إنجي أفلاطون تلك الفنانة المصرية التى تعدت حدود جيلها، فأصبحت من أهم فنانات الجيل الثالث للحركة التشكيلية في مصر، تميزت أعمالها بسلاسة وانسيابية الخطوط والألوان، ولكنها في الوقت نفسه كانت بمثابة السهل الممتنع لما فيها من عمق ونظرة فلسفية شاملة.
عكست أعمالها حياة المزارعين البسطاء في قرى الريف المصري، وهذا ما شهدته مكتبة الإسكندرية بعدما أهدت أسرتها 40 لوحة أصلية من أعمالها للمكتبة، والتى عرضت من خلال معرض فنى أقيم بعنوان «رسوم إنجي».
وعن هذا المعرض أكدت د. أمل نصر، رئيس قسم التصوير السابقة بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، أن رسومات تلك المجموعة تعد تجربة عميقة رغم بساطتها الظاهرية، وعلقت قائلة: «تلك الرسوم تكشف عن عاطفة فنية تتيح لمشاهدها أن يكشف عن روح الفنان دون تقيد».
وأضافت: «امتلكت إنجى أفلاطون خبرة التأمل البصرى والتفاعل الحى مع البيئة المحيطة، مما جعلها تصيغ رسوماتها بحرية وطلاقة، كما مارست ما يسمى باللعبة الحرة من خلال أدائها السريع الذى يعد سندًا مهمًا للاحتفاظ بالتلقائية، ولذلك تمنحنا رسوماتها نزهة مع روحها متناثرة في فضاء الصورة بشكل متدفق وسريع، ولكنه محكوم بنظام خاص تقوده العاطفة وليس العقل».
تضمن المعرض ٤٠ لوحة رسمتها الراحلة إنجى أفلاطون في الستينيات، تنوعت ألوانها بين المائية وألوان الباستل والحبر والأقلام الملونة، انشغلت فيها بالتعبير عن نفسها ومجتمعها وبيئتها المحيطة ولكن بأسلوبها الخاص الذى تميز بالسلاسة دون افتعال أو إثارة متعمدة للانتباه.
واتبعت إنجى أفلاطون في مرحلة من مسيرتها الفنية المنهج السيريالي، واستطاعت ببراعة أن تجسد في مجموعة من لوحاتها هيمنة الرجل على المرأة، بجانب أنها في أواخر الخمسينيات استلهمت أعمالها كثيرًا من مشاهد الحياة اليومية في الريف، وأصبحت لوحاتها أكثر التزامًا بالمواضيع السياسية.
يذكر أن الفنانة إنجى حسن أفلاطون ولدت في ١٩٢٤ وتوفيت عام ١٩٨٩، وتنتمى إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، كانت تتبع للمدرسة السريالية، ويظهر ذلك بوضوح على بعض لوحاتها كـ «الوحش الطائر» و«الحديقة السوداء»، وأقامت نحو ٢٥ معرضًا حول العالم، ونحو ٣ مؤلفات منها كتاب «نحن النساء المصريات»، ونالت وسام «فارس للفنون والآداب» من وزارة الثقافة الفرنسية عام ١٩٨٦، وفى عام ٢٠١٩ احتفى محرك البحث جوجل (google) بذكرى ميلادها.
