السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"المعمودية".. حدث تأسيسي في الديانة المسيحية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البابا تواضروس يترأس القداس
تحيى الكنائس الكاثوليكية، يوم الحج المسيحي، إلى موقع معمودية السيد المسيح (المغطس) في العصر الحديث، والذى يعد واحدًا من أبرز المواقع المسيحية المقدسة في العالم.
وأشار المطران بييرباتيستا بيتسابالا، راعى الاحتفال المدبر الرسولى للبطريركية اللاتينية، إلى التطور الرائع الذى شهده موقع المغطس على مدى عشرين عامًا، بحيث أصبح من أبرز المواقع الدينية للحج المسيحى في الأردن، ناهيك عن كونه واحدًا من أهم الأماكن المقدسة للإيمان المسيحي.
وأوضح مدير عام هيئة موقع المغطس، المهندس رستم مكجيان، أنه وبعد هذا التاريخ شهد هذا الموقع المقدس الفريد الكثير من الزيارات واللقاءات والأحداث المهمة، كزيارة ثلاثة بابوات والعديد من رؤساء الكنائس والملوك والقادة من مختلف بلدان العالم، والكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والقبطية والإنجليكانية، ليصبح بذلك الموقع شاهدًا على بناء جسور المحبة والسلام بين الإنسان.
وألقى المطران جبارة، عظة القداس، تطرق فيها إلى المعانى الروحية للمعمودية، وأوضح بأنها حدث تأسيسى في الديانة المسيحية، حيث يصبح الشخص من خلالها عضوًا في الكنيسة، داعيًا الحضور إلى رفع الشكر لله تعالى على نعمة المعمودية المقدسة، وإلى تجديد مواعيد معموديتهم وإعادة اكتشاف مفاعيلها الروحية، ووسط تصفيق حار من الحضور العربى والأجنبي، أعلن المطران جبارة أن السيد المسيح قد اختار الأردن ليكون موقعًا لعمادة الفريد في التاريخ.
واشتمل الاحتفال الدينى الذى شارك به رؤساء وممثلو الكنائس الكاثوليكية على مباركة مياه نهر الأردن المقدس، ورشه على جموع المؤمنين، ورفعت خلال القداس الصلوات والترانيم من جوقات متعددة بقيادة ميرا سميرات والشماس مالك فرحات من أجل ديمومة الأمن والاستقرار في المملكة، والسلام في عموم منطقة الشرق الأوسط والعالم.
البابا تواضروس يترأس قداس عيد الغطاس بالإسكندرية
الأب بطرس دانيال: نحتفل به للتخلص من كل المساوئ أكرم ناجى: انفتحت فيه السماء على الأرض

تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، ذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن، أو كما يسمى بعيد الغطاس، وهو من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، وترتبط به عدة طقوس ومسميات، كما أعلنت الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، أن قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يترأس قداس عيد الغطاس في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالإسكندرية.
ويتضمن القداس عيد الغطاس، صلاة «اللقان» أيضا، وهى صلاة تتلى لتبريك المياه، وتستخدم في التبريك داخل المنازل ومباركة المرضى وطرد الأرواح الشريرة، وتصلى الكنيسة الأرثوذكسية صلاة اللقان مرتين في العام مرة في عيد الغطاس والأخرى في يوم خميس العهد.
قال القس أكرم ناجى، راعى الكنيسة الإنجيلية بنى سويف، وعضو المجلس الإنجيلى العام للطائفة الإنجيلية بمصر، إن عيد الظهور الإلهى والمعروف شعبيًا بعيد الغطاس، هو العيد الذى انفتحت فيه السماء على الأرض؛ لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة في الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله في المؤمنين باسمه (وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت) (مت ٣:١٧).
وكشف «ناجي»، تسمية العيد بعيد الغطاس؛ لأن السيد المسيح فيه غطس في ماء الأردن، معتمدًا من يوحنا المعمدان (فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه) (مت ٣: ١٦).
وأضاف راعى الكنيسة الإنجيلية ببنى سويف، أن القدوس الذى بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان أولا بلباقة أن يعمده (ولكن يوحنا منعه قائلا أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتى إلى) (مت ٣:١٤).
وتابع: لقد أكمل السيد المسيح في تواضع ووداعة كل بر وأتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثلا لها ولكى يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا أجاب السيد يوحنا المعمدان (اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر حينئذ سمح له) (مت٣:١).
وواصل: عاش يوحنا المعمدان ناسكا عابدا لله في صحراء اليهودية حتى بدأ رسالته فيها ليعمد ويدعو إلى التوبة وغايته القصوى إعلان مجيء ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم {وَفِى الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِى يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِى قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِى بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلًا: «إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِى أَرْسَلَنِى لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِى تَرَى الرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِى يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو ٢٩:١-٣٤).
لقد اشتهى الأنبياء مجىء الله متجسدا لخلاص البشرية {ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش ٦٤: ١) وها السماوات تنشق ويعلن لنا الروح القدس عمله فينا من خلال ابن الله الكلمة المتجسد {وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه} (مر١:).
في داخل كل إنسان شعور غريزى بوجود الله يصادق عليه العقل الذى دفعنا جميعا للسؤال والبحث والتفكير عن أصلنا ومصيرنا كما أعلنت الطبيعة من جانبها قدرة الله السرمدية فساعدتنا على إدراك الله كخالق عظيم. اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ (مز ١٩: ١).
ولكن صورة هذا الإعلان لم تكتمل إلا بإعلان الوحى المقدس عن شخص ربنا يسوع المسيح في ميلاده ومعموديته: أولا في ميلاده: باستقرار النجم وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِى رَأَوْهُ فِى الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. متى ٢: ٩.
ثانيا في معموديته: استقرار الروح القدس علية بهيئة جسمية مثل حمامة معلنا بدء عمل الابن في تأسيس خليقة جديدة روحانية في الإنسان من داخل الطبيعة البشرية القديمة فكان استعلان الروح القدس كشريك مع الابن في هذه الخليقة الجديدة واشتراك الأب أيضا بالصوت الأبوى المعلن من السماء وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هَذَا هُوَ ابْنِى الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا» (لو ٩: ٣٥) في نفس اللحظة.
ولذلك معظم الكنائس حتى نهاية القرن الرابع تعيد عيدا واحدا لميلاده وعمادة باعتبار أن الميلاد والعماد يؤديان مضمونا واحدا هو ظهور واستعلان لاهوت المسيح للعالم، فالميلاد أظهر الابن متجسدا والعماد أظهر الثالوث وحيث ذكر يوحنا ذهبى الفم ( إن الرب في الغطاس استعلن للجميع في حين في ميلاده ظل مخفيا عن الجميع).
واستكمل: إن الأعياد في الكنيسة الأولى كانت عيدا واحدا متصلا، هو عيد الحياة الجديدة، عيد الخلاص ويوم هذا العيد هو الزمن كله. هو الدهر الجديد بتجسد المسيح في مل الزمان ممتدا إلى الحياة الأبدية كلها، قائلا: «نحن نعيش الآن العيد الدائم. بالدهر الجديد كامنا في بطن هذا الدهر ومتمخض به فيه محتفلا به كحقيقة حاضرة مفرحة، وأى عيد من أعيادنا هو احتفال قائم دائم بعيد الملكوت الجديد الذى ظهر نوره بظهور المسيح على أرضنا وهو أعظم شاهد لملكوت الله وسط هذا العالم الحاضر».
واختتم: أنها أصبحت أعيادا متعددة متتالية ذات تواريخ محددة ومتتالية في زماننا الحاضر، إلا أن إيماننا أن العيد لم يزل واحدا وأن عيد الظهور الإلهى (عيد الغطاس) ما هو إلا تركيز على يوم محدد تستعيد فيه الكنيسة هذا الحدث الجليل من خلال حضور الرب بنفسه وسط شعبه، وتعبر فيها الكنيسة عن فرحها السماوى بكل حدث من أحداث حياة عريسها السماوى لتنال لنفسها تجديدا بنعمته وتشبيها ومثالا لحياته، والتى هى جانب من جوانب نعمة الحياة الجديدة في شخص المسيح.
فيما يقول الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما بمناسبة عيد الغطاس، إنه يذكرنا بمعموديتنا جميعا؛ لأننا نحتفل به في الهدف الأول لنتخلص من كل المساوئ ونصبح ناسا جديدة وأننا مولودون من جديد وأننا نولد بدون خطية «من كان منكم بلا خطيئة»، معناها ما نحتفل به في الغطاس، وفى قديم الأزل ذهب السيد المسيح إلى يوحنا المعمدنانى حتى يقوم بتعميده فرد قائل له «أنا اللى أتعمد منك»، وهناك بالطبع تقليد دنيوي، القصب والقلقاس والبرتقال في عيد الغطاس، وتلك الأكلات هى من صنع الإنسان.
وأضاف أن تناول القصب يرجع لكونه أبيض من الداخل ويمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله ويرجع هذا المعنى لكى يرتبط برمز لماء المعمودية عصيره له مذاق سكرى رمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا، والتخلص من الذنوب والعودة كمولود جديد، لأن القصب كانوا زمان يحطون شمعا فوقيه يرمز لنور الروح القدس، ويدوقون حلاوته، زى الإنسان إللى يتعمد يأخذ بركة المعمودية ويذوق حلاوة ربنا، ولا ننسى تناول القلقاس ولكن المغزى من تناوله هو أن القشرة الخارجية له بها مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهى المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر «القلقاس» من مادته السامة بواسطة الماء، ويدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هى دفن أو موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول «مدفونين معه في المعمودية التى فيها أقمتم أيضًا معه»، ولا بد ألا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلا بد أولا من نزع قشرته حتى يصبح نافعا لنا وغير مسمم قبل أكله.
ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكى نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله، وأخيرا يوضح الأب بطرس دانيال، أن تناول البرتقال، لأنه يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله مثل القصب أيضا، وهو رمز لماء المعمودية عصيره له مذاق رمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا، بالإضافة إلى أنه كان يصنع من قشرة البرتقال بعد تقشيره فوانيس يوضع بها شمع حيث كان أجدادنا يحتفلون بقداس عيد الغطاس على أحد المجارى المائية وكانوا يستعملون هذه الفوانيس للإنارة، وهو له ثلاثة أسماء عيد الغطاس، عيد الثيؤفانيا أى الظهور الإلهي عيد الأنوار حيث يمسك المعمد الشموع بعد العماد، وعيد الغطاس أى العماد.