الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دموع الوزير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بصراحة لا يمكن أن أخفى إعجابى بالفريق كامل الوزير وزير النقل، وبصراحة أكبر أنا مبهور به فالرجل منذ أن أطل علينا إعلاميا مع حفر قناة السويس الجديدة، شعلة من النشاط ونموذج فذ للمصرى عندما يسعى لإعلاء اسم بلده ولهذا دوما أقول لأصدقائى خلال حواراتنا عن المشاريع العملاقة التى تتم في أرض مصر أن كامل الوزير هو بلدوزر البناء والتشييد الذى قدمه السيسي هدية لمصر وهو من فصيلة وجينات حسب الله الكفراوى وعثمان أحمد عثمان عملاقى الإسكان والتعمير ومعهما أبوالصناعة المصرية بالفترة الناصرية عزيز صدقى.
أما لماذا أقول هذا؟ فالإجابة أن كل ما قلته دار في عقلى مع استمتاعى بفرحته عند استلام الدفعة الأولى من الجرارات الأمريكية الجديدة التى وصلت ميناء الإسكندرية وعددها 10 جرارات ضمن التعاقد مع شركة «جنرال إلكتريك» لتصنيع وتوريد عدد 100 جرار جديد فقد كان الرجل يتكلم وكأنه يستمتع بحلاوة الكلمات بعدما بدأت انفراجة حقيقة في منظومة السكك الحديدية التى شهدت على مدى سنوات وعقود ماضية حوادث مأساوية، معربا وكأنه يتنفس الصعداء نتيجة حمل ثقيل وضع على أكتافه بعد حادثين مروعين للقطارات لا ذنب له فيهما، فور توليه مسئولية وزارة النقل عن سعادته بفرحة الشعب المصرى بتسلُّم الجرارات الجديدة، قائلًا: نسابق الزمن من أجل سكة حديد متطورة دون حوادث، مؤكدا أن السكك الحديدية بمصر بدأت تخرج من الإنعاش إلى مرحلة الإفاقة بعدما عانت لعقود نتيجة مشكلات متراكمة منذ 100 عام تقريبا معددا مميزات الجرارات الجديدة التى تفوق إمكاناتها قدرات الجرارات القديمة، علاوة على أنها أكثر أمانا وفاعلية وفائدة لنقل البشر والحجر وأقصد بالكلمة الأخيرة، البضاعة.
ولن أستسرد في ذكر مميزات الجرارات الجديدة، ولكن أحب أن أتوقف عند حديث الفريق كامل عن أنفاق بورسعيد والتى يعد تشييدها ملحمة مصرية تجعلنا نشعر بالفخر بالإنسان المصرى الجديد الذى بدأ يطل على العالم ليقول مصر ما زالت وستظل عظيمة بأبنائها وحضارتها وقيمها فبعد تحدى بناء قناة السويس الجديدة في زمن قياسى وبأموال مصرية خالصة قدمها الشعب المصرى جاء مشروع حفر الأنفاق في الإسماعيلية وبورسعيد والذى وصفه الوزير، مدللا على عظمة الإنسان المصرى أنه عمل ضخم وكبير وأصعب من قناة السويس وحذرنا الألمان من حفر الأنفاق ببورسعيد بسبب صعوبة التربة، ولكننا عملنا بأقصى جهد ونجحنا في التنفيذ وبأيدى مصرية وهذا لأول مرة بتوجيهات الرئيس السيسي الذى يثق كثيرا بأياد مصرية لثقته في قدرات أبناء مصر وأنهم على قدر المسئولية والتحدى.
ولكن هل تنفيذ ملحمة بناء هذه الأنفاق تم بلا ألم ومعاناة ومشقة وصعوبات ؟ والإجابة جاءت على لسان الفريق كامل مستعيدا شريط الذكريات بحلاوته ومرارته أن ماكينة حفر أنفاق الإسماعيلية تعطلت في أول يوم عمل وأصيبت بصدمة وصعبت عليا نفسى وبكيت لأن الناس تعبانة في الشغل كاشفا سر مكالمة الفجر التى أزاحت الهم من قلبه، قائلا بعد ساعات من عطل الماكينة وعقب صلاة الفجر تلقيت اتصالا تليفونيا من الرئيس السيسي الذى كان يتابع حركة العمل لحظة بلحظة وعندما وجدنى حزينا قال لى زعلان ليه؟ وحياة دموعك يا كامل ربنا هيوفقنا وهننجح وفعلا ربنا وفقنا بإصرارنا وعزيمتنا.
والجميل أو لنقل هدية السماء لمن يعمل ويجتهد هو اكتشافنا حقل غاز بالأعماق خلال الحفر وهو الأمر الذى كان بمثابة بشارة قدمها الوزير للسيسي فرد عليه الرئيس من الفرحة بالخير القادم لو هذا صحيح سأرقيك لرتبة فريق.
وكما يقولون وقت الأزمات تظهر معادن الرجال وها قد رأيتم حوار الفجر بين الرئيس السيسي وكامل الوزير والذى حمل نبرات إيمانية وثقة بالله ولهذا أشعر بأن الله لن يخذل مصر وشعبها والمهم أن نبحث الآن عن حلول من خارج الصندق لمشاكلنا نضرب بها عدة عصافير بحجر واحد نخفف من خلالها عن كاهل المواطن ونرتقى به وبالبلد مع استغلال كل الإمكانات المتاحة بشكل سليم واقتصادي، فعلينا أن نعترف أن لدينا ثروات كثيرة بين أيدينا مهدرة أقلها المخلفات التى يمكن إعادة تدويرها والاستفادة منها بحانب بحور الرمال التى يمكن بدلا من تصديرها خام بثمن زهيد تحويلها إلى خامات إستراتيجية تدر علينا الملايين بدلا من الملاليم ولهذا أقول لشبابنا ليس عيبا أن نستفيد من تجربة الإخوة السوريين الذين يعيشون بأمان ببلدنا وأغلبهم جاء من بلده التى دمرها الإرهاب خالى الوفاض صفر اليدين ولكنهم بالعزيمة والإصرار أصبح الكثير منهم بعد بداية متواضعة بصينية بسبوسة على ترابيزة بالشارع أو - فرشة - ملابس على الرصيف من أصحاب المحلات ومن لا يصدق يذهب إلى 6 أكتوبر والرحاب ومدينتى ليرى النجاح السورى على أرضنا.