الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أمين اللجنة القومية للسكر: ٧٥٪ من المصريين مصابون بالسمنة ومعرضون للإصابة بالمرض.. ٨ ملايين مريض سكر في مصر.. ونصف مليون طفل مصاب

الدكتور هشام الحفناوي،
الدكتور هشام الحفناوي، أمين عام اللجنة القومية للسكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور هشام الحفناوي، أمين عام اللجنة القومية للسكر وعميد المعهد القومى للسكر السابق، ضرورة التوعية بخطورة السمنة، وحث الناس على العودة مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، وتناول غذاء صحي. 
وتوقع "الحفناوي" زيادة نسبة الإصابة بمرض السكر نتيجة ارتفاع معدلات السمنة، والممارسات الغذائية الخاطئة، وقال إن الأخطر أن 70% من المصابين به، معرضون للإصابة ببتر القدم.
التقى «البوابة نيوز» الدكتور هشام الحفناوي، لمعرفة خطط محاصرة المرض، والوقاية من الإصابة به، والمشكلات المتداولة عنه، وإلى نص الحوار..



■ يقول البعض إن أكثر من نصف المصريين مصابون بالسكر، فما حقيقة الأرقام المتداولة عن انتشار المرض في مصر؟
- السكر يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، بنسب متفاوتة، ومنطقة الشرق الأوسط التى تتبعها مصر، تصنف الثالثة على مستوى العالم، ولدينا في مصر أكثر من ٨ ملايين مصاب، حسب إحصائيات الاتحاد الدولى للسكر، ومن المتوقع حدوث زيادة سنوية، نتيجة انتشار مرض السمنة بصورة كبيرة، بلغت ٧٥٪ من المصريين، ما بين وزن زائد وسمنة، طبقا لإحصائيات مبادرة ١٠٠ مليون صحة.
■ هل توجد علاقة بين السمنة والإصابة بالسكر؟
- السمنة هى المفتاح السحرى للإصابة بالسكر، وبناء على هذه السمنة والاستعداد الوراثى للإصابة بالسكر، بمعنى بسيط: «كل أصحاب الوزن الزائد والسمنة معرضون للإصابة بالسكر».
■ ما الحل لمواجهة السكر والسمنة؟
- نحتاج إلى حملات توعية في الإعلام، بخطورة السمنة، وحث الناس على العودة مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، وتناول غذاء صحى، من الفاكهة والخضروات، وممارسة الرياضة، حتى لو نصف ساعة يوميا، والبعد عن الوجبات الجاهزة والمياه الغازية، التى يتناولها بعض الشباب بديلا للمياه الطبيعية، وهذه كارثة تعجل بإصابتهم بالسكر وأمراض السمنة.


■ يلجأ كثيرون إلى العمليات الجراحية مثل تكميم المعدة بزعم الوقاية من السكر والتخلص من السمنة.. فما تعليقك؟
- العمليات تجرى لحالات السمنة المميتة، أو السمنة الزائدة أو في بدايات السكر، أما استعمالها كوسيلة للعلاج من السكر، أمر غير صحيح.
■ انتشرت برامج غذائية تحث على الإقلاع تماما عن السكر أو الملح أو النشويات تحت مسمى «كيتو».. ما تأثير هذا على الجسم؟
- هذه البرامج تؤثر في كيمياء الجسم، وتسبب آثارا جانبية خطيرة، على الكلى والكبد والغدد، ولا بد من العمل على تناول غذاء صحى، بتقليل الدهون المضرة الموجودة في السمن الصناعي، ونستبدله بزيت الذرة أو الزيتون، أو السمن البلدى كحل وسط، ونعمل على زيادة الخضراوات في وجبات الغذاء، ونقلل النشويات والسكريات لكن لا نمنعها نهائيا.
■ لدينا ثقافة منتشرة في المجتمع خاصة بين الأمهات أن الطفل البدين لديه صحة جيدة.. ما مدى خطورة هذه الأفكار؟
- السكر نوعان، سكر النوع الأول الذى يطلق عليه سكر الأطفال، الذى يصاب به الطفل نتيجة تدمير خلايا البنكرياس، وبالتالي لا بد من تناول الأنسولين، وسكر النوع الثانى الذى يطلق عليه سكر الكبار، نتيجة مقاومة الأنسولين، وأصبح يصيب الأطفال نتيجة الوزن الزائد، بسبب الممارسات الغذائية الخاطئة، وتناول الوجبات الجاهزة والسكريات بصورة مستمرة، فضلا عن تناول المياه الغازية، ويبعد تماما عن الخضراوات والفاكهة الطبيعية، ناهيك عن عدم ممارسة الرياضة، والاكتفاء بالألعاب التكنولوجية على الإنترنت طوال الوقت.


■ ما نسب إصابة الأطفال بالسكر في مصر؟
- لدينا مؤشرات خطيرة عن إصابات الأطفال، وعدد المصابين أقل من نصف مليون طفل، مصابون بالنوع الأول الذى يمثل ١٠٪ من مصابى مرضى السكر، ويحدث نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، أما النوع الثاني، فيصيب الأطفال في الفئات العمرية حتى ١٩ سنة، بنسبة ١٤ مصابا لكل ألف طفل.
■ ما حقيقة أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالسكر تناولوا لبنا صناعيا؟
- هذا صحيح، نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكر، اعتمدوا في رضاعتهم على لبن صناعي، وهذا وفقا لأبحاث تم إجراؤها، وهنا نقول الأفضل لبن الأم، لأنه يعطى مناعة قوية للطفل.
■ أشرت إلى أن الأمر متعلق بالغذاء.. يعنى هذا أن أنماط الغذاء التى يتبعها المصريون خاطئة؟
- نحن أكثر شعب يستهلك السكر والملح في طعامه، في الخارج يستخدم الفرد مكعب واحد سكر، لكن هنا يستخدم الفرد أكثر من ٣ مكعبات، ما يتسبب في مشكلات صحية منها السمنة وزيادة الوزن، وما يترتب عليها من أمراض السكر والقلب والأوعية الدموية، وأيضا يعمل الملح على الإصابة بمرض الضغط ويساعد في زيادة الوزن، ولا بد من تغيير هذه العادات الخاطئة، وهذا لن يحدث إلا بالتوعية، وأن يدرك كل شخص أهمية المحافظة على صحته، حتى لا يقع في مشكلات صحية خطيرة وأعباء مالية كبيرة في الإنفاق على العلاج.

■ لكن كل المنتجات في الأسواق سكريات ووجبات جاهزة والأمر تجارى.. كيف نتغلب على هذا ونحمى أطفالنا؟
- لا نستطيع منع بيع المنتجات في الأسواق، أو وضع تحذيرات منها، وهذا الأمر غير موجود في العالم، لكن علينا بالتوعية السليمة على تربية الطفل على الغذاء الصحى السليم عبر التخلص من العادات الغذائية السيئة، وتناول السكريات والوجبات الجاهزة باعتدال.
■ القدم السكرى.. أزمة تقلق مرضى السكر دائما وأصبحت منتشرة، فما السبب؟
- نتيجة عدم الاهتمام بضبط السكر، أقل من ٣٠٪ من المرضى فقط يضبطون السكر في الدم، و٧٠٪ معرضون للإصابة بالقدم السكرى الذى يمكن أن يؤدى للبتر، وهذا يمكن تلافيه بضبط السكر والاكتشاف المبكر لمرض التهاب الأعصاب الطرفية.
■ لماذا لا يوجد دور حتى الآن للعلماء المصريين في علاج السكر؟
- العلم ليس له وطن، أى بحث يجرى عن السكر، تشترك فيه أغلب الدول، ومصر جزء منها، والبحث لا ينسب لدولة بعينها، ولا بد من تجريبه على كل دول العالم، حتى يناسب كل الأجناس، وسنويا هناك مؤتمرات عالمية، مصر تشارك بأبحاث تتم مناقشتها، وتجرى عليها دراسات، ونتيجتها لا يطلق عليها اسم دولة.


■ يدعى البعض نجاحهم في اختراع علاج للسكر هنا في مصر.. ما تعليقك؟
- سكر النوع الأول، والذى غالبا يصيب الأطفال، يعتمد كليا على الأنسولين ولا بديل لهذا نهائيا، وسكر الثانى الذى يمثل أكثر من ٨٠٪ من أنواع السكر، نتيجة السمنة مع الاستعداد الوراثى للإصابة، يعتمد في علاجه على الأقراص، وهذه يتم تطويرها سنويا، وهناك أدوية مختلفة تتطور بصورة مستمرة، وهذه تساعد في اختيار العلاج المناسب للمريض حسب حالته والأمراض المصاحبة له حسب طبيعة، عمله وأكله ووزنه.
■ ما تعليقك على مزاعم علاج السكر بالأعشاب الطبية؟
- كل الأقراص عبارة عن أعشاب يتم استخلاص الأجزاء غير المفيدة منها، وتقدم بصورة نقية لا تسبب أى مضاعفات، لكن الأعشاب التى تؤخذ مباشرة بها أجزاء غير مفيدة تؤثر في الكبد والكلى، وتسبب أضرارا صحية خطيرة، هناك أيضا إعلانات في بعض الفضائيات، عن العلاج ببول الإبل وعسل النحل، ولدغ النحل، وكلها «وهم ونصب» وليس علاجا.
■ هل يوجد شفاء تام من مرض السكر؟
- السكر من الأمراض المزمنة، التى تصاحب المريض عمره كله، لكن يمكن التعايش معها كأنه غير موجود، عبر الأكل الصحي وممارسة الرياضة.
لكن إعلانات «وداعًا للأنسولين»، و«الحبة الذكية»، كل هذه أمور تجارية بحتة والهدف منها تحقيق مكاسب مالية فقط.


■ هل انتهت مشكلة نقص أدوية السكر في مصر؟
- أدوية السكر متوفرة دائما، حتى وإن حدث عقب تعويم الدولار نقص، أصبحنا الآن نشجع المنتج المحلى، وأصبح لدينا «أنسولين»، مصنوع في مصر، ونحن نشجع أن تكون كل الأدوية منتجا مصريا، حتى لا نعتمد على الاستيراد في علاجنا.
■ لكن البعض يشتكى جودة «الأنسولين» المصري.. كيف تابعت هذا على مرضاك؟
- أجرينا عدة أبحاث حول جودة الأنسولين المصري، وتم عمل مقارنات مع المستورد، وتم تجريبه مع عدد من المرضى، بعد نزع اسم بلد المنشأ من كل العبوات سواء المحلية أو المستوردة، وتم إعطاؤه لشريحة كبيرة من المرضى، فوجدنا أنه لا يوجد فرق أو مضاعفات، بين الأنسولين المصرى أو المستورد، ونحن نعتمد عليه كليا الآن.
حملة ١٠٠ مليون صحة، تعتبر أكبر خدمة تم تقديمها للمواطن، لأنها ساهمت بشكل كبير، حصر مرضى فيروس سي، وخلال عام ٢٠٢٠، سيعلن أن مصر خالية تماما من المرض، ومجرد الحديث عن هذا كان حلما كبيرا صعب تحقيقه، فالحملة كشفت عن المصابين وقدمت لهم العلاج بالمجان حتى الشفاء تماما، وأيضا الأمراض غير السارية مثل الضغط والسكر والسمنة، تم اكتشافها وتقديم العلاج لها بالمجان، وفى كل دول العالم، ٥٠٪ من مرضى السكر لا يعلمون أنهم مصابون بالسكر، فالحملة كشفت عن أن ٦٠٪ من المرضى لا يعلمون أنهم مصابون بالسكر، وبالتالى مجرد اكتشاف هذا المرض معناه أننا نكتشف مضاعفات السكر مثل التأثير في العين والقلب والشرايين والأعصاب، ومجرد اكتشاف السكر مبكرا معناه أننا نسيطر ونقى المريض من شر هذه المضاعفات الخطيرة، وهذا المهم لأننا لا نخاف من السكر ونخاف من خطورة مضاعفاته.