الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

روبرت هوارد.. "الأم لن تصحو مجددًا"

روبرت هوارد
روبرت هوارد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
برز اسم "روبرت هوارد" كواحد من أهم كُتّاب أمريكا في فترة الثلاثينات، والذي استطاع في سنوات عمره الثلاثين أن يُحقق شهرة كبيرة ككاتب مغامرات وقصص خرافية؛ ورغم موته صغيرًا لكنه ترك للتراث الأمريكي ما يقرب من ثلاثمائة قصة في النوع الأدبي الذي برع فيه، لكنه مثل كثير من المبدعين سيطر عليه الاكتئاب فأنهى حياته بنفسه.
روبرت إرفين هوارد، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، حيث ولد في بيستر بولاية تكساس في 22 يناير 1906 وكان ابنًا لعائلة حاربت مع الجنوبيين في الحرب الأهلية الأمريكية، انتقل في الثالثة عشرة إلى بلدة كروسبلاينس في وسط تكساس؛ كانت أمه هي من غرست فيه حب الشعر والأدب، وكان مرضها بالسل الذي يتزايد يُرسخ لديه فكرة قسوة وتفاهة الوجود، وكان يستمع إلى حكايات الأشباح من جدته والعبيد السابقين، وكذلك لحكايات الجنود القدامى في الحرب، وجوالة تكساس ويزور الحصون والمواقع القديمة، وهو ما أثّر لاحقًا على كتاباته.
بدأ هوارد الكتابة في سن التاسعة، وكان يحظي بتشجيع المعلمين، وفي الخامسة عشرة بدأ يرسل أعماله للمجلات، وكان يعمل في مهن بسيطة ليستطيع بعد سنوات إنتاج مجلة "حكايات غريبة" مع أصدقائه التي كانت سلسلة من النجاحات والإخفاقات؛ وأقام علاقة مع معلمة تدعى نوفالين برايس، والتي نشرت هذه العلاقة بعد سنوات عديدة في كتاب اسمه "شخص مشى وحيدًا" خرجت من عباءته فيلم "العالم بأسره"؛ ثم استطاع أن يبيع قصة "رمح وناب" التي ربح منها 16 دولارا، وأعقبها برواية "الظلال الحمراء". 
حاول هوارد نشر رواية كان فيها جزء من سيرته الذاتية كان مُتأثرًا فيها بكتاب جاك لندن "مارتن إيدن"، ولكنها لم تُنشر، فظل يكتب في مجلة حكايات غريبة وبعض المجلات الأخرى، ثم بدأ يرى النجاح مجددا بعد ابتكاره شخصية استقاها من حبه للملاكمة تدعى ستيف كوستيجان حول تاجر وبحار أمريكي من أصل أيرلندي قام بالعديد من المنازلات في الموانئ والأماكن التي يزورها، وبد نجاحها أصبح كاتبًا محترفًا؛ ثم أصبح هوارد رائدًا بابتكاره خط أدبي هو "السيف والسحر" كان أبرز أبطاله كونان البربري والملك كول، وفي فترة الأزمة الاقتصادية الأمريكية عمل مع مجلة "حكايات شرقية".
بدأت نوبات الاكتئاب تزداد لدى هوارد، وظهر لديه الانتحار كحل لمشكلاته، حيث شعر بالوحدة، وأصبحت أمه أقرب إلى الموت بعد صراع طويل مع السل، وقبل غيبوبتها الأخيرة أخبرته الممرضة أنها لن تصحو، فأخذ مسدسًا وأطلق النار على رأسه في صباح 11 يونيو 1936، وماتت أمه في صباح اليوم التالي، ودُفنا معًا في جنازة مشتركة.