الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماجدة الصباحي.. الفنانة المناضلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت تحاول التمرد على طفولتها وترفض سيطرة والدتها ووافقت على الزواج من "عمو عزيز"، فهى "عليه" الشهيرة بكلبها اللولو صاحبة الصوت المبحوح عندما كانت تنادى على "ممدوح" وهي "ندى" حبيبه رشدى أباظه في "المراهقات" وصاحبه النداء الشهير: "أخبار أهرام جمهورية" في بائعة الجرائد.
أنها "نعمت" الفلاحة البسيطة في فيلم النداهة، والمناضلة الجزائرية "جميلة بوحريد"، وهي الصحفية التى تكتب عن الحرب والجنود والاعتداءات الصهيونية في فيلم "العمر لحظة" و"حبيبة" التى دخلت الإسلام وفقدت بصرها في فيلم هجرة الرسول.
نعم هي كل من سبقوا.. انها الفنانة القديرة ماجدة الصباحى التى رحلت عن عالمنا منذ قليل اليوم الخميس الموافق 16 يناير 2020 وترصد "البوابة نيوز" ابرز المحطات في حياتها.
ولدت في طنطا يوم 6 مايو عام 1931 فهى تنتمى لعائلة الصباحى المعروفة بمحافظة المنوفية والتى تمتلك العديد من الأملاك وكان والدها من كبار موظفى وزارة المواصلات
اسمها الحقيقى عفاف على كامل أحمد عبدالرحمن الصباحى ودرست في المدارس الفرنسية، وأثناء دراستها بمدارس الراهبات وبدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة دون عِلم أهلها وغيرت اسمها إلى ماجدة حتى لا تكتشف وعندما ذهبت في رحلة مدرسية إلى استوديو شبرا، شاهدها المخرج سيف الدين شوكت، ووجد فيها مواصفات الفتاة التى يبحث عنها لتقوم ببطولة فيلم «الناصح» عام 1949 أمام إسماعيل ياسين.
دخلت مجال الإنتاج وكونت شركة افلام ماجدة عام 1958 وأنتجت عددا من الأفلام المهمة، قدمت من خلالها عددا من النجوم، وفضلا عن الأفلام الاجتماعية ومنها أين عمرى، ومن أحب، والمراهقات
وعددا من الأفلام الوطنية والدينية ومنها فيلم «العمر لحظة» الذى تحدث عن فترة النكسة وجرائم إسرائيل وحرب أكتوبر، وأفلام دينية ومنها: هجرة الرسول، وعظماء الإسلام، وكان من أهم الأفلام التى أنتجتها ماجدة فيلم «جميلة»، الذى تحدث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وسلط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسى في الجزائر.
تعتبر من ابرز الممثلات في السينما العربية يتسم ادائها بالتقمص للشخصية ولا يمكن نسيان دورها في "اين عمرى" و" المراهقات " و" جميلة " و" بنات اليوم" فاستطاعت ان تمثل بنت عصرها
قدمت للسينما عددا من أهم الأفلام الاجتماعية والدينية والوطنية والتى تم تصنيف عدد منها في قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما.
وقفت لأول مرة أمام الكاميرا مع إسماعيل ياسين وفريد شوقى، وحاولت الابتعاد عن الصحافة حتى لا ينكشف أمرها ولكن اضطرت لمصارحة والدتها ورفعت الأسرة دعوى قضائية على الفيلم ومنتجه يتهمونه باستغلال فتاة قاصر، وتم وقف عرض الفيلم بقرار من النيابة، حتى توسل المخرج للأب ليتنازل عن القضية ويوافق على عرض الفيلم لأنه سيخسر كل أمواله، وبعد عناء وافق الأب بشروط صارمة، وتم عرض الفيلم ونجح نجاحا كبيرا.
ومن هنا بدأت رحلة نجومية ماجدة التى أطلق عليها لقب عذراء الشاشة، وظلت طوال 5 سنوات لا تذهب إلى التصوير إلا بمرافقة أحد أفراد أسرتها.
مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية واسابيع الافلام الدولية واختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي وحصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد.
قدمت ماجدة مسلسلا واحدا هو «"قصيرة الحياة" إخراج نور الدمرداش وشاركها البطولة صلاح ذو الفقار، كما كانت ترفض العمل في المسرح لعدم رغبتها في تكرار ما تقدمه على خشبة المسرح كل يوم
تزوجت عام 1963 من الفنان ايهاب نافع الذى كان يعمل طيارا وشاركها بطولة عدد من أفلامها وأنجبت منه ابنتها الوحيدة غادة.
مرت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي بعدد من الأزمات خلال مشوارها الفني، وعلى المستوى الشخصي كذلك، وفي مقدمتها الشرخ الكبير الذي حدث في علاقتها بابنتها غادة ومن ابرز الأزمات توقفها عن الإنتاج وأغلقت مكتبها وشركتها لمدة 10 سنوات كاملة، بسبب الخسائر الجسيمة التى تعرضت لها
ايضا طلاقها سبب ازمة في حياتها رغم ارتباطها بقصة حب مع الفنان إيهاب نافع، إلا أن اختلاف طريقة تفكير كل منهما، عجلت سريعا بانفصالهما، بعد أن أنجبت منه ماجدة ابنتها الوحيدة غادة، ولم تتزوج الفنانة الكبيرة بعد طلاقها منه.
تعرضت لعملية نصب بمبلغ 20 مليون جنيه من أحد الأشخاص ويعمل "جرسون" في أحد المطاعم، حيث استدان منها مبالغ مالية، واجبة السداد في وقت محدد، ولكنه تقدم ببلاغ يفيد بأنها قد تنازلت عن المبلغ من خلال تزوير توقيعها، مما عرضها لأزمة نفسية، خاصة أنها كانت تمر بوعكة صحية في هذا الوقت.
وفى النهاية رحلت القديرة ماجدة الصباحى اليوم الخميس 16 يناير 2020 بروحها بعد رحلة عطاء أنتجت خلالها عددا من الأفلام المهمة الخالدة مابين الاجتماعية والدينية والوطنية.