الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وسيم حداد مدير البرامج العربية بمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار: لا توجد استراتيجية إعلامية للتصدي لخطاب الكراهية.. المواجهة قضية حياة أو موت في العالم.. "كايسيد" بصدد إعداد زمالة للإعلاميين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشعر بالسعادة لتبنى منصة للحوار لهذه الخطة بشكل أساسي في العالم العربي، وأيضا توقيع اتفاقية مع مكتب الأمم المتحدة خلال المؤتمر الخاص بمنع الإبادة الجماعية مع «آدم أدينج» المبعوث الأممى في هذا المجال
شاركت في الفترة الأخيرة بعدد من المؤتمرات والمحافل الدولية التى تتبع مؤسسات ومراكز عالمية متخصصة في مجال الحوار الديني، ولكن الذى جذب انتباهى في هذه المؤتمرات، هو مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والدور الذى يقوم به في هذا الشأن، والذى نظم منذ فترة قليلة مؤتمرا عالميا تحت عنوان «دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية»، والذى استمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور ما يقرب من 200 قيادة دينية وإعلامية، خاصة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي وصانعى السياسات في المنظمات الدولية والحكومية، بهدف تبادل الآراء والتجارب بين المؤسسات والقيادات الدينية والعالمية وصناع السياسات والمنظمات الدولية لتفعيل التعاون والعمل المشترك في سبيل مناهضة خطاب الكراهية الذى يؤثر في النسيج والتماسك الاجتماعي في مناطق عدة، ويشكل تهديدا حقيقيا للسلام في العالم. 
كما دعا المؤتمر إلى تطوير مبادرات وخطط عمل نوعية وسن مشاريع قوانين بهدف مناهضة خطاب الكراهية، والحد من التحريض على العنف، وتعزيز التعايش السلمي.
وخلال هذا المؤتمر أجرت «البوابة نيوز» حوارًا مع أحد المتخصصين في هذا المجال، وهو «وسيم حداد» مدير البرامج العربية بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار «كايسيد» في العالم العربى.. وإلى نص الحوار..

■ ماذا عن مؤتمر مناهضة خطاب الكراهية في فيينا؟
- بدأنا بفكرة المؤتمر من عدة أشهر، وأطلقنا منصة الحوار في العالم العربي، وتبنت المنصة بسبب الأوضاع الحالية في العالم العربي، فخطاب الكراهية منتشر جدا سواء بالإعلام أو السوشيال ميديا أو بالكتب المدرسية أو حتى في الخطاب الديني، سواء إذا كان إسلامى أو مسيحي.
وتبنت المنصة، والتى من أهم أهدافها تعزيز فكرة التعايش السلمى بين مختلف المكونات بالعالم العربي، فتنبهت المنصة لهذا الخطر، خطر خطاب الكراهية، وأيضا لاحظنا المحاولات على المستوى الدولى سواء من قبل الأمم المتحدة أو من قبل العديد من المؤسسات الدولية لإطلاق خطة أممية لمواجهة خطاب الكراهية، وعلى مستوى العالم أيضا هناك انتباه أساسى للدور الذى يمكن أن تقوم به القيادات الدينية، وهناك دور أساسى يمكن أن تقوم به القيادات الدينية في هذا المجال في مواجهة خطاب أو في مناهضة خطاب الكراهية.
وضمن إستراتيجية المنصة لعام ٢٠١٩ -٢٠٢٠، أن تركز بشكل أساسى في كل أعمالها ونشاطها وكل مشاريعها على مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي، فانطلقت فكرة عقد هذا المؤتمر من هذه الجهود، بالإضافة إلى جهود المركز بالتعامل سواء مع الأمم المتحدة، ضمن الخطة الأممية لمناهضة خطاب الكراهية، واتفقنا أن المنصة لها دور كبير في العالم العربى في هذه الخطة، وبدأنا التحضير لهذا المشروع، والذى ضم لقاءين، والمشروع على مستوى المشاركين كان به تنوع دينى وتنوع لصانعى السياسات، بالإضافة إلى الشباب والنساء أكاديميين باختصاص التربية والتربية الدينية، وعلى أساسه بنيت محاور المؤتمر.

■ وما محاور المؤتمر؟
- ٤ محاور، المحور الأول ما الدور الذى يقوم به صانعى السياسات لمناهضة خطاب الكراهية، المحور الثاني: ما دور القيادات الدينية في هذا المجال، والمحور الثالث: هو محور الإعلام «الإعلاميين سواء الإعلام التقليدى أو الإعلام الجديد «إعلام السوشيال ميديا»، والمحور الرابع هو محور التربية، فكانت المحاور أيضا متشابهة جدا مع المشاركين في هذا المؤتمر.
■ وماذا عن توصيات المؤتمر؟
- تتمحور التوصيات أيضا ضمن هذه المحاور، فلدينا توصيات خاصة بموضوع التربية والإعلام وصانعى السياسات والقيادات الدينية، ففى الحقيقة لا يمكن لكل مجموعة من هذه المجموعات أن تعمل منفردة أو منعزلة عن المجموعات الأخرى، ونبحث عن تلاقى ربط بين هذه المجموعات، أى لا يمكن تقوم القيادات السياسية أو صانعى السياسات بمواجهة خطاب الكراهية دون التعاون مع القيادات الدينية، ودون التعاون مع الإعلام، ودون التعاون مع المؤسسات التربوية والأكاديمية.
فضمن هذا الإطار خرجت خطة العمل، وأشعر بالسعادة لتبنى منصة للحوار لهذه الخطة بشكل أساس في العالم العربي، وأيضا توقيع اتفاقية مع مكتب الأمم المتحدة خلال المؤتمر الخاص بمنع الإبادة الجماعية مع «آدم أدينج» المبعوث الأممى في هذا المجال.
وأعتقد في المرحلة القادمة، عندما يتم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل وإطلاقها بشكل رسمي، سنعمل بالتعاون مع هذه الفئات الأربعة، مع صانعى السياسات على مستوى المنظمات الدولية، مع القيادات الدينية المشاركة، ومع المؤسسات التعليمية، ومع الإعلام لتطبيق خطة العمل بعدة مشاريع، وإن شاء الله يعقد لقاء بعد عام من اليوم بالمؤتمر الثانى، إذا تم الاتفاق على هذا الموضوع «مواجهة خطاب الكراهية»، ونحن جادين فعلا مع شركاء عديدين سواء في العالم العربى أو في العالم لتطبيق خطة العمل وتنفيذها على أرض الواقع.
فخطاب الكراهية اليوم ليس مقتصرًا على الشرق، وليس مقتصرًا على دين معين، لكن نرى الموجات الشعوبية للأسف منتشرة، والتطرف من خلال الأحزاب اليمينية الموجودة في أوروبا، وبخاصة فيما يتعلق بالمهاجرين غير الأوروبيين والأقليات بأوروبا كالمسلمين والمسيحيين واليزيدين العرب أو السامريين أو الصابئة في أوروبا.

■ هل هناك فرق بين خطاب الكراهية في ما بين الشرق والغرب؟
- هناك بالفعل فرق بين خطاب الكراهية في الشرق وخطاب الكراهية في الغرب في الوقت الحالي، أو بمناطق الصراع فإن خطاب الكراهية هو قضية حياة أو موت، وخطاب الكراهية بالغرب ما زال، هذا لا يعنى أنه لا يتطور في الغرب إلى قضية حياة أو موت يمكن تطويره، وأيضا يوجد في بعض الحالات تم تطويره بالفعل، ولكن في الشرق بشكل أوسع بكثير، وهو ليس يهدد أقليات فقط، ولكن يهدد كل من هو مختلف بالرأى سواء إذا كان ينتمى لأقلية معينة إذا كانت دينية أو سياسية أو ثقافية... إلخ؛ فهذا خطر كبير جدا، «كايسيد» يحمل الكثير من الاهتمام بقضايا الأقليات واليزيدين أو الصابئة أو المسيحيين في الشرق.
■ ماذا عن تفريغ البلاد من سكانها؟ وماذا عن اللاجئين؟ وما دور المركز مع قضية اللاجئين؟
- قضية المهاجرين قضية صعبة جدا، وأطلق المركز في أوروبا برنامجا كاملا للاجئين لإدماجهم في المجتمع الأوروبى والتعامل مع اللاجئين، ويستهدف شريحتين أساسيتين سواء اللاجئين أنفسهم، ومحاولة مساعدتهم بالاندماج ضمن مجتمعاتهم الجديدة ومحاولة مساعدتهم وبناء قدراتهم بتقديم الصورة الحقيقية عن الحضارة والثقافة التى قدموا منها هم، هم ليسوا إرهابيين وليسوا مشاغبين، ولكن معظمهم أشخاص متعلمون، ولديهم إمكانيات ودارسين، والمستوى الآخر الذى نعمل عليه هو مع المجتمع الحاضن في أوروبا أيضا، يحاول العمل مع المؤسسات التى تهتم باللاجئين أو المؤسسات الحكومية الأوروبية، وأطلقنا شبكة الحقيقة من مدة ستة أشهر تقريبًا، وتم من خلال هذا الشهر في أثينا عقد «كايسيد» أول منصة لصانعى السياسات في أوروبا، لمحاولة الربط والتشبيك بين صانعى السياسات في أوروبا لمساعدتهم بشأن تسهيل قضية اندماج اللاجئين في بلدانهم.
فنحن نهتم بالاثنين سواء إذا كان مع اللاجئين أو مع المجتمعات الحاضنة للاجئين في أوروبا، وهذا العمل صعب وطويل ويحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر والإمكانيات، ولكن أطلق «كايسيد» هذا البرنامج، فنرى كيف يعمل «كايسيد» في المناطق التى بها أصل المشكلة، وبالأماكن التى أيضا استحدثت فيها هذه المشكلات في أوروبا. ويوجد أيضا خطاب كراهية كبير جدا تجاه اللاجئين على مختلف أديانهم، وهذا يؤثر بشكل كبير على موضوع الاندماج، ونحاول العمل من خلال «كايسيد» أو من خلال الشركاء الذين نعمل معهم في هذا المجال، لأن هذا ليس في مصلحة الغرب؛ لأنه سيصعب عملية الاندماج بشكل كبير، ونحن نعمل جاهدين على العمل لمواجهة هذا الخطاب ضد اللاجئين، وهذه النظرة السلبية ومحاولة مساعدة اللاجئين للاندماج بشكل أكبر في مجتمعاتهم.

■ هل للمركز خطة عمل دبلومة أو زمالة مع المدرسين لمواجهة خطاب الكراهية؟
- نحن بصدد إطلاق هذين البرنامجين، أولا: البرنامج الذى يستهدف المعلمين. الحقيقة أطلقناه في برنامج الزمالة، وبالأساس هم معلمون أو مدرسون في المدارس أو في الجامعات مهتمين بقضايا الدين والحوار، فبرنامج الزمالة وبنهاية هذا العام سيكون لدينا بين خريجين زملاء ٢٠١٧، ٢٠١٨، ٢٠١٩، وهم ٩٠ زميلا وزميلة بمختلف الدول العربية.
وهؤلاء هم مدرسون في المدارس أو في الجامعات بقضايا الحوار والدين والتعددية، فنحن نعمل على هذه الشريحة، وتم العمل عليها بشكل جيد.
المشروع الثاني، تم عمل أول شبكة لكليات الشريعة واللاهوت، لأن هؤلاء هم القيادات الدينية والموجودون، وهم خريجو هذه الكليات، وكنا نريد عمل شبكة للربط ومد الجسور بين كليات الشريعة واللاهوت بمختلف مناطق العالم العربي، ونعمل فيه على ثلاثة برامج: الأول أن نطور دليل ميثاق دراسى حول قضية حوار الأديان لهذه الكليات، وهى في الأساس ليس لديها ميثاق خاص بحوار الأديان، أو إذا كان لديها سيكون من نظرة أحادية وليس من نظرة شمولية.
الموضوع الآخر سيصبح لدينا برنامج متكامل للتبادل بين أساتذة كليات الشريعة وأساتذة كليات اللاهوت في عام ٢٠٢٠، هدفنا عندما يكون مثلا هناك درس عن المسيحية في كليات الشريعة في جامعة الأزهر أو في جامعة القاهرة، أو في أى جامعة أو كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، إذا كان في درس أو ميثاق كامل عن المسيحية، هدفنا أن تقوم كلية الشريعة باستضافة أستاذ لاهوت مسيحى ليعطى على الأقل محاضرة أو محاضرتين عن المسيحية لكليات الشريعة والعكس صحيح، عندما يكون لدى كليات اللاهوت درس عن الإسلام أن تستضيف كلية اللاهوت أستاذا مسلما يدرس في كلية الشريعة، ليعطى هذه المحاضرات في كلية اللاهوت، هكذا نفتح المجال للطلاب للسماع مباشرة من أهل الاختصاص لتكوين صورة عن المسيحيين، وإضافة إلى أن هناك مشروعا ثالثا ضمن هذه الشبكة، وهو لقاء سنوى بين طلبة الشريعة واللاهوت ٥٠ طالبا، ٢٥ طالب شريعة و٢٥ طالب لاهوت، يلتقون مرة في العام لمدة ٣ أيام لتبادل الخبرات وبناء العلاقات والصداقات، لأنه بالنتيجة هؤلاء الطلاب سيصبحون في المستقبل إمام المسجد وكاهن الكنيسة، فنحن نبنى هذه العلاقة بينهم من أيام الدراسة، ونعتقد من خلال بناء العلاقات والصداقات والتعرف على الآخر قد يساعد في المستقبل.
وأيضا يوجد جزء خاص بالعمل مع الشباب، وتطلق باسم «منصة الشباب العربى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، وهذا سيصبح الذراع الشبابية لمنصة الحوار والتعاون التى أطلقناها في العالم العربي.
كما يعمل المركز بمشروع متكامل للتدريب على دور وسائل التواصل الاجتماعي بتعزيز الحوار، وهو يستهدف بشكل أساسى الشباب، فهكذا نحن نعمل على المستويين، مستوى القيادات، ومستوى الشباب، إضافة إن شاء الله سيصبح لدينا مشروع للعمل مع صانعى السياسات.


■ وماذا عن الإعلام؟
- المركز سيطلق برنامجا خاصا للإعلاميين، وسيكون له شقان، الشق الأول هو إستراتيجية إعلامية، لأنه لا توجد إستراتيجية للإعلام في العالم العربى بشأن هذا الأمر، ويعزز الحوار ويواجه خطاب الكراهية على مستوى العالم العربي، فسنعمل إن شاء الله خلال عام ٢٠٢٠ عن طريق مجموعات عمل صغيرة في عدة مناطق بالعالم العربى، تضم ممثلين من وزارات الإعلام والقيادات الدينية، تعمل في الإعلام، كما تضم ممثلين من مراكز إعلامية مرئية أو مسموعة أو مقروءة ومؤثرين في السوشيال ميديا، للمناقشة معهم في تطوير هذه الإستراتيجية على أن يتم عقد عدة جلسات في عدة مناطق بالعالم العربى، سواء بالمغرب أو مصر أو العراق أو سوريا ولبنان، وبالخليج العربى، قد تعقد أيضا جلسة لنستخرج مستخرجات هذه الجلسات، ويتم تبنى تطوير إستراتيجية وتبنيها من قبل، سواء الجامعة العربية أو بعض البرلمانات في العالم العربى، وأيضا بعض الشبكات الصحفية في العالم العربي، هذا جزء من المشروع.
المشروع الآخر هو مشروع «تدريب صحفي»، نحن لدينا في «كايسيد» مشروع الزمالة، وهو مشروع ناجح جدا، فنحن الحقيقة الآن بصدد إعداد مشروع متكامل يستهدف الزمالة المتخصصة على مستوى الصحفيين، وتضم المرحلة الأولى تقريبا ٣٠ صحفيا شابا متميزا من العالم العربى وعمل معهم مشروع تدريبى لمدة عام، على أن يكون لدينا في الخمسة أعوام القادمة شبكة بها ١٥٠: ٢٠٠ صحفى في العالم العربى، لمناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش والمواطنة، وأنا على ثقة بأن «كايسيد» سيقدم بالتعاون مع الشركاء والمنصة كل الدعم لإنجاح هذا المشروع.
■ ماذا عن المشروع الذى يتبناه المركز بشأن تمكين المرأة؟
- سيكون لدينا مشروع قريب جدا مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في مصر حول المرأة، وسيكون لدينا مشروع خاص يعمل على تمكين النساء في العالم العربى، ليصبحن متخصصات في موضوع الحوار ومناهضة خطاب الكراهية، وإن شاء الله سيطلق قريبا جدا على أن يتم تدريبات، خاصة بالمشروع، والذى سيضم ٥ دول بالمرحلة الأولى، وهى: مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والعراق كمرحلة أولى، سيتم أخذ ٥ أو ٦ نساء متميزات من كل هذه البلدان، ويتم العمل معهن لمدة سنة ونصف السنة تقريبا، على أن يتم بنهاية المشروع ضم بلدانا أخرى من العالم العربي.