الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دور النشر المسيحية.. حضور قوي في معرض الكتاب.. ترجمات لمخطوطات نادرة لأول مرة عن اللاهوت الباطنى والدير الأبيض و«سير الاستشهاد القبطية»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب رقم 51، يشارك الكتاب المسيحى بحضور قوى وبارز، وتشهد المكتبات المسيحية نهضة وحيوية يقودها عدد كبير من شباب الباحثين ودور النشر المختلفة، وفى هذه الجولة نشير إلى بعض من ثمار هذه الإصدارات المتنوعة التى تأتى استجابة لقول السيد المسيح الخالد «فتشوا الكتب».

يصدر عن دير العذراء والملاك ميخائيل بالبهنسا عددا من الكتب المهمة، أحدثها كتاب «راعوث الموآبية»، الذى يَتَضَمَّن دراسة مبسطة عن إحدى الشخصيات الكتابية التى ورد ذكرها بالعهد القديم، وهى شخصية راعوث الموآبية، وقد جاء ذكرها في السفر المُسَمّى باسمها نحو اثنتى عشر مرة، بالإضافة إلى مرة واحدة بالعهد الجديد وبالتحديد في الإنجيل، بحسب ما كتب معلمنا متى البشير حينما تَطَرَّق إلى سلسلة أنساب السيد المسيح.
وقال الراهب مكارى الأنبا مكاريوس، مؤلف الكتاب بجانب الدراسة المبسطة عن راعوث الموآبية، أضفنا إلى الكتاب بعض الملامح التاريخية والجغرافية والروحية واللغوية عن السفر، وهكذا عن ملابسات وظروف كتابته والأحداث التى تَمَّت به، بالرجوع إلى العديد من المصادر، وقصدنا بها أن يخرج البحث بشكلٍ يميل إلى الاكتمال النسبى فيجتنى منه القارئ النفع الأكبر والفائدة الأشمل.

دار أوفير
وتقدم دار أوفير ترجمة قصَّة فقدان تأليف الفيلسوف المسيحى «سي. أس. لويس»، الذى ألَّف هذا الكتاب بعد الوفاة المأساويَّة لزوجته. وقد جسَّدت هذه الكتابات الأسلوبَ الذى اتَّبَعه ليجتاز ما أطلقَ عليه «لحظات جنون منتصف الليل».
في هذا الكتاب يُقدِّم «لِويس» على نحوٍ غاية في الصدق والشفَّافيَّة، تأمُّلاتِه حول قضايا أساسيَّة، مثل الحياة والموت والإيمان، وذلك في أثناء اجتيازه ألم فُقدان زوجته. يكتب لويس: «لا يوجد أقلُّ من ذلك يُمكن أن يُزعزع الإنسان... ويُخرجه من أفكاره ومعتقداته العقلانيَّة المجرَّدة. يجب أن يتلقَّى ضربة قاضية ويسقُطَ أرضًا حتَّى يعودَ إلى رُشده. فقط العذاب هو الذى يُمكِن أن يُخرج الحقيقة إلى النور، وتحت العذاب يُمكن أن يكتشف الإنسان نفسه».
كيف يُمكن أن يفقدَ مؤمنٌ أمينٌ ومُجتَهدٌ مثل لِويس، كلَّ معنًى للكَونِ والوُجود؟ وكيف يُمكِنُه أن يستعيدَ موقِعَه بالتَّدريج؟ هذا ما يتضمنه الكتاب من التوثيقِ الجميلِ في صِياغته والجريء في صِدْقه.


«وحطَّت الفراشة»
وتقدم أوفير أيضا كتابا للقس سهيل سعود، بعنوان «وحطت الفراشة» عن تجربة ابنته مع مرض السرطان، يقول الكاتب السرطان وحشٌ ضارٍ لا يُفرِّق بين الجميع، وينقضُّ بشراسة على الصغير مثل الكبير، وعلى الفتاة مثل الرجل، وعلى القدِّيس مثل الشرِّير. لكنَّ ما يُحدِثُ الفَرْق هو مَن يغلبون هذا الوحش، لربَّما ليس في أجسادهم، بل في قلوبهم وأرواحهم أوَّلًا. هذه هى قصَّة غريس، الفتاة اليافعة والرقيقة كالفراشة، التى كالفراشة ما إن شقَّت طريقها إلى الحياة حتَّى ذبلت وما عادت تطير.
في كتاب «وحطَّت الفراشة»، يشاركنا الكاتب، إحباطات ابنته غريس وخيبات أملها وأسئلتها الوجوديَّة عن الله وعن عدالة الحياة، بينما يسلِّط الضوء أيضًا على اختبارها لقوَّة حضور الله معها وسط أوجاعها وآلامها.
يمرُّ الكاتب في سرده بمراحل المعاناة من صعوبة تقبُّل الصدمة، وكيفيَّة التعاطى مع الحالة المستجدَّة، إلى تعاطى الفريق الطبِّيِّ بإيجابياته وسلبيَّاته، والدعم الكبير الذى قدَّمه كلُّ من حولها ليساعدوها على اجتياز تلك المرحلة العصيبة.
يدوِّن الكاتب أيضًا أحاديث ابنته الودِّيَّة مع عائلتها، وأقوالها المؤثِّرة علاوة على وصفه لمرارة أوجاعها، وقدسيَّة دموعها، وسحر ابتساماتها، وصراعها ما بين المحبَّة والموت - بين الأمل والرجاء. وبعد أن يذكر شكرها المستمرَّ لله في ظروفٍ يصعب جدًّا فيها على الإنسان أن يشكر، يُدرج لنا في النهاية كتابات غريس التى نشرتها على الملأ بلا تردُّد. وجاء الإهداء في كلمات مؤثرة تقول «إلى روح ابنتى وغاليتى غريس.. إلى من طالتها عدم عدالة الحياة، فتألمت، وأبت إلَّا أن تشكر الله وسط الألم. رحلت لكنك تحوَّلت إلى مدرسة لأصعب دروس الحياة..إليك أهدى كتابك».


مدرسة الإسكندرية
بعدد متميز من الكتب تشارك دار «مدرسة الإسكندرية» التى يشرف عليها العلامة الأب سيرافيم البراموسي، ومن إصداراتها بالمعرض، كتاب «سير الاستشهاد القبطية» مدخل تحليلى أدبى مع تطبيقات، وقامت بترجمة سير الشهداء عن اللغة القبطية والدراسة كرستين فوزى عياد، وتصدر المدرسة أيضا كتاب «المعمودية» تأليف أيفريت فيرجسون وتعريب: القس يوحنا عطا، ويناقش الكتاب المعمودية في الخمسة قرون الأولى في ممارسات ما قبل المسيحية وفى اليهودية وفى زمن العهد الجديد، وتصدر عن المسيحية في القرن الثالث الميلادى للعلامة أوريجانوس، «تفسير الرسالة إلى رومية» ترجمة د.عادل زكري.


اللاهوت الباطني
ويصدر المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية كتاب «اللاهوت الباطني» (السرائري) لصاحب الاسم المستعار بديونيسيوس الأريوباغية ترجمة: جورج فرج مراجعة: د. جورج عوض إبراهيم. الكتاب يعد جديدا في نوعه. ويترجم نصا نادرا حول تخلى الإنسان عن حواسه ونفسه للوصول إلى حالة الدهش ليرتفع فوق كل شيء.


رسالتنا
وتشارك دار رسالتنا بعدد وافر من الكتب الجديدة منها كتاب «شمس البر»، مدخل إلى دراسة قداس يوحنا بن الرعد (الشهير بالقداس الحبشي) من إعداد مينا رمزى ومراجعة وتقديم: نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس الأسقف العام ومايكل حلمى راغب الباحث في الدراسات القبطيّة.
لقد بَذَلَ الكاتبُ مجهودًا مشكورًا ليخرج هذا الكتاب في صورة بسيطة تناسب كلّ الفئات، وقد بدأ فكرة كتابه من عند تساؤلات بعض أقباط اليوم، لماذا لا يُستخدم هذا القداس في كنيستنا؟ وخصوصًّا مع اتجاه البعض نحو استخدامه في ترجمته العربيّة دون معرفة بخلفياته، فقرر الكاتب تتبُّع هذا القداس ومصادره التاريخيّة وزمنه وأسباب وضعِ نصِّه، مع نظرة عامة سريعة على الحياة الليتورجيّة في كنيسة الحبشة، لأن المشاع خطأ في الأوساط غير الأكاديميّة أن جميع القدَّاسات الإثيوبيّة منقولة عن أصول تخص كنيسة الإسكندريّة القبطيّة الأرثوذكسيّة، كما ألقى الكاتب بعض اللمحات عن الأدب الحبشيّ الأصلى والمترجم من لغات أخرى، ثمّ أورد ترجمة عربيّة لنصّ القداس وأتبعها ببعض الشروحات اللاهوتيّة.
وتشارك الدار أيضًا بكتاب «عبء الجسد» الصوم والجنس في المسيحية المبكرة تأليف تريزا م. شو، ترجمة: باسم سمير الشرقاوي، والكتاب يغير مفاهيم كثيرة عن رؤية الجسد في القرون الأولى... ويوضح ثقل النظرة إليه ومركزيتها في تبلور الرؤية النسكية اللى انتشرت على نطاق واسع في القرن الرابع، يحلل الكتاب كتابات آباء من القرن الخامس والسادس للتعرف على هذه النظرة دى التطورات وتبلورت بناء على مفاهيم آخروية وبرتولجية وطبية، تتعرض الكاتبة في كتابها هذا للممارسات النسكيّة في القرنين الخامس والسادس من خلال كتابات آباء تلك الحقبة، كجيروم، ويوحنا كاسيان، وإفاجريوس البنطيّ، ويوحنا ذهبى الفم، وباسيليوس الأنقريّ، وغريغوريوس النيصي، وفى هذا البحث تحلل المتاح لديها من معلومات، وتفرق بين ما قيل لعامة الرعيّة وبين ما قيل لرهبان وعذارى متنسكين، وتوضح اختلاف النصائح النسكيّة ما بين نساك مصر، ورهبان الغال (فرنسا)؛ بسبب اختلاف البنيّة الجسديّة، والأهم من ذلك أنّها لا تطرح الممارسات للنقاش في معزل عن الأفكار اللاهوتيّة التى كانت مثارة بين مفكرى تلك القرون ومنظريّها، ليس هذا فقط بل إلى جانب كلّ زوايا الرؤية تلك، فإنّها تضع الفكر الطبيّ والفلسفيّ السائد في تلك الفترة لنرى كيف كان تأثيرهما على الفكر النسكيّ، وبالطبع على الممارسة النسكيّة، وهى تعرض آراءها في السياق الأكاديميّ، أى في حوار مع آراء أكاديميين آخرين، تؤيد هذا في مسألة، وتعارض ذاك في أخرى.
إن كنت آمل لهذا الكتاب أن يحقق شيئًا ما، فهو أن يسمح لنا برؤية الممارسات النسكيّة (صوم والبتوليّة) في ثوبها المسيحيّ، لنتمكن من إظهار مدى التباين والتطابق بينها وبين ممارسات أديان وعقائد أخرى، لتستقيم نظرتنا لها كممارسة لها تاريخ وأيدولوجيّة ومقصد ذو رؤية مسيحيّة متمايزة. أخيرًا أتوجه بالشكر لكلّ من ساهم في إخراج هذه الأعمال لفضاء القارئ العربيّ».
وتقدم رسالتنا كتاب (مدخل إلى النقد النصّى للعهد الجديد) إعداد أمير يعقوب، كتاب يعد عملا فريدا من نوعه في المكتبة العربية على مستوى الشرق الأوسط وهو نتاج عمل الباحث لمدة عشر سنوات إلى جانب تدريسه لمادة النقد النصى في معهد الكتاب المقدس بشبرا الخيمة.
مميزات الكتاب أنه كتاب دراسى يمكن استخدامه بشكل فردى لدراسة العهد الجديد أو في الحلقات الدراسية أو في المعاهد والكليات اللاهوتية لدراسة النقد النصى للعهد الجديد.. الكتاب له طابع أكاديمى مع الحفاظ على السياق الكنسى المنضبط دون الخروج عن إطار الإيمان السليم للكنيسة بخصوص نص العهد الجديد.
«يهدف علم النقد النصيّ إلى تحليل وتقييم البيانات المُمَثِلة لنصّ الكتاب المُقدّس وتعقُّب أثر تاريخ هذا النصّ. ولهذا الغرض فإنّ النقد النصيّ يجمع البيانات وثيقة الصلة بالمصادر العبريّة واليونانيّة ويعيد بناءها من الترجمات القديمة. وفى نفس الوقت نجد علم النقد النصيّ يختبر هذه البيانات نقديًّا بمقارنتها بالمصادر الموازية.
ولأننا نفتقد للأصول اليونانيّة لأسفار العهد الجديد فإنّ النقد النصيّ يدرس انتقال نصوص العهد الجديد من أصوله المفقودة عبر مخطوطاته الباقية حتّى الآن. فيكون الهدف الأساسيّ لعلم النقد النصيّ هو إعادة بناء الشكل الأصليّ والأقدم لأسفار العهد الجديد. وبينما نجد أنّ النقد النصيّ له جوانبه التجريبيّة الموضوعيّة متضمَّنة تحليلات إحصائيّة وقياسات كميّة إلَّا إنّه «فن» يتطلَّب أحكامًا ذاتيّة وقرارات كيفيّة مرتكزة على معارف متخصِّصة عمليّة الانتقال النصيّ العام وعلى خبرة التعامل مع التبايُنات النصيّة والعادات النسخيّة على وجه الخصوص. فالنقد النصيّ للعهد الجديد إذًا هو العلم والفن الذى يحدِّد انتقال نص العهد الجديد ويعيِّن تغيُّراته».


العلاقة مع الله
وللدكتور القس سامح موريس تصدر الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة كتاب «العلاقة الشخصية مع الله».
يقول المؤلف العلاقة الشخصية مع الله هى أساس حياتنا معه، والصلاة الشخصية هى أمر جوهرى لممارسة هذه العلاقة الرائعة لما لها من تأثير كبير على كل جوانب حياتنا، فقد علمنا الرب يسوع بحياته وكلامه أن نختلى به على انفراد لنتقابل معه ونصلي. ولكن ماذا نعنى بهذه المقابلة المغيرة للحياة، وكيف تكون، ماذا نفعل فيها؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير نجيب عنه في هذا الكتاب.


دار المريمات
وتقدم دار الأخوة للنشر كتاب «مريمات الكتاب المقدس» تأليف أمين هلال، ويرصد الكتاب كل السيدات اللواتى حملن اسم مريم في الكتاب المقدس، منطلقا من أن كل واحدة من مريمات الكتاب المقدس تميزت بصفة جميلة أو أكتر: فمريم أخت هارون كانت نبيه ومرنمة وقائدة. ومريم بنت مرد كانت من سبط يهوذا، سبط المُلك. والمطوبة مريم تميزت بالإيمان والاتضاع والبساطة. ومريم أخت لعازر تميزت بالجلوس عند قدمى الرب. ومريم المجدلية تميزت بمحبتها الشديدة للرب. ومريم أم يعقوب ويوسى تميزت بالإخلاص والوفاء. ومريم أم يوحنا مرقس فتحت بيتها وأضافت الكنيسة للصلاة. ومريم التى من رومية تميزت بالتعب الكثير لأجل الرب.


دار الاكويني
وتنشر دار الاكوينى التى ترفع شعار الإيمان والعقل عددًا كبيرًا من الكتب المهمة منها ترجمة كتاب أسرار الكنيسة ومواهب الروح القدّس للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، ويقول البابا فيه من خلال أسرار التنشئة المسيحيّة، المعموديّة والتثبيت والإفخارستيّا، ينال الإنسان الحياة الجديدة بالمسيح. الآن، وكما نعلم جميعًا، نحن نحمل هذه الحياة «في آنية من الخزف» (٢ قور ٤، ٧)، بينما لا نزال عرضة للتجربة، والألم، والموت، وبسبب الخطيئة، يمكننا أيضًا أن نفقد هذه الحياة الجديدة. لذلك أراد الربّ يسوع أن تواصل الكنيسة أيضًا عمله الخلاصّى تجاه أعضائها، وخصوصًا من خلال سرَّيّ المصالحة ومسحة المرضى، اللذَين يمكن أن نجمعها تحت اسم «أسرار الشفاء». فسرّ المصالحة سرّ شفاء. فعندما أذهب للاعتراف فأنا أذهب لأُشفَى، للحصول على شفاء روحيّ وشفاء قلبيّ، من الأشياء السيّئة التى قلتُها. إنّ الأيقونة الكتابيّة التى تعبّر عن هذا السرّ بأفضل شكل هى حدث شفاء المخلّع وغفران خطاياه، حيث من خلاله يُظهر الربّ يسوع نفسه في الوقت عينه طبيبًا للأرواح والأجساد (را. مر ٢، ١-١٢ // متّى ٩، ١- ٨؛ لو ٥، ١٧-٢٦ ).
١- ينبع سرّ التوبة والمصالحة مباشرة من السرّ الفصحيّ. في الواقع، عند مساء يوم الأحد، ظهر الربّ للتلاميذ، المختبئين في العلّيّة، وبعد أن ألقى عليهم التحيّة قائلًا: «السلامٌ عليكم!»، نفخ فيهم وقال لهم: «خذوا الروحَ القدس. مَن غفرتم لهم خطاياهم تُغفَر لهم، ومَن أمسكتم عليهم الغفران يُمسَك عليهم» (يو ٢٠، ٢١-٢٣). يُظهر لنا هذا المقطع الديناميكيّة الأكثر عمقًا الموجودة في هذا السرّ. فقبل كلّ شيء، ليست مغفرة خطايانا أمرًا يمكننا أن نعطيه لأنفسنا. فأنا لا أستطيع أن أقول: أغفر لنفسى خطاياي. فالمغفرة تُطلب، تُطلب من آخر، ونحن في سرّ الاعتراف نطلب المغفرة من يسوع. المغفرة ليست ثمرة جهودنا، إنّما هى عطيّة، هبة من الروح القدس، الذى يغمرنا بفيض من الرحمة والنعمة المتدفّق بلا انقطاع من القلب المفتوح للمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات. حينئذ، يذكّرنا بأنّه فقط إن سمحنا للربّ يسوع بأن يصالحنا مع الآب والإخوة سيمكننا عندها أن نعيش بسلام حقًّا. وهذا ما يشعر به كلّ منا في قلبه عندما يذهب إلى الاعتراف، إذ نقترّب من السرّ مثقَّلين وحزينين؛ لكن عندما ننال مغفرة يسوع نستعيد سلامنا، سلام النفس الذى يسوع وحده قادر على منحنا إيّاه.
وتصدر الاكوينى كتاب أقوال يسوع، تأليف يواقيم يرمياس، والذى يؤكد على أن العظة على الجبل ليست شريعة، بل إنجيلًا. إذًا هذا هو الفرق بين الشريعة والإنجيل: تدع الشريعة الإنسان لقواه الذاتيّة، وتطلب منه تشغيلها إلى أقصى حدّ. بينما الإنجيل، على العكس، يضع الإنسان إزاء عطيّة الله، ويطلب منه أن يجعل من هذه العطيّة التى لا تُوصف الأساس الحقيقيّ لحياته. إنّهما عالمان. لقد كان ينبغى لنا، لكى نبيّن الاختلاف بينهما، أن نتجنب في لاهوت العهد الجديد العبارات «الأخلاقيّة المسيحيّة»، «السلوكيّات المسيحيّة. إن هذه الألفاظ الدنيويّة غير مُلائمة ويمكن أن تؤدى إلى التباس. فقد كان الأجدر بنا التحدّث عن «الإيمان المعيش» وهكذا كنّا نعبّر بوضوح عن أن عطيّة الله قد سبقت مطلبه.
كما تصدر الدار أيضا كتاب 101 سؤال وجواب حول الكتاب المقدّس، القى الكاتب الأب رايموند براون العديدَ من المحاضرات عن الكتاب المقدّس، واجاب خلالها على نحو عشرة آلاف استفسار. وقد لاحظ أن الأسئلة نفسها تتكرّر. فاختار لهذا الكتاب نحو ١٠١ من الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الكتاب المقدّس. وتغطّى الأسئلة مجالات واسعةً من الموضوعات، منها: الترجمات المختلِفة للكتاب المقدّس، وأسباب قراءة الكتاب المقدّس، وحى الكتاب المقدّس وتاريخيّتُه، والمعجزات، وقيامة يسوع، والحَبَل البتوليّ، وما الذى عرفه يسوع، وتأسيس الكنيسة، والدليل على الأسرار المقدّسة، بُنيَة الكنيسة الأولى، ودروس بطرس، والكثير من الموضوعات الأخرى. فجميع الناس الذين قرأوا وأمعنوا التأمّل في الكتاب المقدّس سوف يجدون الأسئلة التى أرادوا السؤال عنها موجودة هنا إلى جانب إجابات مُوجَزة عنها من عالِم في الكتاب المقدّس ذائع الصيت.


الدير الأبيض
وعن دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين يصدر كتاب الدير الأبيض تأليف الراهب ثاوفيلس الشنودي، والذى يقدم من خلال عدد من المخطوطات دراسة تاريخية رائعة حول الدير المشهور بالجبل الغربى بسوهاج.