الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

قريتي | القراموص بالشرقية "ملوك البردي" على مستوى الجمهورية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد محافظة الشرقية من المحافظات المليئة بالقرى الشهيرة على مستوى الجمهورية سواء في الصناعات أو الحرف، ومن أشهر القرى في الشرقية قرية القراموص أو كما يطلق عليها البعض "ملوك البردي"، وهي تتبع مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية.
ويعد البردي من أهم النباتات المصرية القديمة، وصنع منه أقدم ورق كتابة في العالم حيث يرجع تاريخه إلى عام 2000 قبل الميلاد. وكانت قرية القراموص تعتمد على زراعة وصناعة نبات البردي الذي قام بزراعته جميع أهالي القرية بلا استثناء حتى قامت ثورة يناير.
ورصدت "البوابة نيوز" آراء أهالي القرية للتعرف على المشكلات التى تواجههم، حيث قال سعيد طرخان، مشرف فني بهندسة الطرق، وأحد منتجي البردي، والمتحدث عن أهالي القرية، إن قرية القراموص "من أشهر القرى على مستوى الجمهورية في زراعة وصناعة نبات البردي وكانت البداية عام 1977 عندما قام الدكتور أنس مصطفى سمك، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ومن مواطني القرية، بإدخال عيدان البردي لأول مرة بالقرية، وفي ذلك الوقت تم زراعة خمسة قراريط فقط، وبعد فترة وجيزة وصلت المساحة إلى 400 فدان من إجمالي 500 فدان هي مساحة وزمام القرية علما بان سكان القرية عددهم نحو 20 ألف نسمة، وبدأ بعد ذلك يدرب الأهالي على كيفية تصنيع الورق وتحويله من منتج زراعي إلى صناعة يدويه.
وأضاف إيهاب إبراهيم، أحد المنتجين للبردي، أنه في البداية امتهن أهالي القرية مهنة صناعة البردي وكان يتم بيع الورق خام دون رسومات ولكن تطور الأمر واستطاع أهالي القرية أن يتعلموا كيفية تحويل الورق إلى عملية فنية وذلك بعد قيام الدكتور أنس باستدعاء عدد من الفنانين لتعليم الأهالي والشباب تلوين ورسم الرسومات الفرعونية وغيرها وتطور الوضع إلى أن تعلم الأهالي تصنيع الألوان ولكن بسبب المشكلات التي تحاصرنا كارتفاع أسعار الأسمدة وأدوات الصناعة كالأقمشة الحرارية التي وصل سعر المتر فيها إلى أكثر من 120 جنيها وكان في السنوات السابقة لا يتعدى ال 50 جنيها وكذلك ارتفاع أسعار الألوان أدى ذلك إلى تقليل المساحة المنزرعة بالمحصول والتي لا تتعدى الآن أكثر من 30 فدانا كذلك تراكم الإنتاج في السنوات السابقة بسبب النقص في عدد السياح فهذا كله يؤدي إلى اندثار هذه الزراعة التي يعمل بها أكثر من 80 %من اهالي القرية والتي اطلق عليها البعض ليبيا الصغيرة حيث إنها القرية الوحيدة التي لم يكن بها عاطل علاوة على استيعابها لعدد كبير من العمالة الخارجية.
وأشار محمد مأمون من الأهالي بأن القرية يوجد بها جميع المدارس بمراحلها المختلفة الثانوية والأزهرية ولأن معظم أهالي القرية يعملون بزراعة البردي فقد قام الدكتور محمود الشريف محافظ الشرقية ووزير التنمية المحلية سابقا بإنشاء مقر لاتحاد منتجي البردي ومن المشكلات التي تواجهنا هي عملية التسويق وخاصة بعد الثورة فنطالب بإيجاد حلول سريعة للحفاظ على هذا التراث التاريخي.
ويقول مصطفى محمد من الأهالي كان في السنوات السابقة يأتي إلى القرية افواجا من السياح لمشاهدة صناعة "البردي"على الطبيعة ولكن مع قلة عدد هؤلاء السياح لم يزورنا أحد بسبب الأحداث المتتالية عقب الثورة.
وحتى لا تندثر هذه الحرفة كما اندثرت حرف كثيرة من قبلها فهل تتحرك وزارات الصناعة والتجارة الخارجية والسياحة والثقافة وهيئة الاثار للمحافظة على زراعة وصناعة البردي وذلك لاحياء التراث المصري القديم.
ويقول محمد الهادي عمران عضو مجلس محلي المحافظة سابقا واحد الأهالي، إن القراموص هي القرية الوحيدة في العالم التي تنتج ورق البردي الخام ونتيجة انتشار المراسم والمطابع بالقرية بدأ الشباب يتوجة إلى التصدير إلى الدول الخارجية عبر الشركات السياحية وكانت القرية تحظى باهتمام العديد من المسئولين والمهتمين بقطاع السياحة.
وطالب أهالي القرية بالرقابة ومنع استيراد المنتجات اليدوية المصرية ذات الصناعة الصينية والتي أوقفت العمل عندنا، مشيرين إلى أن جميع الأسر في القرية تعيش على عائد هذا المنتج.
كما طالب الأهالي بزيارة المحافظ الدكتور ممدوح غراب للقرية للوقوف على مشكلاتهم ومحاولة مساعدتهم في حلها وعودة إحياء هذا التراث مرة أخرى لتدب الحياة من جديد داخل القرية.