسه، أن يتجلى، أن يظهر من يكون، لكي تكون لدينا الفرصة لكي نعرفه ونحبه وعندئذ نعبده عن وعي وإدارك وليس عن جهل، لا نكون كأننا نتمم أشياء لا نفهمها دون علاقة شخصية عقلية واعية مع الإله، العقيدة المسيحة تركز على فكرة الإعلان أو الإظهار أو التكشف، وفكرة التكشف ليست غريبة على العقل البشري، رابعة العدوية لها عبارتها الشهيرة لما بتقوله إنها بتحبه اما الذى انت أهل له فكشفك لى الحجب حتى أراكا.. الأستاذ توفيق حكيم كتب قصة قصيرة: أرني الله، بيحكي فيها قصة رجل ذهب إلى الناسك يريد أن يرى الله، فقال له الناسك: لا تستطيع أن ترى الله إلا إذا تكشف هو لك.
وأضاف صموئيل من خلال برنامج هنا ماسبيرو، المذاع على التليفزيون المصري والذي يقوم بتقديمه الإعلامي عاطف كامل، بمناسبة اعياد الميلاد والغطاس، بان المسيحية تقوم على هذا الفكر، المسيحية تقول أن الله تكشف للأنبياء وتكشف بالوحي أنه يعطي وحي مكتوب، يعطي كلمات للأنبياء، لكن الكلام مهما عظم بلاغته يعجز عن وصف الإله، والأفعال حتى ولو كان فعل الخلق لا يكفي لكشف الإله، نحن نحتاج إلى ما هو أعظم وما يجعلنا نفهم من هو الله، ونستطيع أن نتواصل مع تواصل واعي يكفينا لمحبتها وعبادته، العبادة بدون محبة مرفوضة من الله، الله لا يريد عباد يعبدونه دون أن يحبونه، وكيف نحب من لم نعرفه، وكيف نعرفه إن لم يتكشف لنا، فلا بد أن الله يتكشف لنا.
