الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

جوسيان داود تكتب : ميلاد الحياة.. "إنه العيد يا سادة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلمة عيد تعنى السعادة فقد خصها الإنسان بوقت محدد يشعر فيه بالسعادة، ثم تعود أمور الحياة إلى طبيعتها الرتيبة. 
فقد ارتبط العيد بطاقة من السعادة الإلزامية، لرغبتنا الإجبارية لذاوتنا للشعور بها (السعادة)، فالسعادة كلمة عزيزة جدا فى عالمنا المعاصر، فالبرغم أنها شعور نابع من الشخص ذاته ولا تعتمد على الآخرين، إلا بعد أن أصبح كل شىء فى حياتنا يدور كالترس فى الماكينة. 
فأصبح البحث عن السعادة هدف مدفون فى العقل الباطن لا يجد منفسه إلا فى المناسبات المحددة، وبالرغم أن السعادة هى الإكسير التى خلقت من أجله الحياة، فمنذ البدء خلق حواء لسعادة ومعاونة آدم وخلق آدم لنفس الهدف، فأصبح الاحتفال بالميلاد، الكريسماس هو قمة الشعور بالسعادة،وكلها مسميات لنفس الهدف. 
اشتياق جامح لتلك المناسبة لتتوقف أتراس الزمن والحياة المملة قليلا ونرتشف قدرا من السعادة فى ذلك اليوم 
فربما نجد غايتنا المنشودة، فمن الممكن أن تصبح السعادة فى شجرة الميلاد وألعابها البراقة وتنظر إليها بفخر عظيم كأحد إنجازاتك العملاقة. 
مشاركة الهدايا مع الآخرين،تبادل الحديث مع الأحباب أو مشاركة الحلوى والطعام،أمور كثيرة يجلبها العيد لنا تفيض بجو من السعادة المنشودة ولو لبرهة قصيرة من الزمن ولكن!! قد تبدو تلك الأمور للبعض هى الغاية والسعادة نفسها ويرها جانب آخر أنها أنور تافهة ولا تعنى أى سعادة، وأن السعادة تكمن فى أشياء أخرى. 
لكن، هناك البعض من وجد السعادة فى التناحر على موعدها وتاريخها. لا تستغربوا نعم التناحر على تاريخ السعادة ٢٥ ديسمبر أم ٧ يناير،أم الاثنين معًا، فقد تقلص مفهوم العيد فى الغلاف القشرة الخارجية فاهتموا بغلاف الهدية البراق الذى يُلقى خارجًا وتركوا الهدية الثمينة التى تفوح بالسعادة.فوجدوا سعادتهم فى الغلاف المرزول، بل وصل الأمر لأكثر من هذا باعتبار الآخر المختلف زمنيًا بعيد عن عقيدة الميلاد 
السعادة، أصبح الوقت والزمن المحدود هو الأهم....الزمن الذى صنعه الإنسان لقياس محدوديته هو الأهم وهو لُب الميلاد أبتاريخ يا مرائى تقبض على حق أخيك فى الإنسانية ليشعر بالعيد والسعادة،فماذا إذن عن الآخر المختلف فى العقيدة والأفكار بشكل عام!
أتقبله!!!!!!!!
أم إن قبولك شفهيًا فقط،تتدعى تعاليم الميلاد التى أتت للإنسانية جمعاء وليست حكرا عليك فقط تضعها فى قالبك الخاص وتلصقه بالمقدس الأبدى وكأنه الصح المُطلق.
أنتم مرائون تبطنون ما لا تتدعون،وتتدعون ما لا تبطنون، تتدعى محبة الاعداء وأنت لا تقبل أخيك.
لا تتدعى التسامح الشفهى فمن لطمك على خدك الأيمن فلن تحول له الآخر فلن تفعل ثق فى ذلك.
لقد أتى الحياة إلى الحياة فى يوم لا يهم تاريخه أو زمنه، بل المهم أن تعلم لنهأتى ليعيد اليها إنسانيتها المفقودة فى عمق الكره،البغض ورفض المختلف وإدانته. 
جاء الحياة للحياة ليزيل العتمة التى لوثت الإنسانية بالأفكار العقيمة والتسلف الظاهرى القائم على الغلاف البراق الخادع للعين، وترك لُب الحقيقة الكامنة فى التسامح، قبول الآخر بكافة أشكاله، فلقد قَبل المسيح الزانية ومنع عنها الراجمون، وقال «من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر» فتراجع الفريسون لأن انفسهم متسخة من الداخل أكثر لأنهم غلاف براق من الخارج،أحتضن العشار وتعشى معه بعد أن نبذوا وأدانوا لأنهم مرائين أصخاب الغلاف البراق. 
إن ميلاد الحياة هو الهدية الحقيقية، هو كيف تصبح إنسان، إنسان فقط، ليس كل من يدعى أنه قبل الحياة قد فهم معناها الحقيقى أو حتى قبل ذلك المعنى فهو فقط يدعى، فالسعادة تكمن فى قناعاتك أولا وتنفيذك الواعى لمعنى الميلاد الحقيقي، ميلادك أنت كإنسان لقبول الآخر مهما كان. 
تذكروا «إنه العيد يا سادة».