الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"نزيف البالطو الأبيض".. "حادث طبيبات المنيا" يكشف عوار الإدارة الصحية والقرارات التعسفية.. "طبيبة تكليف المنيا" تروي كواليس إجبارهن على الذهاب للقاهرة.. "الأطباء" تقدم بلاغات للنائب العام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في واقعة مأساوية جديدة تعرض لها عدد من طبيبات التكليف دفعة 2017 في محافظة المنيا، نتيجة التعنت والإصرار من قبل الإدارة الصحية على حضورهن دورة تدريبية ضمن برنامج مبادرة صحة المرأة بمعهد التدريب القاهرة "100 مليون صحة" في محافظة القاهرة، وإبلاغهن بموعد التدريب قبله بيوم واحد فقط، وقع حادث تصادم سيارتين على الطريق الصحراوي الشرقي وأسفر عن مصرع السائق وطبيبتين وإصابة 12 آخرين، وجرى نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفى معهد ناصر لتلقي العلاج.


واعترضت الطبيبات على فكرة الذهاب إلى محافظة القاهرة لتلقي الدورة التدريبية، فضلًا عن إبلاغهن قبل موعده بيوم واحد فقط، لعدم وجود فرصة للحجز في القطار أو عدم موافقة بعض الطبيبات على السفر من الأساس إلى محافظة القاهرة، ولكن هذه الاعتراضات لم يتم وضعها في الحسبان لدى الإدارة الصحية، واقترحن على الإدارة الصحية تلقي هذه الدورة في محافظة بني سويف، ولكن الإدارة أصرت على ذهابهن وإلا سيتعرضن إلى التحقيق والنقل إلى إدارة صحية في محافظة أخرى. 
وهذا ما أكدته، الدكتورة نجوى الفولي، إحدى طبيبات التكليف بمحافظة المنيا، وضمن الطبيبات اللاتي كان من المفترض ذهابها مع زميلاتها إلى هذه الدورة التدريبية بالقاهرة، موضحة أن الدورة التدريبية كانت إشارة من وزارة الصحة إلى مديرية الصحة بالمحافظة بذهابنا إلى محافظة القاهرة، واعترضت الطبيبات لعدم وجود حجوزات للقطارات للسفر وكذلك سفر طبيبات "نساء" بعيدًا عن محل إقامتهن، وكذلك الذهاب في فترة زمنية قصيرة.
وتابعت الفولي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الطبيبات طالبن المديرية الصحية بإحضار مدرب إلى محافظة المنيا لإعطائهن الدورة التدريبية في المحافظة بدلًا من السفر ولكن المديرية رفضت هذا الاقتراح، مضيفة أنه كان هناك إصرار على ذهاب الطبيبات لتلقي الدورة بمحافظة القاهرة، ولم يكن هذا الأمر معتاد داخل الإدارة من قبل، فكان يتم توفير الدورات التدريبية لأطباء التكليف في المحافظة في بعض الأحيان.
وأوضحت، أنها كان من المفترض ذهابها إلى هذه الدورة التدريبية ولكنها لم تتمكن من الذهاب إليها نظرًا لظروف حملها، التي منعتها من الذهاب، مؤكدة أن الإدارة أجبرت الطبيبات على الذهاب وإلا كانا سيواجهن مصير مجهول ما بين التحقيق معهن أو النقل إلى إدارة صحية في محافظة أخرى، قائلة: "لم تتواصل الإدارة معي حتى الآن لإبلاغي بأي تحقيق أو نقل لعدم ذهابي، لأنهم لم يتمكنوا من الاتصال بي بسبب ظروف الحادث".
وأعربت الدكتورة نجوى الفولي، عن خالص حزنها الشديد على وفاة الطبيبتين زملائها في العمل، متمنية الشفاء العاجل للمصابين منهن.

ويعلق الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، على كواليس الحادث وإجبار الطبيبات على الذهاب لتلقي الدورة التدريبية بمحافظة القاهرة، قائلًا إن تكليف الطبيبات بحضور الدورة التدريبية لم يكن شيء عاجل، وإجبارهن على التحرك من محافظة لأخرى، فإن هذا تدريب وليس أمر عاجل واجب التنفيذ، موضحًا أنه كان من المفترض أن تقوم وزارة الصحة بتوفير مدرب للذهاب إلى محافظة المنيا لإعطائهن الدورة التدريبية فهذا الأمر الصحيح، من خلال نقل فرد واحد بدلًا من نقل 50 شخص، وإذا تعذر هذا الأمر تقوم الوزارة بتوفير وسيلة مواصلات آمنة من المحافظة إلى القاهرة ذهابًا وعودة، وإذا تعذر أيضًا هذا الأمر على الوزارة إبلاغ الأطباء بهذه الدورة التدريبية قبلها بمدة كافية للحجز في القطار وليس قبلها بيوم واحد كما حدث.
واستكمل الطاهر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تهديد الأطباء أما تنفيذ القرار أو توقيع العقوبات عليهم أمر مرفوض، مشيرًا إلى أن الأطباء يعملون في ظل ظروف صعبة سواء من خلال عجز الأطباء وسعيهم إلى السفر خارج مصر نتيجة لنقص الأجور والاعتداءات المتكررة عليهم، والتربص المستمر وعدم الحماية والتعسف الإداري، الذي ظهر في حادث طبيبات المنيا، لافتًا إلى أن نقابة الأطباء اتخذت عدة قرارات اليوم حيث سيتم تقديم بلاغ للنائب العام والنيابة الإدارية لفتح تحقيق ضد كل من تسبب في إصدار هذه الأوامر الإدارية المتعسفة وإحالة الأطباء المسئولين عن ذلك إلى لجنة آداب المهنة في النقابة، وإعلان الحداد في النقابة، ويوم تقديم للشهيدات في محافظة المنيا.
وتابع، أنه سيتم رفع دعوى مدنية ضد وزارة الصحة للمطالبة بالتعويض لأهالي الشهداء والمصابين. 
وأصدرت وزارة الصحة والسكان، بيانًا صحفيًا، حيث تنعي الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة الطبيبتين اللتين تُوفيتا في الحادث، متمنيةً للمصابين الشفاء العاجل.
وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، إنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ14 سيارة إسعاف مجهزة نقلت كافة المصابين وحالات الوفاة إلى مستشفيي 15 مايو وحلوان العام، مشيرًا إلى أنه فور علم الوزيرة بالحادث أمرت بنقل المصابين إلى مستشفى معهد ناصر، وكلفت الدكتور محمد حساني، مساعد الوزيرة لمبادرات الصحة العامة، بتشكيل فريق من قيادات الوزارة ضم كلًا من الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة للرعايات الحرجة والعاجلة، والدكتور محمد جاد، رئيس هيئة الإسعاف، والدكتور محمد شوقي، وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، والدكتور محمد ضاحي رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، لمتابعة حالة المصابين في المستشفيات فور وقوع الحادث، والتأكد من تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة.
وأضاف مجاهد، أن الإصابات تنوعت بين كسور وجروح قطعية، وكدمات بأماكن متفرقة بالجسد فيما تتواجد 3 حالات تتلقى العلاج بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر، مشيرًا إلى خروج حالة بعد تحسن حالتها الصحية وتلقيها الخدمة الطبية في مستشفى 15 مايو، مؤكدًا أن وزيرة الصحة وجهت بتوفير كافة الرعاية الطبية للمصابين، حيث تم تشكيل فرق طبية من أساتذة الجامعات لمتابعة الحالة الطبية لكافة المصابين، كما وجهت بإرسال تقرير طبي تفصيلي بحالات المصابين أولًا بأول لتطمئن على حالتهم الصحية بنفسها، كما اطمأنت على وجود مخزون كافٍ من أكياس الدم بالمستشفى.