الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أسرار النجاح الأربعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نيكولاس كريستوف
حينما أزور جامعة من الجامعات، كثيرًا ما يسألنى طلبتها «نصيحة كبيرة». فأجيبهم بأننى لا أملك أسرارًا كبيرة بخصوص الحياة وبأن مسارى المهنى الخاص هو نتيجة الصدفة، ولكنهم يظنون أننى أرفض طلبهم وأقاوم إلحاحهم. ولكن بينما أخذنا نقترب من موسم العطلة، وهو وقت للتفكير والتأمل وقرارات السنة الجديدة، اسمحوا لى بأن أبوح بكل شىء. وفيما يلى أتقاسم مع الشباب «أسرار النجاح الأربعة»:
1- خذ دورة في العلوم الاقتصادية والإحصاء. لقد تخصصتُ في العلوم السياسية ثم درستُ القانون، ولكن لو كان بمقدورى العودة إلى الماضى، لركزت على العلوم الاقتصادية. وبالمثل، إذا كان عليك أن تختار، فيجدر بك أن تركز على الإحصاء.
فالتعليم لا يتعلق بملء جردل، وإنما بحزمة من الأدوات؛ والعلوم الاقتصادية والإحصاء يمثلان أدوات رائعة ستساعدك لبقية حياتك على تحليل المشكلات بطرق أكثر حزما. والواقع أننى واحد ممن ينتصرون للعلوم الإنسانية بسبب الحكم التى تعلمها للمرء، ولكننى أؤمن بأن الفلاسفة والكتاب المسرحيين ينبغى أن تكون لديهم «قيمة حالية» و«انحرافات معيارية» في حزمات أدواتهم كمواطنين.
ثم إنه ربما كانت ستكون لدينا سياسات أكثر حكمة لو أن زعماءنا لم يكونوا أميين من الناحية الاقتصادية. فالرئيس دونالد ترامب و«جمهوريو» الكونجرس باعوا لنا قانون خفض الضرائب 2017 على أساس فكرة غير معقولة مفادها أن خفض الضرائب سيمول نفسه بنفسه (وبدلا من ذلك، ها نحن نسجل اليوم عجزًا يبلغ تريليون دولار). على أن الأمر لا يقتصر على «الجمهوريين» فقط: فـ«الديمقراطيون»، بدورهم، يتبنون «ضبط الإيجارات»، رغم أن المبادئ الاقتصادية الأساسية تُظهر أن مخططات ضبط الإيجارات تجعل مشكلة قلة السكن أسوأ عبر زيادة الطلب بدون زيادة العرض.
2- ارتبط بقضية كبرى. إن أسوأ نصيحة يسديها الناس للطلبة هى أن يقضوا الثلث الأول من حيواتهم في الدراسة، والثلث الثانى في جنى المال، والثلث الأخير في العطاء والإرجاع. والحال أن من شأن هذا أن يسلبك خلال ثلثى حياتك من معنى وتحقيق إنجاز.
فإن مت جراء نوبة قلبية في سن الخمسين، فإنك ستعض على أصابع الندم للأبد.
ولهذا، جد لنفسك قضية تمنحك إحساسًا بالهدف؛ ويمكن تحقيق ذلك على نحو مثالى عبر التواصل مع أشخاص أقل حظا.
3- ارتبط بالشريك المناسب. إن أهم قرار ستتخذه ليس هو الجامعة التى ستلتحق بها، ولا التخصص الذى ستختاره، ولا حتى الوظيفة الأولى التى ستشغلها، بل هو بمن ستتزوج، ذلك أن الشريك المناسب يوفر الدعم العاطفى الأساسي، وسيكون والد(ة) أطفالك، ويسليك ويواسيك عندما تنحو حياتك منحى سيئا على نحو لا مفر منه. والسبيل إلى مسار مهنى ناجح هو شريك جيد. ولا شك أن تعلم إدارة علاقة (زوجية) قد يتطلب بعض الوقت والممارسة؛ وبالتالي، إبدأ!
4- اهرب من منطقة راحتك. إن عالمك سيكون أكثر عولمة من عالمنا؛ وبالتالي، فإن تعليمك سيكون فاشلا إذا كان يعرّضك فقط لأشخاص مثلك يشبهونك ولا يعدك للاشتباك مع ثقافات أخرى.
سؤال سريع: إذا كان شخص يتحدث لغتين يسمى ثنائى اللغة، وشخص يتحدث ثلاث لغات يسمى ثلاثى اللغات، فماذا تسمى شخصًا لا يتحدث أى لغة أجنبية البتة؟ الجواب: أمريكي. وعليه، خذ فصلًا في الخارج. فمن السخافة أن تدرس اللغة الإسبانية في قسم دراسى في حين أنك تستطيع أن تستوعب أشياء أكثر بكثير في المكسيك أو بوليفيا أو البيرو.
أحيانا. قاوم إغراء الانضمام إلى مجموعة من الطلبة الأمريكيين الآخرين في أستراليا أو بريطانيا أو حتى إيطاليا، وجرّب كولومبيا أو الصين، السنغال أو عُمان، الهند أو غانا. وإذا كانت الدراسة في الخارج يمكن أن تكون باهظة، فكّر في فرص العمل والتطوع في omprakash.org وidealist.org. ويمكنك أيضًا دخول عالم مختلف هنا في الولايات المتحدة عبر التطوع في أحد السجون أو رعاية أطفال من أوساط اجتماعية غير محظوظة في مدينتك. أو إذا كنت من نخب المدن الساحلية، جد وظيفة مؤقتة في «بلاد ترامب»؛ وإذا كنت تعيش بسعادة في «بلاد ترامب»، فجد لنفسك عملًا في مكان يشكّل فيه التقدميون الأغلبية. المهم هو أن تلتقى وتحتكّ مع ثقافات مختلفة.
• نقلًا عن «الاتحاد» الإماراتية بترتيب خاص مع «نيويورك تايمز»