الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

العياط تبكي.. "البوابة نيوز" في منزل شهيد لقمة العيش.. شقيقه: السبب أولوية التحميل.. اتفقنا نتصالح خدعوني وقتلوا أخويا.. والأم: الإعدام هيبرد ناري

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أردت لك العمر الطويل فلم يكن سوى ما أراد الله لا ما أردته، فيا وحشة من مؤنس قد عدمته ويا وحدة من صاحب قد فقدته.. تلك الكلمات قد تكون معبرة عن حالة الحزن التى يعيشها أهالى وجيران وأقارب المدعو حسانين، ضحية الموت بالرصاص على يد مسجل خطر في مدينة العياط جنوب الجيزة.
لم يمر على الجريمة أكثر من 4 أيام، وما تزال المدينة متشحة بالسواد، ملامح الحزن مرسومة على وجوه الجميع، وبرغم الحالة التى تعيشها المدينة بسبب رحيل ذلك الشاب المحبوب، إلا أن حزن الأم دائمًا ما يكون مختلف.

لم تتوقف عن البكاء والنواح، كلماتها تحمل بين حروفها كل معانى الوجع والحسرة والافتقاد للابن الحبيب، الناس حولها يحاولون التخفيف عنها الألم، ولكن لا كلمات تجدى ولا محاولات تفيد، تردد ذكرياته الجميلة معها، وكيف كان يعاملها بالحنان، ودموعها تأبي أن تفارق عينيها، وهى تردد اللحظات الأخيرة في حياته قبل موته بساعات قليلة.
كنت أتعجب من وقوفه الصامت أمام المنزل في ذلك اليوم، كان يحدق النظر في المنزل من الخارج والداخل، وينظر للجميع بصمت وكأنه يودع الحياة، في تلك الليلة جلس مع شقيقته وظل يحكى لها عن مواقف مرت به في حياته، وعن أحلامه وعن طموحاته، أخبرنا بأنه يريد أن يتزوج من نجله خالته، وأنه يرغب في أن نطلب منهم يدها للزواج، تلك كانت الكلمات التى بدأت بها الأم حديثها عن نجلها.
وحينما جاء الحديث عن معاملة الضحية لوالدته، ظلت تبكي وهى تؤكد بأنها لم ترَ منه طيلة حياته سوي معاملة البر والإحسان، فقد كان ابنًا مطيعًا، وتحمل وأشقائه مسئولية المنزل بعد وفاة والدهما، حتى زوجا شقيقاتهما، ولم يشكُ أحد منه طيلة حياته، مطالبة بالقصاص وهى تقول: "مش هتبرد نارى غير لما يعدموا المتهمين كلهم".
أما عن حقيقة ما حدث في تلك الجريمة التى شهدها موقف العياط، فقد روى زغلول، شقيق الضحية " حسانين"، كواليس ما حدث، مشيرًا إلى أنه كان شاهدًا على قتل شقيقه، مؤكدًا أن الأمر لم يكن يستحق أن يقوم المتهمين بقتل شقيقه، فالخلاف كان من البداية على أولوية التحميل في الموقف.

يشير زغلول إلى أنه يعمل وأشقاؤه في الموقف منذ سنوات، فقد ورثوا العمل في الموقف عن والدهم المتوفي، ولم يفتعلوا أي مشاجرات مع أحد من قبل، فتعاملوا مع الجميع بالحب والاحترام، ولكن في ذلك اليوم، نشبت مشادة كلامية بين المدعو " سيد.غ"، بين شقيقة الضحية" حسانين"، على أولوية التحميل، وتدخلت وقمت بإنهاء تلك المشادة بين الطرفين.
وفى المساء، بعدما غادرت إلى المنزل، تفاجئت باتصال من المدعو شريف، صاحب السيارة التى يعمل عليها المدعو " سيد.غ"، وكان يعاتبنى معتقدًا بأنى وشقيقي قد تعدينا بالضرب على المدعو سيد، ولكن ظللت أحاول التأكيد له بأننا لم نعتدَّ عليه، وأقسمت له، وطلبت منه أن يسأل الشهود في الموقف، وأنتهت المكالمة واتفقنا اننا في الغد سوف تكون هناك " قعدة تصالح" في الموقف بيننا وبين المدعو سيد.
وفى اليوم التالى، أخبرنى الأهالى أن هناك شخصا يدعى " رمضان"، يأخذ شقيقي " حسانين" بعيدًا عن الموقف، عند " فتحة" في السور موجودة بالقرب من الموقف، ولم نكن نعلم لماذا يأخذه إلى ذلك المكان، فتسلل الشك بداخلى خوفًا أن يكون هناك مخطط لقتل شقيقي، فأسرعت في اتجاههم، محاولًا تفسير ما يحدث، وأخذت شقيقي منه، وسألت المدعو رمضان " أنتوا رايحين فين"، فأجابنى" مش رايحين"، فجلسنا سويًا وطلبت له شاى، وقصصت له ما حدث وسبب المشادة الكلامية بين شقيقي " حسانين"، وبين " سيد.غ"، وبعد أن سمع منى حقيقة ما حدث، قال لى " أمال سيد مكبر الموضوع ليه ؟".
وبعدها بدقائق، أخبرنى البعض في الموقف بأن سيد.غ قد جمع مجموعة من الأشخاص في سيارة المدعو شريف ومتوجهين ناحيتي، فأجريت مكالمة هاتفية بالمدعو شريف، وأخبرته بما قال لى الأهالى، فأكد لى بأنه لن يحدث أي شيء، وبعدما تفاجأت بالمدعو شريف والمدعو رشدي قد جاءوا إلى الموقف، ووصل سيد.غ ومعه اثنان آخران إلى الموقف بالسيارة ملك شريف.


وجلسنا، وطلبت شاى، وطلبت من شقيقي حسانين أن يجلس بعيدًا حتى لا تحدث مشادة مرة أخرى بينه وبين سيد، وبدأ سيد.غ يروي ما حدث، وكانت طريقة كلامه وهو يروي ما حدث بينه وبين شقيقي حسانين في تلك الليلة غير مقبولة، فتدخل شقيقي "حسن"، معترضًا على طريقة كلامه، فقام المدعو رشدي برش شقيقي " حسن"، بكوباية الشاى الساخن على وجهه، ثم قام بوضع المطواة على رقبتى.
وتفاجأت بعدها بالأهالى يصرخون " أخوك حسانين مات"، فقام المدعو شريف والمدعو رشدي بالهروب، ليقوم الأهالى بالإمساك بالمدعو " سيد.غ"، واكتشفنا بعد ذلك أن من اطلق الرصاص على شقيقي، أحد المتهمين اللذين جاءا من سيد.غ في الميكروباص، ليقوم بالنزول بالقرب من الموقف، ويترصد لشقيقي ويقتله، بناء على إتفاق مسبق مع باقى المتهمين.
وتستكمل النيابة العامة بجنوب الجيزة، تحقيقاتها حول واقعة قيام سائق بموقف العياط القبلي بإطلاق النار من فرد خرطوش كان بحوزته، على سايس حتى تمكن من قتله.
كانت النيابة العامة قد انتقلت لمناظرة جثة المجني علية" ح. ف"، وقد تبين أنه في العقد الرابع من العمر يرتدي كامل ملابسه ومصاب بطلقة خرطوش بمنطقة الرأس أدت إلى حدوث نزيف داخلي وتهتك بالمخ، وقد صرحت بدفن الجثة فور الانتهاء من تشريحها.
كشفت تحقيقات النيابة تلقى ضباط مباحث قسم شرطة العياط إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بنشوب مشاجرة ووجود قتيل بأحد المواقف بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم وتبين العثور على جثة أحد الأشخاص يعمل في الموقف"لتحصيل الكارت، وتم ضبط المتهم تحرير محضر بالواقعة.