الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مِصرُ قادمة وقادرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قضيتُ في الولايات المتحدة الأمريكية نحو عشرين عامًا أو يزيد، شاهدتُ كل شيء ووقعت عينى على كل شيء أسجل في عقلى وفى نفسى مئات بل آلاف الملاحظات، أبحث عن كل مُفيد لأقدمه في مصر يومًا ما أو أنصح به ما استطعت، وبعد هذه السنوات تيقنت أن ما ينقصنا أو قل أهم ما ينقص المواطن المصرى هو العمل الجاد والوعى الفاهم والبدء من حيث انتهى الآخرون.
لقد لاحظت أنَ بعض الشباب يقلدون الغرب في كل شىء من مأكلِ ومَلبس حتى طريقة الكلام ومزج اللغة العربية بالفرنسيةِ مثلًا أو الإنجليزية وإن كان هذا لا ضَير فيه إلا أن دولة مثل ألمانيا مثلًا تعتزُ بلغتها ولا تقبل إذا ذهب الواحدُ منا وتحدث الإنجليزية معهم أن يُجيبوه أو يُظهروا تعاونًا كبيرًا إلا إذا كان يتحدثُ الألمانية.
ولا يفوتنا التقليد الأعمى لبعضِ الشباب الغربى في المظهر والملبَس، وحتى هذا أيضا لن أقف أمامه طويلًا وإن كان يُثيرُ غُصة في القلب أحيانًا لعدم مُلاءمته لعاداتنا وتقاليدنا وماضينا الذى عَلم الدُنيا التحضُر والذوق والفن مُنذُ آلاف السنين.
ولكى أكون مُنصفًا ولستُ مُتجنيًا على الشباب المصرى فإن الأسطر القليلة السابقة تخُصُ فِئة الشباب التى لم تُدرك بعد مدى ما تُخطط له الإدارة المصرية وقدر اهتمامها بالشباب وانتظارها أن يبنوا معها مِصر الجديدة الواعدة.
إن الرحلات المكوكية التى يقومُ بها رئيس الدولة من أقصى العالم إلى أقصاه كى يبنى مستقبلًا طموحًا لهذا الوطن، والمشروعات التى تُفتتحُ كلَ يومٍ والإصلاحات في ربوعِ مِصر كى تخلقُ فُرصًا لأبنائه مِمَن لهم حق فيه وفى خيره وعطائه لأسسِ وقوة بل دفعة كبيرة للوطن، لكنى ما زلتُ أريد الكثير والكثير من أبنائِه فلن يكفيه عملًا عاديًا منهم بل قويًا جديدًا عبقريًا، عملًا يُرجعه إلى سابقِ عهده وقديم أمجاده، لا يصحُ أن نُلقى ولو في طُرقاته ورقه ولا نُبددَ في ممتلكاته العامة، لا بد وأن نعملَ بإخلاص ودأب، لزامًا علينا أن نتكاتف، نبتكر، وننُتج، لا بدَ وأن نُحافظَ عليه، نعرفَ قيمته، ونقدر أرضه وسماءه ونيله، وطيبه، علينا أن نحمدَ الله عليه ليل نهار وعلى أمنه وسلامه.
إن الأخطار والأطماع على مصِر مُنذُ أبد الآبدين فماذا نحنُ فاعلون لها؟!
الجوابُ يبدأُ من ذواتنا، فلا مُجاملة ولا مُواربة على حِسابٍ الوطن، والعمل ثم العمل، ثم الإخلاص فيه لهو كلمه السر والإطار الخارجى لكل تعاملٍ معه، علينا أن نستغلَ مواردنا البشرية ونتخلصُ من الروتين والبيروقراطية، لا بد وأن نسلكَ طُرق النمور الأسيوية والنماذج الناجحة والتى أحدثت طفرة اقتصادية في العالمِ بأسره في سنواتِ قليلة كسنغافورة وماليزيا وهذا لن يتأتى من فراغ ولكن بتكاتُفِ المصريين جميعًا على قلبِ رجُلِ واحدِ وخلف قيادة واحدة مُتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولا بد أن نُعطى الفضل لأهلهِ في أن المصريين قد تحملوا ثلاث سنواتِ عِجاف في جَلد وصبر ولكن الأهم هو القادم والخير في العمل والجَد، لا شكَ أنَ مِصر بإذن الله ستُحقق طفرة نوعية في السنواتِ القليلة القادمة وتتبوأ مكانتها التى تستحقها، بالعمل والكَدِ والحفاظِ على المكتسبات التى حققتها سياسيًا، عربيًا، إقليميًا وعالميًا.
إن الدكتور العالمى فاروق الباز أستاذ الجيولوجيا في جامعة بوسطن الأمريكية قال لى بين جدران الأمم المتحدة في إجابته عن سؤالِ إذا ما كانت مِصرُ قادمة؟ بملءِ فيه بل قادمة وقادرة ونزيد بأنها آتية من بعيد وستُشرق شمسها على أبنائها وستُزهرُ أرضها بسواعدهم وتدور مصانعها ويُخطط لمستقبلها بعقولهم، فما صنعه الأجداد من أمجادٍ أبهرت الدنيا لشاهدِ على أنَ أبناءهم قادرون على إبهارهم مرهً أخرى وما نراه كلَ يوم يؤكدُ بما لا يدعُ مجالًا للشكِ بأن مصر قادمة حقًا وقادرة.