الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب: القانون السحري للتطور الفردي والإنساني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مبدأ 80 على 20 وضعه لأول مرة الاقتصادي الإيطالي فلريدو باريتو عام 1897، كان باريتو يدرس أنماط الثراء والدخل في إنجلترا في القرن التاسع عشر، فلاحظ وجود علاقة رياضية ثابتة بادية للعيان واضحة، وقد لاحظ باريتو تحديداً أن 20% من السكان قد حازوا على 80% من الثروة وأن نفس هذه العلاقة قد تكررت في مجالات أخرى عديدة حتى أن هذا المبدأ يعرف أحياناً بمبدأ باريتو اعترافًا بفضله في تأسيس واكتشاف هذه النظرية.
لكن نشر هذا المبدأ (مبدأ 80 على 20) بواسطة جورج زيبوف أستاذ في جامعة هارفارد والمحرك الرئيسي للثورة التي شهدتها دولة اليابان في مجال جودة الإنتاج بدءا من 1950، وقد اكتسب مبدأ 80 على 20 عددًا من الأسماء الأخرى الدالة عليه ومن ضمنها قاعدة القلة الفاعلة ومبدأ الجهد الأدنى ومبدأ التوازن الرياضي، وأنا حين أرى هذه المسميات أعرف أن المقصود هو مبدأ 80 على 20 وأن المفهوم القائل أن قدراً أكبر من النتائج يمكن أن يأتي من بعض المدخلات مقارنة بما يأتي من المدخلات الأخرى هو مفهوم يخالف كل من البداهة والنزعة إلى المساواة يعني فكرة انه يوجد ناس تنتج أكثر من ناس أو شركة تنتج أكثر من شركات أخرى، أو مؤسسة تنتج أكثر من مؤسسات أخرى أو وزارة تنتج أكثر من وزارات أخرى هذه الفكرة تخالف المنطق إلى حد ما ومع ذلك الواقع يقول إن هذا المبدأ موجود واعترافنا به يقود إلى اكتشافات قيمة في ما يتعلق بكيفية تحسين إنتاجية الفرد على المستوى الشخصي والاجتماعي وكذلك في مجال مؤسسات الأعمال فيمكن من خلال مبدأ 80 على 20 الوصول تحديدا إلى أي الموارد هي الأكثر إنتاجية وأيها يمكن الاستغناء عنه دون أن يكون لذلك سوى أثر صغير على الإنتاج في ما يلي بعض الأمثلة على مبدأ 80 على 20:
80 % من الطاقة في العالم يستهلكها 15 % من سكان العالم
80 % من الثروة في العالم يمتلكها 25 % من سكان العالم
في مجال الرعاية الصحية يحتاج 20 % من السكان إلى 80 % من إجمالي الإنفاق الطبي
في أغلب الكتب غير الروائية 80% من الأفكار الجديدة توجد في 20% من نص الكتاب
تحقق 20% من الأفلام الجديدة المنتجة سنوياً 80% من إجمالي إيرادات صناعة السينما العالمية
تساهم 20 % من الشركات المسجلة في بورصة نيويورك ب 80 % من مقدار الارتفاع او الانخفاض السنوي في القيمة السوقية الإجمالية
هناك عدة تطبيقات لمبدأ 20 على 80 في الحياة الشخصية في محاولة للاستفادة منها وهي تطبيقات قد جربت واهتم بها العديد من الأشخاص الناجحة على المستوى الاقتصادي أو على المستوى الاجتماعي أو حتي علي المستوي السياسي المجالات الأساسية التي يمكن استخدام مبدأ 80 على 20 هي:
•إدارة الوقت.
•وضع الأهداف الشخصية.
•تكوين الصداقات الشخصية والمهنية.
•اتخاذ قرارات اختيار المسار المهني .
•كسب المزيد من المال.
•تنمية العادات الشخصية المؤدية للنجاح.
التفكير بأسلوب 80 على 20 يتسم بالطابع التأملي ومن شأنه ان يصل إلى استبصارات ذاتية يمكن أن تحدث تحسناً كبيراً في نوعية حياة الشخص عموماً وهذا عن تجربة , كذلك التفكير بأٍسلوب 80 على 20 هو تفكير غير تقليدي من شأنه ان يؤدي إلى تحديد الجوانب غير المنتجة التي يمكن التخلص منها والتي لن يستطيع معظم الناس إدراك وجودها لديهم.
اذاً أنا من خلال استخدام مبدأ 80 على 20 سوف اري ما هي الجوانب غير المنتجة في شخصيتي.
التفكير بأسلوب 80 علي 20 سوف يؤدي إلى تعظيم مقدار الوقت الذي ينفقه المرء في النشاطات المنتجة والممتعة والحد من الوقت المهدور الذي ينفق في مهام غير ضرورية ومفيدة وسيكون لنا وقفة لأننا إذا تأملنا ساعات عملنا اليومية ستجد بشكل متجلي وواضح جداً أن 80 % من انتاجك (أي كان عملك) تنتجه في 20 % من وقتك فإذا كنت معلم ووقت الحصة مثلاً 50 دقيقة ستجد أن حوالي 17 دقيقة هي الأفضل والأكثر تركيزاً أثناء الحصة بينما بقية الوقت ستجد انه يضيع ما بين كلام خارج موضوع الدرس أو مشاغبات الطلاب أو أحد يدق الباب أو شرح الحواشي أو مراجعة على ما مضى وهكذا...
وإذا كنت تعمل في أي مجال وتأملت ستجد أن بالفعل ما تنتجه وله قيمة يعود إلى فقط 20 % من وقتك بينما 80 % من وقتك شبه مهدور.
التفكير بأسلوب 80 على 20 تفاؤلي بطبيعته ويشجع تقدم الفرد وتطويره لذاته كما أن استخدام أسلوب 80 على 20 هو تفكير استراتيجي يركز على الفئة المنتجة او الوقت المنتج أو الشيء المنتج وليس الكثرة ذات الإنتاج الهامشي.
التفكير بأسلوب 80 على 20 يجمع بين الطموح الشخصي والتفكير بأٍسلوب ذكي منظم مبدع بحيث يقوم الإنسان بالشيء الأكثر ملائمة ولا يسعى للقيام بكل الأدوار سواء ناسبته أو لم تناسبه.
لو أخذنا نظرية 80 على 20 في إدارة الوقت وهي من الأشياء التي كان لها تأثير كبير جداً في حياتي وزادت أنتاجيتي على كثير من المستويات الشخصية والعملية بشكل كبير بحيث طبقت مبدأ 80 على 20 في إدارة وقتي في أغلب الوقت لأنه لا تجد نفسك متيقظاً طوال الوقت نظرياً فى احياناً تسهو وهذه طبيعة الإنسان.
اول شيء يجب أن نتخلى عن الارتباط القائم بين الجهد والعائد بمعنى أنه يوجد كثير من الناس تتصور انني كلما بذلت مجهود اكتر كلما كان العائد أكبر وهذا خطأ .. لماذا؟
لأنه يمكن تحقيق الكثير من العائد من خلال العمل الأقل إذا عرفت ما هو العمل الأكثر انتاجاً
يعني مثلاً : لو أنا أعمل كمهندس فأنا عندي أدوار مختلفة كالإشراف على الرسم والتخطيط على الورق او أن أشرح في سمنار بسيط للفريق التنفيذي وصاحب المبنى ما سوف يحدث أو أن أقوم بتتبع خطوات التنفيذ و التطبيق لأفكاري على الواقع وبحضور المراحل المختلفة للبناء فعندما درست هذا الموضوع وجدت أنني أتقاضى 6000 جنيه منهم 3000 على الرسم والتخطيط و3000 على متابعة التنفيذ
الرسم والتخطيط بيتم في خلال يوم أو اثنين او ثلاثة بينما متابعة التخطيط بيتم في خلاص شهر أو شهرين أو ثلاثة!
هذا يعلمني انه من الأفضل أن أسند عمليات التنفيذ لشخص آخر على الأرض بينما انا أقوم بعملية الرسم والتخطيط فأتحصل انا على 3000 جنيه كل يومين ثلاثة مثلا بمعدل 1000 كل يوم فيزيد دخلي في الشهر من 6000 جنيه الى 30000 جنيه.
وبالتالي انا استغليت 20 % اللي بتنتج حوالي 80% من دخلي وجمعتها وجعلتها هي الأكثر وجوداً وبالتالي دخلي بيزيد مش من خلال المجهود الزيادة ولكن من خلال استغلال الوقت طبقاً لقانون 80 على 20
اذاً كيف ننمي العادات الشخصية المؤدية للنجاح طبقاً لمبدأ 80 على 20
أول شيء علينا اتباع ما يلي :
1-حدد الأوقات التي تكون فيها في أسعد حالاتك ادرسها أعرفها من حيث الأشخاص .. الأماكن ..الظروف .. ثم اعمل على مضاعفتها قدر الإمكان.
2-حدد الأوقات التي تشعر فيها بأدنى قدر من السعادة نفس الشيء المكان الزمان الأشخاص .. ثم نظم حياتك لتتجنبها بقدر الإمكان.
3-إن تحقيق هذه الأهداف البسيطة في الحياة هو التحدي المستمر وكما في أي أمر آخر إن العادات التي نتبعها سيكون لها تأثير مهم على معدل نجاحنا ولكي نحقق النجاح الشخصي اجتهد لتحقيق هذه السبل لتنمية هذه العادات الشخصية مثل:
زيادة التدريب البدني اليومي لأن مادة الأندروفين المسئولة عن السعادة تتولد طبيعيا أثناء القيام بهذه التمارين ستؤدي إلى إنعاشك أكثر من أى بدائل أخرى سواء كانت طبيعية أو صناعية.
ايضاً التحفيز الذهني وهو أمر يجعلك تكون أفكار جديدة حول أشياء جديدة والتحفيز والتأمل الروحي.
اهتم بنشاطك الروحي مثل الصلاة والعبادة وعمل الخير والاهتمام بصحتك أيضا من العوامل التي تجعلك أكثر رضا وسعادة ونشوي.
قم بعمل شيء ما لصالح شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص فهذا سيؤدي إلى تعزيز معنوياتك ويمنحك نظرة أصوب لتحديات الحياة.
علي المستوى الاجتماعي اصنع بضعة صداقات وثيقة مع أشخاص إيجابيين وسعداء وكون تحالفات مهنية قوية مع عدد صغير من الأشخاص الذين تستمتع بصحبتهم فعلاً.
أسعى لتحقيق نمو الحياة المهنية والأسرية والاجتماعية التي ترغب فيه أنت وشريك حياتك.
وهكذا من خلال هذه الاستراتيجيات البسيطة التي أرجو أن تدونوها وتكتبوها وتحاول تطبيق ما يتواءم معك وتحاول فهم واستيعاب كل مبدأ وكل نظرية لأنها خلاصة بحث لكبار المفكرين والعلماء في التنمية البشرية بل وكانت هذه النظرية سبب في تقدم دولة عظيمة كاليابان على مختلف المجالات.