الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

غضب تونسي من "النهضة" الإخوانية بعد الارتماء في أحضان تركيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في نهاية العام الماضي، شهدت الدولة التونسية جدلًا وارتباكًا، بالتزامن مع الزيارة المفاجئة التى أجراها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، دون تخطيط مسبق؛ وبعدها توجه رئيس البرلمان التونسى وزعيم حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، إلى تركيا لزيارة أردوغان بالشكل نفسه، دون إعلان مسبق، ما تسبب في موجة غضب كبيرة في الشارع التونسى وبرلمانه.
وتصاعدت حالة الغضب داخل البرلمان، حتى وصلت إلى تصويت ١٢٢ برلمانيًا، على التحقيق في أبعاد هذه الزيارة بشكل عاجل؛ بينما وصل الأمر إلى مطالبة بعض النواب باستقالة الغنوشى من منصبه رئيسًا للبرلمان.
وبعد ثلاثة أشهر قضتها تونس بدون حكومة، كُلف حبيب جملي، المدعوم من حركة النهضة، بتشكيل حكومة جديدة، يوم الجمعة الماضى، إلا أنه فوجئ بعدم منحه الثقة من البرلمان.
واللافت أن زيارة الغنوشى تركيا ولقائه أردوغان، جاءت في اليوم التالى لرفض البرلمان منح الثقة لحبيب جملي.
أما الحزب الدستورى الحر، فقد وصف زيارة الغنوشى تركيا بأنها «خيانة للوطن»، وأوضحت رئيسة الحزب عبير موسى، خلال مؤتمر صحفي، أن الغنوشى عقد اجتماعًا مغلقًا مع أردوغان، مؤكدةً على أن الأمر لا يمكن الموافقة عليه أو قبوله.
وأوضحت عبير موسى أن الغنوشى التقى أردوغان عقب اجتماع مجلس الأمن القومى التونسى مباشرة، وقالت: «لقد التقى الغنوشى أردوغان في اجتماع مغلق، عقب اجتماع مجلس الأمن القومى التونسي، لإطلاعه على الخطة العسكرية والأمنية لتونس».
أما النائب عن كتلة قلب تونس في البرلمان، زهير مخلوف، فقد أكد أن زيارة الغنوشى تركيا تمثل خطأ كبيرًا، مشيرًا إلى أن الزيارة في ذلك التوقيت، خاصة عقب زيارة فايز السراج تركيا أيضًا، أثارت العديد من الشكوك.
وأوضح نائب كتلة التيار الديمقراطى في البرلمان، منجى الرحوى أيضًا أن الزيارة تخللها اجتماعات تتعلق بجبهة تركيا وقطر، وأن الاجتماعات ناقشت الأزمة الليبية، بحضور عدد من الأسماء التابعة لجماعة الإخوان المسلمين المشهورين إقليميًا.
وقال الرحوى موجهًا حديثه لـ«الغنوشى»: «أردوغان زعيمكم أنتم، وأنتم تسيرون على خطاه. هدفكم هو الفوضى والإرهاب، ونقل الدواعش إلى ليبيا».
أما الغنوشى فقد حاول المراوغة والتبرير وزعم، خلال جلسة البرلمان المنعقدة، الأربعاء الماضى، موضحًا أنه أراد أن يهنئ أردوغان على «السيارة التركية الجديدة».
والتقى أردوغان الذى استمرت زيارته المفاجئة لتونس، في ٢٤ ديسمبر الماضي، لبضع ساعات فقط، بالرئيس التونسى قيس سعيد، وزعم بعدها أن الدولة التونسية تدعم فايز السراج المدعوم من تركيا أيضًا.
إلا أن هذه التصريحات تسببت في موجة كبيرة من الغضب في الشارع التونسي، ما دفع الرئيس التونسى لتكذيب أردوغان وتأكيده أن بلاده محايدة لا تدعم أى طرف من الأطراف في ليبيا.
وتمثل ورقة تونس أهمية كبيرة بالنسبة لأردوغان، إذ حاول جاهدًا من أجل دعوة تونس لحضور القمة الخاصة بالأزمة الليبية في العاصمة الألمانية برلين التى انطلقت، أمس الأحد؛ إلا أنه فشل في إقناع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بصفتها المنظمة والمستضيفة للقمة.
أما عن الوضع الداخلى في تونس، فحركة النهضة تسيطر على ٥٣ مقعدًا داخل البرلمان المكون من ٢١٧ مقعدًا، لتكون بذلك أكبر تكتل داخل البرلمان.
الشارع التونسى أيضًا ليس ببعيد عما يدور حوله؛ إذ يدعو الشعب التونسى الذى يحتفل بالذكرى السنوية للربيع العربى الذى ألقى بظلاله على جميع الدول العربية تقريبًا منذ نهاية عام ٢٠١٠، إلى عدم التفريط في ثورة الياسمين من خلال التقارب مع تركيا.
وراشد الغنوشي، المعروف بزياراته المستمرة والمتكررة لتركيا وتلقيه هدايا منها، والذى بات يواجه انتقادات لاذعة داخل البرلمان وموجة غضب عارمة في الشارع التونسي، يحتفظ لنفسه بلقب القائد الوحيد من جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربى، الذى تمكن من البقاء في السلطة، من خلال سياساته التى يتبعها حتى الآن؛ إلا أن الأنظار الآن تتوجه نحو علاقته بالرئيس التركى أردوغان، والتى قد تشكل تهديدًا كبيرًا على مستقبل حركة النهضة.
ويرى رياض جراد، المتحدث الرسمى باسم الاتحاد العام لطلاب تونس، أن لقاء راشد الغنوشي، مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان في اجتماع مغلق بتركيا يؤكد على محاولة إنقاذ الإخوان في تونس وليبيا، والذين أصبح وضعهم على الهاوية مع انكشاف وانفضاح دور الإخوان داخل تونس وليبيا، بأنهم رأس حربة للمشروع التركى في المغرب العربي. وقال جراد لـ«البوابة»، إن زيارت الغنوشى وفى ظل الأزمة الليبية المحتدمة، وكذلك بعد زيارة أردوغان السريعة والسرية إلى تونس، وفشل أهدافها بتحول تونس إلى قاعدة انطلاق عسكرية لتركيا في شمال أفريقيا، كان هناك شبه استدعاء من أردوغان للغنوشى لبحث ما يكمن عمله وإنقاذ مخططات تركيا في المنطقة.
ولفت جراد إلى أن مشروع تركيا والإخوان يواجه برفض شعبى واسع وأن شعوب شمال أفريقيا ترفض أى نوع من التدخل والوصاية من أى طرف على قرارها وأن الشعوب لن تقبل باحتلال عثمانى جديد تحت أى شعارات يرفعها تنظيم الإخوان.