الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

رئيس حزب حماة الوطن في حواره لـ"البوابة": السيسي رجل دولة يحارب في كل الجبهات.. جلال الهريدى: عباءة «حماة الوطن» تتسع لاندماج القوى السياسية

جانب من الحوار
جانب من الحوار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رئيس حزب حماة الوطن: السيسي رجل دولة يحارب في كل الجبهات
جلال الهريدى: عباءة «حماة الوطن» تتسع لاندماج القوى السياسية 
الأحزاب غير الممثلة في البرلمان «هتموت لوحدها».. نشارك بقوة في جميع الانتخابات المقبلة.. وننافس في «المحليات» على جميع المستويات «قرية ومركز ومحافظة».. لا ننوى الدفع بمرشح للرئاسة.. ونطالب باستمرار السيسي لإكمال الإنجازات
رئيس حزب حماة الوطن يتحدث لـ«البوابة»
أبدى الفريق جلال الهريدي، رئيس حزب «حماة الوطن»، ومؤسس سلاح الصاعقة المصرية، تأييده لدمج الوزارات المتشابهة لتقليص النفقات، مضيفًا أن الحزب لن يرفض الاندماج مع أى حزب يسعى للاندماج معه؛ وأن الاندماج سيكون وفق معايير يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
كما أعلن «الهريدي» في حواره مع «البوابة»، رفضه الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا ضرورة استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسي لإكمال الإنجازات.
وكشف الفريق جلال الهريدي، تفاصيل معركة بورسعيد وقت العدوان الثلاثى في العام 1956، وكيف تمت الموافقة على إنشاء السلاح بشكل رسمى بعد نجاحهم في عام 1957، وتوليه قيادة السلاح وهو برتبة يوزباشي.

■ كيف ترى الحياة السياسية في مصر؟
- في رأيى أن الحياة السياسية في مصر تمر بعدد من المعوّقات، أبرزها غياب عدد كبير من الأحزاب عن الشارع المصري، وعدم وجود تأثير فعلى لها على أرض الواقع؛ ففى وقت سابق الحكومات كانت حزبية، كحكومة الوفد، ولكن الآن يصعب تحقيق ذلك، لدينا ١٠٤ أحزاب دون تأثير حقيقي.
■ إذن متى نجد حزبًا يشكل حكومة؟ وما سبل تقوية الحراك السياسي؟
- دائمًا ما يبدأ الحراك السياسى من الجامعات المصرية، ومراكز الشباب، ففى بعض الأوقات كان اتحاد الطلبة في الجامعات المصرية يحدد شكل الحياة السياسية، إضافة إلى أن انتخابات اتحاد الطلاب دائمًا ما كان يشعلها اختلاف الإيديولوجيات بين الشباب المرشحين، فكان العمل السياسى يبدأ من الجامعات المصرية، وكل شاب يختار الحزب الذى يمثله في أفكاره وإيديولوجياته، ما كان ينعكس بشكل إيجابى على البلاد والحياة السياسية بها، فكنا نرى الأحزاب تشكل الحكومة وتختارها، وأتى وقت ما كان البلد كله «وفديًّا»، وكان الحزب يختار الحكومة، ولكن حاليا الصورة مختلفة؛ فأين هو الوفد الآن؟!
الحل في الشباب؛ فدائمًا ما تقوى الأحزاب بالشباب، طول ما احنا بعيد عن الشباب وعن ضمهم للأحزاب، ستكون ضعيفة وغير مؤثرة.
■ وكيف يرى حزب «حماة الوطن» فكرة اندماج الأحزاب؟ وهل الحزب قابل للاندماج؟
- الحزب لن يرفض الاندماج مع أى حزب يسعى لذلك؛ والاندماج مع «حماة الوطن» سيكون وفق معايير يتم الاتفاق عليها مسبقًا، حتى يكون هناك تواجد فعلى وحقيقى بين الجماهير والتواصل الشعبي، فعباءة الحزب تتسع لاندماج القوى السياسية، بشرط أن تكون متوافقة معنا في التوجه السياسي، وفى الرؤية والأفكار والمبادئ.

■ هل تؤيد مُقترح شطب الأحزاب غير المُمثلة في البرلمان؟
- الأحزاب غير الممثلة في البرلمان هتموت لوحدها، عندنا حزب فيه ولد وأبوه فقط، أمريكا فيها أكثر من ١٠٠ حزب، ولكن الحزبين الديمقراطى والجمهوري؛ هما أصحاب التأثير الحقيقي، وعلى الرغم من ذلك لم تتجه الحكومة الأمريكية لشطب باقى الأحزاب.
■ ما خريطة عمل الحزب للتوعية بأهمية المشاركة السياسية؟ 
- حزب «حماة الوطن» له مقار في جميع المحافظات، ويتواجد في مناطق لا يوجد لحزب سياسى آخر مقار بها، فلدينا ٢٧ أمانة محافظة، و٢٧٥ أمانة مركز ومدينة، وعدد الوحدات الحزبية القاعدية في القرى والأحياء رقم لا نهائي، إذ إنه في مركز في المنوفية بأشمون به ١٣ وحدة حزبية قاعدية، والحامول بكفر الشيخ بها ٣٠ وحدة حزبية قاعدية.
ونسعى للانتشار في ربوع المحافظات بشكل مُنظم، وذلك عن طريق ضم كوادر شبابية وأكاديمية متخصصة في العمل السياسى، والخدمى، والتطوعي، فسياسة الحزب تختلف عن باقى الأحزاب السياسية؛ ولم يعتمد الحزب على المركزية فقط، بل يسعى لاستقلال الأمانات في اتخاذ القرارات، كما يسعى الحزب لصناعة جيل واعٍ سياسى ومثقف وتنموى قادر على قيادة الدولة خلال السنوات القادمة. فنحن نستطيع منافسة أى حزب سياسى مهما كانت قوته، وداخلين بقوة في كافة الاستحقاقات القادمة.
■ وما خطة «حماة الوطن» للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
- سنخوض كافة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بما لدينا من كوادر مؤهلة، وستكون هناك منافسة على المحليات من حزب «حماة الوطن» على جميع المستويات قرية ومركز ومحافظة؛ ولكن على الشارع أن يدرك جيدًا أن المحليات جزء أصيل من مؤسسات الدولة، وأنها تمس وتلمس احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية بصورة مباشرة، ومن ثم يجب أن يكون المواطن على قدر عالٍ في انتقاء ممثليه، والحزب نظم خلال الفترات الماضية مجموعة من الدورات التدريبية استعدادا لها، شارك فيها عدد من أساتذة الجامعة في معظم المحافظات، وتضمنت التنمية البشرية ودورات في التنمية المحلية وإعداد وتأهيل الأفراد.

■ وكم يبلغ عدد أعضاء حزب «حماة الوطن»؟
- تخطينا حاجز الـ٢٠٠ ألف عضو على مستوى الجمهورية؛ والحزب ممثل بـ١٨ عضوًا تحت القبة البرلمانية، كما أن عدد أعضاء الحزب بالقاهرة، تجاوز الـ١٨ ألف عضو، فالحزب يمتلك ٢٥ مقرًا بالقاهرة.
■ وما دور الشباب والمرأة، وكم تبلغ نسبتهما في الحزب؟
- حزب «حماة الوطن» يمتلك العديد من الكوادر الشبابية والنسائية؛ ونفتخر بوجودهم تحت لواء الحزب، في ظل جهودهم العظيمة التى يبذلونها، وحضورهم المنتظم للاجتماعات؛ إلى جانب تبرعهم الدائم للحزب، خاصة أننا «حزب غلبان» لا نمتلك مصادر تمويل خارجية من أشخاص أو مؤسسات خارجية، لذا بعض الأعضاء «بيصرفوا على الحزب من جيبهم»؛ وبالرغم من عدم تعدد مصادر التمويل، إنما ربنا بيدينا وبيرزقنا وبيجيلنا ناس عايزين ينضموا للحزب.
■ وما تقييمك لأداء كل من الحكومة والنواب؟ وفى رأيك هل حقق برلمان ثورة ٣٠ يونيو مُتطلبات الشعب المصري؟
- لازم نقف مع الدولة؛ متمثلة في الحكومة، فنحن نُحارَب من جميع الجهات، فلا بد من مساندة كل من البرلمان والدولة، مشوفتش رئيس بيشتغل بمثل مجهود الرئيس السيسي، كما أن البرلمان الحالى أدى دوره كويس جدًا، فالبرلمان يحارب من داخله في بعض الأحيان، والظروف الحالية تحتم مساندة الدولة المصرية كأولوية، فالأمان هو أهم مكتسبات الفترة الماضية، وأتطلع لانتهاء سنوات الجفاف، ليشعر المواطن المصرى بإنجازات الفترة الماضية وما تم تحقيقه، إذ إن كل ما تم إنجازه تم بحساب وبدقة.
■ هل هناك تشريعات جديدة للحزب تقدمها الهيئة البرلمانية في المرحلة القادمة؟
- لدينا نقاش موسع حول عدد من الموضوعات منها مشروع قانون الإدارة المحلية، وأيضًا عدد من مشروعات القوانين الخاصة باتحاد نقابات العمال، والتى من المزمع عقد سلسلة من الجلسات الحوارية حولها، لحماية حقوق العمال، والمطالبة بما يخص الفلاحين، وما يخص الدعم والحياة للفلاح المصري، لا سيما أنه يمثل أهمية قصوى للوطن، الحزب يستعد بعدد من مشروعات القوانين في مجال خدمة الفلاح المصري.
■ وما موقف الحزب من تشكيل مجلس الشيوخ المقبل؟
- عودة مجلس الشيوخ ضرورة ملحة، فرضتها الفترة الحالية، على أن تكون القائمة مغلقة يتم التوافق فيها على الأشخاص من أصحاب الخبرات والتأهيل العلمى المناسب ليستفيد منهم الوطن.
■ وكيف يمكن الوصول إلى المعارضة الوطنية؟
- المعارضة الوطنية مطلوبة ولازمة، ولكن بشرط أن تكون نابعة من الخوف على البلد، ونرحب بها.
■ كيف ترى المقارنات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس جمال عبد الناصر؟
- لا أرى بينهما وجه شبه، فعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي يختلف عن عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فالزمن غير الزمن؛ كما أننا نجد الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام حتى الآن يوجد من يحاربه، الرئيس السيسي أعرفه معرفة شخصية يختلف عن سابقيه، إذ إنه يسابق الزمن في كل شيء، ورث تركة غير عادية، ملغمة بكل عائق، كما أنه يحارب في جميع الجهات لتعود مصر (أم الدنيا) من جديد.
فالرئيس السيسي رجل دولة بحق ويسير بخطى ثابتة نحو الوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، كما أنه رجل نظيف اليد واللسان؛ ومن وجهة نظرى هو أفضل رؤساء مصر على الإطلاق، فهو تمكن من أن يحظى بحب الشعب.
■ كيف ترى المشروعات القومية الأخيرة؟
- دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من المشروعات القومية الكبرى في مجالات الكهرباء والطرق والبنية الأساسية؛ والتى افتتحها بنفسها في عدد من محافظات الجمهورية، كرسالة لكافة المستثمرين بأن مصر تفتح ذراعيها دون خوف على أى استثمارات، كما استطاع من خلالها بتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء الشعب، ورفع معدلات النمو الاقتصادى إلى مستويات أعلى بما يؤدى في النهاية إلى تحسين معيشة المواطن، لتنتهى فترة المعاناة من مذاق الدواء المر وقسوة وقعه، وتجف الدموع من تبعاته ليحين موعد جنى الثمار.
■ وكيف ترى قرارات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة؟ 
- رغم صعوبة خطة الإصلاح الاقتصادي، فإن الشعب المصرى تحملها، من أجل النهوض بالاقتصاد القومى الذى تعرض لهزات عنيفة عقب قيام ثورة ٢٥ يناير؛ حيث تحمل كافة الإجراءات والقرارات والتى من بينها قرار التعويم، إلا أن الاقتصاد بدأ يعود لشكله الطبيعي، وبدأت الاستثمارات الأجنبية تعرف طريقها إلى السوق المصرية بعد أن ظلت لسنوات طويلة ينتابها الخوف من الأوضاع في مصر.
■ وهل نجح الإعلام المصرى في ترويج الإنجازات التى تحققها الدولة؟
- لا تمر كلمة أو خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا ويكون الإعلام المصرى جزءا من كلمته، فأشار في وقت سابق، أنه على عكس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان محظوظًا بإعلامه، إذ كان يتحدث والإعلام معه، وأن الإعلام عليه واجب، سواء الصحافة أو التليفزيون، كما كان يتم تأليف الأغانى الوطنية لدعم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
■ ما رأيك في المطالبات الخاصة بعودة وزارة الإعلام؟
- أؤيد عودتها، فكما أشرت سابقًا نحن بحاجة لإعلام قوى يساند الرئيس ويدعمه، وفى حالة عودة منصب وزير الإعلام عليه أن يضع سياسة إعلامية برؤية جديدة وإعلام بمفهوم جديد.
■ كيف ترى المقترحات الخاصة بدمج الوزارات؟
- أنا مع دمج الوزارات المتشابهة لتقليص النفقات، خاصة أن عدد الوزارات في مصر وصل لـ٣٣ وزارة؛ وبعض دول العالم لا يتخطى عدد وزاراتها الـ٢٠، فبعض الوزارات كـ«السياحة»، و«الآثار» يمكن دمجها، وكذلك «الزراعة»، و«الري»، على سبيل المثال.

■ كيف نواجه السموم والشائعات التى تبث ضد مصر من الخارج؟
- السوشيال ميديا أسهمت في انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة بسرعة كبيرة، ليتم تداولها على نطاق واسع؛ ما يستلزم سرعة التحقق وتوعية الأفراد بضرورة التحقق مما يتم تداوله قبل مشاركته مع الآخرين، فهى تعتبر حرب معلومات؛ فالشائعة تتحرك كـ«الصاروخ»، كما أن جماعة الإخوان الإرهابية وداعميها تخوض حربا مشبوهة ضد الدولة المصرية، مُسخرة كل إمكانياتها، لترويج آلاف الشائعات لزعزعة الاستقرار ونشر اليأس والإحباط وسط جموع الشعب، ما يستلزم توعية المواطن، وذلك لتفادى وقوعه فريسة لتلك الشائعات؛ وعدم تصديق ما يتم تداوله من أخبار ومشاركتها إلا بعد التأكد من مصدرها ولا يجعل مستخدم السوشيال ميديا مواقع التواصل الاجتماعي، مصدر أخبار ومعلومات له لما يبث عليها من أكاذيب مضللة، والاصطفاف خلف الرئيس السيسي الذى أنقذ مصر لمواجهة التحديات وحافظ على النسيج الوطنى.
■ هل من الوارد أن يدفع «حماة الوطن» بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- الأمر غير مطروح خلال الفترة الحالية، إحنا بنؤيد الرئيس خاصة في ظل الجهود والخطوات الثابتة التى يخطوها؛ وبالتالى سنظل داعمين لها على مدى الفترات القادمة، خاصة أنه يحقق طموحاتنا؛ لذا سنستمر على هذا الوضع، وغير وارد الدفع بمرشح آخر في الانتخابات المقبلة على الأقل، نطالب باستمرار الرئيس السيسي لإكمال الإنجازات.
■ حدِّثْنا عن تأسيس قوات الصاعقة المصرية؟
- أنا من مواليد ٥ سبتمبر ١٩٣٠، وتخرجت في الكلية الحربية في فبراير ١٩٥٠، وفى عام ١٩٥٢ خدمت في منطقة الشط شمال مدينة السويس، وذلك وقت قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، مع الصقر الأحمر عبد الله طعيمة.
ثم انتقلت كمدرس في مدرسة المشاة، جناح الأسلحة الصغيرة، ونجحت في اختبارات السفر لأمريكا؛ وبالفعل سافرت للولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على عدة فرق من ضمنها فرقة القناصة، وفرقة الرينجرز، أو قاطعو المسافات»، وبعد العودة إلى مصر من أمريكا عام ١٩٥٥، كان قائد كتيبتى هو قائد القيادة الشرقية، كما يطلقون عليه فريق أول على عامر رحمة الله عليه، والذى تولى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فيما بعد.
وعرضت فكرة تأسيس قوات الصاعقة المصرية، وأنشأنا فرقة في منطقة تسمى «أبو عبيلة»، وكان على يميننا جبل الحلال وشمالنا جبل ضلفع؛ وكان قائد الكتيبة السابعة الموجود في أبو عبيلة هو يوزباشى أركان حرب أحمد إسماعيل على، الذى أصبح فيما بعد المشير أحمد إسماعيل قائد قوات العبور عام ١٩٧٣.
■ ولماذا سمّيت قوات الصاعقة بهذا الاسم؟
- في البداية كنا سنطلق عليها اسم «العاصفة»؛ ولكن أحد العمداء في هيئة التدريب اقترح تسميتها «الصاعقة»، كاقتباس من القرآن الكريم، لا سيما أنها ذكرت في القرآن أكثر من مرة.
وتم الاستقرار على اختيار الشعار بلونيّ الأصفر والأسود لون علم الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت تدريبات الفرقة شاقة جدًا لدرجة أن القواد كانوا يهددون ضباطهم بإرسالهم إليها كعقاب، يعنى القائد لما يتغاظ من ضابط يقوله «والله هبعتك فرقة صاعقة».
■ وما أول عمليات الصاعقة بعد تأسيسها؟
- في عام ١٩٥٦ أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس، وتبعه العدوان الثلاثى على مصر، من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا، فاحتلت فرنسا بورفؤاد، وإنجلترا بورسعيد، بينما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وهنا تقرر إرسال قوات من الصاعقة لبورسعيد؛ والتقيت بالمشير عبد الحكيم عامر، وقال لى: هنبعت الصاعقة لبورسعيد.
■ وكم كان عدد الفرق حينها؟
- وقتها كنا عملنا ٥ فرق صاعقة، من ضمن خريجيها الشهيد إبراهيم الرفاعى، واتحجز مساعد معلم.
■ كيف انتقلت القوات إلى بورسعيد؟
- تخطى عددنا الـ٢٠٠ عندما تقرر إرسال الصاعقة إلى بورسعيد، وتم ذلك عن طريق بحيرة المنزلة، وكنا لابسين لبس مدني، لإدخال مدافع رشاشة ومدافع مضادة للدبابات؛ والأسلحة المتوسطة، والألغام بذخائرها، واحنا بندخل جهاز اللاسلكى الأهالى ساعدتنا، حيث وضعته سيدة في إحدى صوانى «القُلل» لتمر به وهى فاقدة اثنين من أولادها في أحداث العدوان الثلاثي.
ومافيش بيت في بورسعيد إلا وكان بيمتلك ذخيرة وأسلحة ومدافع «آر بى جي» للمقاومة، فأهالى بورسعيد يتميزون بالشجاعة والرجولة، ووقفوا في وجه الاحتلال.
■ وكيف تمت العملية؟
- في ذلك الوقت كان معنا أحد الضباط اسمه حسين عبد الله مختار، وهو سودانى الأصل، تخرج في الكلية الحربية؛ وأثناء التدريب توفى الثلاثة الذين سبقوه؛ وفى إجازة زواج حسين مختار، التقاه المشير عبد الحكيم عامر، وأرسل معه رسالة تفيد بعدم إتمام العملية لاستعداد الإنجليز على الانسحاب، إلا أنه لم يطلعنا عليها إلا قبيل التنفيذ بساعات قليلة، واخترنا تنفيذ العملية.
ودُمرت ٧ دبابات تدميرًا كاملًا بالأطقم، وأحمد طه الأسمر أحد أبناء بورسعيد، كان المسئول عن تنظيم العملية، كما كان محمد توفيق عبد الفتاح، مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر دائم التواصل معنا خلال العملية بشفرات عبر اللاسلكى من خلال برنامج اسمه «رسائل بورسعيد».
ونتيجة للعملية قرار الانسحاب تم تأجيله لأسبوعين، وأخدوا ٥٠٠ شخص كرهينة من أهالى بورسعيد، وتم إرسالهم لمالطة، وكان الرد عبر اللاسلكى برسالة مشفرة «بتزعجوا الأهالى ليه»، فيما معناه لماذا تمت العملية، وطالبوا بانسحابنا من بورسعيد، وعند الانسحاب الكامل تم الإرسال للصاعقة، وكان عددنا ٢٠٠ فرد حينها، مشينا في طابور عرض عسكري، وأهالى بورسعيد فوجئوا بوجود جيش يدافع عنهم ويرد عنهم العدوان، وكانت ليلة بورسعيد لم تر مثلها؛ البلد كله كان سعيد بينا، وبناء عليه تقرر إنشاء سلاح الصاعقة المصرية.
■ ومن هو أول شهيد للصاعقة؟
- أول شهيد للصاعقة كان اسمه رمضان عبد الرازق، واستشهد خلال عملية بورسعيد، والتى لولاها ما أُنشئت الصاعقة المصرية.
■ وما رتبتك العسكرية حينها؟
- كنت وقتها «يوزباشى»، ووقتها اقترح المشير عبد الحكيم عامر أن يكافئنى بترقيتى من رتبة «اليوزباشى» إلى «البكباشى»، أى من النقيب للمقدم، ولكنى وقتها رفضت، وقلت له: «يا افندم لا، لا أريد المكافأة على واجب، وأنا أريد أن أرسخ سلاح الصاعقة على مبادئ معينة»، وعلق على ذلك: «واحد أقوله أرقيك يقولى لأ».
ووقتها أصدر المشير عبد الحكيم عامر قرارا جريئا جدا بتأسيس السلاح وتوليت أنا قيادته، برتبة «اليوزباشي»، وأسست الصاعقة رسميًا في فبراير ١٩٥٧؛ وبدأت الصاعقة كسرية ثم كتيبة في كتيبة، واشتركنا في حرب اليمن عام ٦٢.