الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

اللواء مصطفى رفعت.. تعظيم سلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى 68 عاما ما زالت معركة الشرطة المصرية ضد القوات البريطانية في 25 يناير 1952 في الإسماعيلية تمثل بطولة فريدة من الكفاح الشعبي وإحدى شرارات ثورة يوليو، بعد أن رفض رجال الشرطة إخلاء مبنى المحافظة للقوات الإنجليزية ليسقط فيها نحو 50 شهيدا و80 جريحا وكان أحد أبطالها "اليوزباشي مصطفى رفعت".
بأحرف من فداء وحب الوطن سطر "اللواء مصطفى رفعت" اسمه في سجلات الشرطة المصرية ليظل أيقونة بارزة بتصديه للقوات البريطانية بشجاعة وبسالة بمساندة أهالي الإسماعيلية، ليوجه له التحية الجنرال ماتيوس قائد قوات الاحتلال الإنجليزي في منطقة القناة بالكامل قبل أن يتوصلوا لاتفاق وقف القتال بشرط نقل المصابين والخروج الكريم للضباط المصريين وهو ما تحقق بالفعل ليكون عيدا قوميا للمحافظة ثم الشرطة بأكملها.
دور اللواء رفعت البارز كان حاضرا في عيد الشرطة المصرية في كل عام. 
لم نكن ندافع عن أنفسنا أو مواقعنا بل كانت المدينة بكاملها تدافع ضد اجتياحها".. بهذه الكلمات عبر البطل الراحل عن دوافع الملحمة حينذاك في أحد حواراته الصحفية السابقة موضحا أنه جرت اتصالات بينه وبين وزير الداخلية حينذاك فؤاد سراج الدين حيث شرح له الأمر وسقوط العساكر، قائلا: "سألني إيه قراركم، أجبت القرار قرار العساكر كلها، وهو لن نخرج ولن نستسلم، سنقاوم لآخر طلقة ولن يتسلموا إلا جثثا هامدة، ليرد عليه الوزير بقوله شدوا حيلكم".
"شجاعة ضابط مصري".. كان عنوان أحد الأخبار التي نشرتها صحيفة "الأهرام" في صفحتها الأولى باليوم التالي، 26 يناير 1952، لتسرد فيه قصة البطل الراحل وبسالته وشجاعته والإعجاب الكبير الذي حصده بين الإنجليز.
درس "رفعت" ضمن بعثة دراسية في إنجلترا، عام 1951، ثم عاد منها ليصبح مدرسا بكلية البوليس، ولكنه تأثر لاحقا بالأحداث والوطنية في البلاد والفدائيين، لذلك تطوع لتدريب المقاومة في القنال، وطلب نقله للخدمة في الإسماعيلية، ليكون بطلا قوميا في تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقها الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، ليجري اعتقاله وعزله من عمله بالبوليس، قبل أن يعيده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تكريما له، ويمنحه وسام الجمهورية.
وعقب ذلك تدرج في العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديرا للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، ثم حصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية، ليظل بعيدا عن الأضواء والإعلام حيث لم يتم نشر الكثير عنه لحين وفاته في 13 يوليو 2012.