الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حفل عشاء عيد الميلاد المجيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين والأردن، رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن "حفظة الله"، حيث أقام مأدبة عشاء على شرفه في قاعة دير الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد بحضور ممثل عن جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن معالي وزير الدولة السيد سامي الداوودوالوفد المرافق له، ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية وقنصل اليونان العام خريستوس سوفيانوبولس والمحافظ اللواء كامل حميد ورمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشئون الكنائس، ووزيرة السياحة السيدة رلى معايعة، ورئيس الجمعية الخيرية الوطنية الارثوذكسية السيد ميشيل فريج واعضاء الهيئة الادارية للجمعية ورؤساء وممثلين عن سائر الجمعيات والمؤسسات الأرثوذكسية في مدينة بيت لحم، ورؤساء البلديات بيت ساحور وبيت جالا، وقادة الأجهزة الأمنية من مدينة رام الله، وقائد المنطفة سيادة العميد ناضر ومدير شرطة بيت لحم العميد حقوقي طارق الحاج، والعميد سليم القيسي مدير المخابرات، والعميد هلال عبد الحق مدير جهاز الأمن الوقائي، والارتباط العسكري والمدني، والخدمات الطبية والعسكرية والدفاع المدني وعدد من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين وعدد كبير من أبناء الرعية الأرثوذكسية في مدينة بيت لحم، وتخلل المأدبة كلمة لفخامة الرئيس محمود عباس "أبومازن" حيث رحب فيها بالحضور وهنأ الجميع بحلول عيد الميلاد المجيد، وفقا للتقويم الشرقي.
 وفي كلمته رحب صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بفخامتة وبممثل جلالة الملك عبدالله الثاني والضيوف والحضور وأشاد بالرئيس محمود عباس الزعيم السياسي والوطني للشعب الفلسطيني وبسياسته الحكيمة وقال: نجتمع اليوم في مهد المسيح الذي منه انبعث النور، نور العالم، أرض الفادي، لنحتفل بذكرى ميلاد رسول المحبة والسلام، في أرض تتوق للسلام، وفي ظل قيادة همها الأول ‪ تحقيق السلام لضمان مستقبل مُشرق لأبناء شعبها، الذي ضحى طويلاً من أجل كرامته وحريته وتحقيق حلمه المشروع بالاستقلال وتقرير المصير.
فنحن نؤمِن أننا قادرون على صنع السلام والعيش بموجب متطلباته مهما بلغت من صعوبة. وهذا يفرض علينا تسامياً يرتقي بنا فوق حدود ذاتنا فنتجاوزها، فنصبح قادرين على أن ننظر إلى الآخر كما ينظر الله إليه، ونقبل الآخر كما يقبله الله، حتى ندرك ونحقّق العدل والحق لنا ولغيرنا.
ويحل عيد الميلاد لهذا العام ومنطقة الشرق الأوسط تعاني توترات وصراعات إقليمية.
 ففي لبنان يحتج اللبنانيون على أوضاع البلاد الاقتصادية المتردية، وفي سوريا يحمل عيد الميلاد أملا في أن تشهد البلاد مخرجا من المأزق الحالي وأن يكون العام المقبل عام أمن وأمان على السوريين بجميع انتماءاتهم السياسية والعرقية والدينية بعيداً عن التدخلات الخارجية. ومازال اليمن يمضي في حربه الداخلية التي نُصلي من أجل أن تنتهي في أسرع وقت، كما ندعو للخالق أن يمنح العراق وليبيا الاستقرار الذي فقدتاه منذ سنوات.
وعلى الجانب المُشرق، نحتفل في الأراضي المقدسة بالنصر القانوني الذي حققته بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في معركة الدفاع عن عقارات باب الخليل بالقدس في إطار معارك متتالية تخوضها "أم الكنائس" للحفاظ على مُقدراتها، والوجود المسيحي الأصيل في الأراضي المُقدسة وخاصة مدينة القدس التي باركها الله، والتمسك بحماية طريق الحجاج بين كنيسة القيامة وكنيسة المهد، بين مكان مولد المسيح ومكان صلبه.
 كما نحتفل بميلاد المسيح اليوم وقد انجزنا مشاريع هامة في مجال الإسكان في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، كما اننا نتطلّع في العام 2020 الى تنفيذ مشروع إسكان يضم 400 شقة سكنية ومركز تجاري في بيت حنينا بالقدس، حيث أننا نعمل على الحصول على التراخيص اللازمة منذ سنوات، فهذا المشروع الضخم سوف يحد من الهجرة من المدينة المقدسة ويساهم في تعزيز صمود أهلها.
 وفي نفس الإطار نستعد هذا العام لترميم مبنى مدرسة مار متري في البلدة القديمة، لتوفير أجواء مريحة لطلبة المدرسة وصوّن مبناها التاريخي، بالإضافة الى عشرات المشاريع الخيرية التي تقوم عليها بطريركيتنا بدعم من أبنائها بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. وستبقى أبواب البطريركية مفتوحة دوماً لابناء رعيتنا وعموم الشعبين الفلسطيني والأردني بمسلميه ومسيحييه.
فبالإضافة إلى دورنا المحلي الفاعل، وإيصال صوت القدس إلى العالم، فإن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية تقوم بدورها التاريخي على المستوى الأرثوذكسي الدولي أيضاً، ففتحت بطريركيتنا أبوابها لاستضافة إخواننا رؤساء الكنائس الأرثوذكسية العالمية ليجتمعوا في بيتنا الثاني بعمان تحت ظل صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، شقيقكم يا فخامة الرئيس، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لمناقشة قضايا الوحدة الأرثوذكسية العالمية التي نرى في تعزيزها، تعزيز لإيماننا، وفِي فقدانها، نقصان في إيماننا.
إن المسيح، صار جسداً ووُلِد وسكن بيننا كما يقول انجيل يوحنا 14:1، فلنفرح ونتهلّل ونسجد لسرّ الله العظيم وفقاً لرسالة أفسس 32:5 الذي ظهر بيننا.. إن رسالة عيدِ الميلادِ المجيد هي رسالةُ محبةٍ وتواضعٍ وسلامٍ وتلاقٍ بين القلوب.. إن عيشَ المحبةِ وثِمارِها باقٍ من خلالِ علاقةٍ صادِقة ومصالحة بين الإنسانِ وخالقِه، وبين الإنسانِ وأخيهِ الإنسان، مرورا بعلاقةِ مصالحةٍ ومصارحة بين الإنسانِ وذاته.. وهذه المصالحةُ بأبعادها الثلاثةِ تَملأُ قلبَ الإنسانِ بالسلام، سلامِ الله الآتي من العلى مما يساعدُ الإنسانَ في معالجةِ الضغوطاتِ المعيشيةِ اليومية ومصاعبِ الحياة لمواجهة تحديات العصر بالحكمة والمحبة. إن السلامَ العُلوي، الذي نَنشُدُه جميعاً، يُمكّنُ المؤمنَ بمؤازرةِ النعمةِ الإلهية على التعاملِ السليم مع الأزماتِ الاقتصادية والسياسيةِ والاجتماعية.
إن عيد الميلاد هو عيد الفرح، والفرح هو أن نجد القوة بالمسامحة والحب في الدموع، وأن نجني النجاح من السقوط، وأن نحقق الصعود من التواضع والقداسة، فعيد الميلاد هو عيد الفرح المبني على صخرة الإيمان.
باسم أم الكنائس وأبنائها نتمنّى لفخامتكم ميلاداً مجيداً مليئاً بالقداسة والمحبة، وسنةً جديدةً مباركة ملؤها الخير والبركة والسلام ونشكر فخامتكم على رسالة الميلاد المجيدة التي كان لها الأثر الكبير في نفوسنا وقلوبنا.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان لرئيس اللجنة الرئاسية العليا لشئون الكنائس ورئيسها معالي الوزير الدكتور رمزي خوري ‪. ولرئيس ديوان الرئاسة السيدة انتصار عمارة وبروتوكول الرئاسة والتشريفات وقادة والوية وعناصر الأجهزة الأمنية دون استثناء على تعبهم وسهرهم ومساهمتهم في إنجاح أعياد الميلاد المجيدة لهذا العام.
ومع الملائكة ننشد ونسبّح الله قائلين: "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرّة" (لوقا 14:2. 
ومن جهته نقل الضيف الأردني تهاني صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني مؤكدا على دور الأردن في الدفاع والمحافظة على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدسة عبر كل الوسائل القانونية وأكد على دعم صاحب الجلالة لقيام الدولة الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وقدم التهاني بمناسبة الأعياد الميلادية لجميع الرعية.
وقدم غبطته هدية صدفية من عمل أبناء هذه المدينة المقدسة لفخامة الرئيس وهدية أخرى لجلالة الملك ولمعالي سامي الداوود ولدولة رئيس الوزراء والسيد رمزي خوري.