السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جرائم السلطان التركي 4 .. 400 عام من الظلم والظلمات.. التاريخ الأسود للعثمانيين في مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الخيانة والغدر السلاح لإسقاط دولة المماليك

سليم الأول استولى على أوقاف الأزهر والمساجد والمدارس وضمها للخزانة السلطانية

سنوات سوداء الدخول في نفق مظلم على يد الأتراك

سليم الغازي جرد كنوزها حتى رخام الأرضيات نقله إلى إسطنبول

المؤامرة الكبرى الدولة العثمانية تتحالف مع أوروبا لإسقاط عهد محمد على

القارة العجوز تنقذ رجلها المريض من الجيش المصري

كسر المسلسل التاريخي الملحمي ممالك النار التابوه المقدس الذى صنعه البعض حول أمجاد الدولة العثمانية وحملها لواء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، إذ حطم المسلسل صنم العجوة وكشف جرائمهم في حق أنفسهم قبل أن تكون في حق البلاد التي اغتصبوها من أصحابها.


ما أشبه الليلة بالبارحة، فكما تواصل بعض الخونة فى الماضى مع السلطان سليم الأول سرا، بهدف تخليصهم من حكم المماليك، وكانوا كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنار، نجد أن البعض فى عصرنا هذا لا يتعلم من دروس الزمن وما تعرضت له مصر من نكبات على مدى 4 قرون تحت الراية العثمانية، يهللون للرئيس التركى رجب أردوغان حتى بعض إصراره على عداء وطنهم والسعى الدؤوب للتآمر عليه.
منذ عام 1517، دخلت مصر فى حوزة الحكم العثمانى، بسبب خيانة بعض أمراء المماليك وعلى رأسهم خاير بك وجان برد الغزالي، ومنذ ذلك التاريخ البغيض أصبحت المحروسة أسيرة الظلم والظلمات لما يقرب من 400 عام.
نقدم فى هذا الملف بعضا من جرائم العثمانيين خلال حكمهم لمصر.



الخيانة والغدر
بالخيانة فقط سقط مصر والشام.. وغربت شمس دولة المماليك فى يد العثمانيين، مطلع القرن السادس عشر، إذ اشترى السلطان العثمانى سليم الأول ولاء أمراء المماليك فى الشام وعلى رأسهم خاير بك الجركسى والى حلب وجان برد الغزالى والى حماة، ليستخدمهم كحصان طروادة فى قلب الأمة العربية.
مطلع عام ١٥١٦، وصلت الأخبار إلى السلطان قانصوه الغورى فى القاهرة باستعداد العثمانيين فى إسطنبول للحرب، فأعد جيشه وخرج به إلى حلب بالشام فى يوليو ١٥١٦، وأرسل خطابًا إلى سليم الأول يؤكد رغبته بالصلح وعدم الحرب، لكن السلطان العثمانى قتل الرسل إلا واحدا حمله رسالة نصها: «قل لأستاذك يلاقينى على مرج دابق». رصد المؤرخ ابن إياس، العوامل والأسباب التى أدت إلى هزيمة قانصوه الغورى فى مرج دابق عام ١٥١٦، وأكد أن سبب الهزيمة المباشر هو خيانة خاير بك وجان بردى الغزالي، وتواطؤهما مع السلطان سليم الأول، وانسحابهما من ساحة المعركة، وأمرا الفرق العسكرية التابعة لهما بالتقهقر، مما أسفر فى النهاية عن موت السلطان المملوكى وضياع الشام ووقوع الخليفة العباسى المتوكل على الله فى يد العثمانيين.
فخاير بك كان يتواصل مع سليم الأول سرا منذ تعيينه واليا على حلب وتحالف مع الأمير جان بردى الغزالى والى حماة لجلب الاحتلال العثماني، واتفق معه على خيانة المماليك فى مرج دابق ١٥١٦، فسرب خطة الغورى واستعداداته الحربية لمواجهة الجيش العثماني، ثم كرس خيانته بسحب قواته من ساحة المعركة فطوق سليم الجيش المصري، بعد أن كان النصر لصالح المماليك كما نادى بأعلى صوته بضرورة الفرار لأن السلطان قُتل، وأن العثمانيين هجموا من جميع الجهات، فصدقته الجنود وفروا إلى حلب، فاختل نظام جيش المماليك وحلت الهزيمة.
نفس الأمر فعله جان بردى الغزالي، إذ انسحب بجنوده إلى أعلى جبل بمنطقة مرج دابق، ووقف موقف المتفرج انتظارًا لما ستسفر عنه المعركة من نتائج لينضم للفريق المنتصر، وهذا ما أكده المؤرخ المصرى ابن زنبل الرمال، فى كتابه «آخرة المماليك»، عندما اكتشف الأمير سيباى نائب دمشق تخابر الأمير خاير بك نائب حلب مع السلطان سليم الأول قبل معركة مرج دابق، ألقى القبض عليه وسلمه للسلطان الغورى الذى صمم على قتله، لكن الغزالى تدخل لمصلحة زميله خاير بك ودافع عنه، وأظهر أن قتله فى هذا الوقت وفى ظل الموقف العصيب الذى يمر به المماليك سوف يشعل فتنة بين الجند، فتراجع الغورى عن قراره وأبقى على خاير بك.
مسلسل الخيانة لم ينته، إذ استخدم سليم الأول أمراء الغدر ليدخل القاهرة حاضرة الخلافة بعد سقوط بغداد، فعندما قاد السلطان طومان باى المقاومة المصرية استعدادا لمعركة فاصلة، اشترى خاير بك ولاء فرق المماليك بالذهب قبل معركة الريدانية ١٥١٧.
واصل الأمير جان بردى الغزالى مهمة الخداع الاستراتيجي، وأعلن استمرار ولائه للمماليك، وانضم إلى جيش طومان باي، لكنه كان يرسل كل خطط وتحركات الجيش المصرى إلى العدو العثماني، وتكررت نفس مأساة مرج دابق فى معركة الريدانية، بحذافيرها تفوق كاسح للجيش المصرى المكون من ٩٠ ألف جندى نصفهم من المصريين والنصف الآخر من المماليك، حتى أن طومان باى قتل عددًا من قواد السلطان سليم، وأمسك بالصدر الأعظم سنان باشا وجذبه من فوق فرسه وأوقعه أرضًا وقتله، واقتحم مخيم سليم الأول وكاد أن يقتله، لولا انسحاب جان برد الغزالى ومماليكه من ساحة القتال فوقعت الهزيمة فى ٢٢ يناير ١٥١٧.
دخل سليم الأول القاهرة ثم وجه فرق الإنكشارية لقتل ١٠ آلاف مصرى فى شوارع العاصمة، لإسكات الشعب المصرى الثائر والملتف حول سلطانه طومان باى، حتى نال منه بالخيانة أيضا وأعدمه على باب زويلة.
كافأ سليم الأول الخائن خاير بك بمنحه ولاية مصر ومنحه لقب الأمراء، فبدأ خاير بك فى نهب ثروات مصر وقدمها قربانا تحت قدمى سليم، وأشرف على ترحيل ١٨٠٠ من الصناع والحرفيين المصريين المهرة إلى إسطنبول، كما أنه استولى على أوقاف الأزهر والمساجد والمدارس وضمها للخزانة السلطانية، وعزل قضاة المذاهب الأربعة المصريين، كما فرض رسوما باهظة على عقود الزواج.
كما كافأ جان بردى الغزالي، على خيانته وعينه واليًا على صفد والقدس وغزة والكرك ونابلس فى ٢٥ سبتمبر ١٥١٧، ثم حاكما لدمشق فى ٨ فبراير ١٥١٨.



سنوات سوداء
عانت مصر فى ظل الحكم العثمانى من التدهور، فى جميع المجالات سواء الاقتصادية، أو الزراعية أوالصناعية، أو الاجتماعية، فالعثمانيون رغم عمر دولتهم الطويل الذى امتد نحو ٦ قرون لم يخلفوا وراءهم معلما حضاريا واحدا يحمل اسمهم.
وأجمع المؤرخون على أن حكم الولاة العثمانيين لمصر هو أسوأ فترة شهدتها فى تاريخها الإسلامى، وتسبب فى أطول فترة اضمحلال وسبات عميق فى العصر الإسلامى، وفقدت مصر موردًا اقتصاديًا هائلًا، واقتصرت صلاتها التجارية على حوض البحر المتوسط والسودان وبلاد الحبشة والحجاز واليمن.
وينقل عن المؤرخ المصرى ابن إياس الذى عاصر الغزو العثمانى لمصر أن سليم الأول أمر بجمع ألفين من المصريين من رجال الحرف والصناعات وكبار التجار والقضاة والأعيان والأمراء، وأرسل بهم للقسطنطينية، كما عمد العثمانيون مع بداية ولايتهم لنزع ما فى بيوت مصر والقاهرة وأثمن ما فيها من منقول وثابت، حتى الأخشاب والبلاط والرخام والأسقف المنقوشة ومجموعة المصاحف والمخطوطات والمشاكى والكراسى النحاسية والمشربيات والشمعدانات والمنابر ونقلوها إلى اسطنبول.
كما ذكر الرحالة ليون الأفريقى فى درة أعماله «وصف أفريقيا»، التحولات التى شهدتها مصر على يد العثمانيين قائلا: «فى خارج القاهرة قرب باب زويلة توجد قلعة السلطان المشيدة على رأس جبل المقطم، أسوارها شاهقة متينة، وتكتنفها قصور بديعة يعجز القول عن وصفها، وهى مفروشة بقطع من المرمر مختلفة الألوان منسقة بكيفية عجيبة، سقوفها كلها مكسوة بالذهب وأحسن الألوان، ونوافذها مزدانة بالزجاج الملون مثل ما يشاهد فى بعض أماكن أوروبا، وأبوابها الخشبية منقوشة بفن رائع مزدانة بالألوان مموهة بالذهب، كل ذلك اختفى، وأمر السلطان، بخلع الفسيفساء وأعمدة الرخام ثم نقلها معه إلى إسطنبول».
وقال ليون الأفريقى فى كتابه أنه شاهد تخريب ضريح السيدة نفيسة على يد الإنكشارين ونهبوا كنوزه و٥٠٠ ألف دينار أموال الصدقات.
لقد كان العثمانيون ينظرون للمصريين بنظرة تعال واحتقار، وقصروا الوظائف الإدارية على نفس عنصرهم التركى وعنصر المماليك الشركسى، فانحط المستوى الاجتماعى للشعب المصرى، وشاع الاعتقاد فى السحر والخرافات، وراجت أسواق المشعوذين والدجالين، وقل ظهور العلماء وانحطت اللغة العربية نتيجة استخدام اللغة التركية كلغة رسمية للبلاد.
وضع الأتراك نظام حكم هدفه الأساسى ضمان بقاء تبعية مصر للدولة العثمانية يقضى بتوزيع السلطة على ثلاث قوى يكون لها من التشاحن والتنافس ما يضمن ضعف هذه الهيئات والتجاءها الدائم إلى الباب العالى بالآستانة، وهى الوالى والجيش والمماليك.
وكانت السلطة الرئيسية فى يد الوالى يعينه السلطان لفترة قصيرة تتراوح ما بين سنة وثلاث سنوات، ووظيفته نقل أوامر السلطان والعمل على تنفيذها واختيار حكام الأقاليم وإرسال الخراج للسلطان كل عام والإنابة عنه فى جميع المناسبات الرسمية.
ولإبقاء سلطة الوالى تحت السيطرة، دشنت الدولة العثمانية القوة الثانية وهى الديوان الذى يمثل هيئة الرقابة على الوالى، وقام السلطان سليم بتقسيمه إلى الديوان الأكبر المكلف بالأعمال المهمة وله الحق فى إيقاف أوامر الوالى والرجوع إلى ديوان الدولة العثمانية، وكان يرأس جلساته وكيل الوالى ويتشكل من الضباط والعلماء.
وتمثلت القوة الثالثة فى المماليك الذين تولوا سلطة المحليات، وكانت مصر مقسمة إلى ١٢ إقليما تولى إدارتها المماليك من خلال حفظ الأمن والنظام وتقوية الترع والمصارف ووضع تسعيرة للسلع ومراقبتها وجباية الضرائب.
نظام الحكم الذى وضعه العثمانيون كان أهم أسباب تدهور الأوضاع، حيث كان الولاة يصبّون اهتمامهم على جمع المال عن طريق الضرائب التى فرضوها على المصريين والحصول على أكبر قدر من المنافع، ولم يشغلوا أنفسهم بما يمكن وصفه بتحقيق تنمية وتطوير حقيقى.
هذه الأوضاع السيئة انعكست بطبيعة الحال على كل مجالات الحياة فى مصر فالزراعة انهارات بسبب إهمال إنشاء الترع والمصارف وتكبيل الفلاح بالتزامات كبيرة جعلته يهرب بحثا عن مصدر رزق آخر كما تدهورت الصناعة نتيجة نقل العمال المهرة إلى عاصمة الدولة العثمانية.
الخلاصة أن الدولة العثمانية فرضت عزلة عالمية على العرب، بحجة حمايتهم من الاستعمار الأوروبى، رغم أنها منحتهم تسهيلات تحولت إلى امتيازات مهّدت للهجمة الاستعمارية الشرسة على الدول العربية وعلى رأسها مصر بعد ذلك، مما أسفر فى النهاية على وقوعها فريسة سهلة فى يد الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت فى يوليو ١٧٩٨، وفشلت الدولة العثمانية فى الدفاع عنها، ولم يكتشف المصريون حجم الدمار الذى لحق ببلادهم منذ عام ١٥١٧ إلا مع مدافع الحملة الفرنسية.




المؤامرة الكبرى
ظلت مقاليد الأمور فى مصر للولاة العثمانيين، على مدى قرنين، عدم استقرار نظام الحكم، مكن المماليك من استعادة قوتهم مرة أخرى، واستغل ذلك على بك الكبير فى عام ١٧٦٨، وعين نفسه حاكما لمصر وأعلن استقلالها عن الدولة العثمانية ووسع حدود دولته من خلال السيطرة على شبه الجزيرة العربية.
وأرسل على بك الكبير قائد جيوشه محمد بك أبوالذهب للتوسع فى الشام إلا أن العثمانيين استخدموا سلاح الخيانة الجاهز دوما فى جعبتهم وعرضوا عليه عرضا لم يستطع أن يرفضه، فأوقف معارك جيشه واتجه إلى مصر لمحاربة سيده الذى هرب إلى الشام، وعادت مصر إلى سلطة الباب العالى.
واستمرت مصر فى حالة التخبط والصراع حتى مجىء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت فى مايو ١٧٩٨ وبعد خروج الفرنسيين من مصر عام ١٨٠١، برز على السطح الألبانى محمد على باشا، الذى جاء ضمن الجيش العثمانى لمحاربة الفرنسيين، والذى استطاع أن يفوز بثقة الشعب المصري، الذى من أجله مطالبا السلطان العثمانى سليم الثالث، الذى أمر بتعيينه بدلا من خورشيد باشا.
فور تولى محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة الحكم، سعى لنفض الغبار عنها وعمل على تحديثها والنهوض بالصناعة والزراعة والتجارة وبناء جيش مصرى على أسس عصرية، مستعينا بالخبرات الأوروبية فى ذلك.
دخلت مصر فى عهده عصرا جديدا من القوة والحداثة لدرجة أن الجيش المصرى أصبح المطرقة التى يؤدب بها سلاطين بنى عثمان العصاة المارقين الخارجين على طاعتهم، إذ استعان به السلطان محمود الثانى فى سحق تمرد الوهابيين فى الحجاز، بين عامى ١٨١١-١٨١٨، إلا أن تلك العلاقة بين الوالى والسلطان تدهورت وغرقت مع أسطولهما المحترق فى معركة «نافارين البحرية» عام ١٨٢٧ كجزء من حملة المورة، تلك التى شارك فيها محمد على بالجيش المصرى بقيادة ابنه إبراهيم، بعد طلب الخليفة المدد لإخماد الثورة اليونانية، بسبب عجز وسوء تنظيم الخليفة ورجاله.
فى هذه اللحظة أيقن محمد على باشا أنه لا أمل يرجى من الدولة العثمانية، ويجب عليه أن يعزز من سلطاته ويحدث دولته حتى تستطيع التصدى لأطماع الدول الأوروبية، سواء فى مصر أو المنطقة العربية.
أراد محمد على أن ينشئ أسطولا مهيبا، لكن هذه المرة أدرك أنه يجب أن يصنع سفنه بنفسه، ومن هنا كان التفكير فى حلمه القديم، ولاية الشام، فحاول أن يقنع السلطان باستحقاقه لولاية الشام، حتى يضمن انتصاره فى الحجاز ويكمل حصار الوهابيين، ولكن بلا فائدة، ثم بعد هزيمة المورة طالب محمد على مجددًا بولاية الشام كمكافأة على خدماته بالمورة والحجاز، ليقابل طلبه بالرفض مجددًا والاكتفاء بإعطائه جزيرة كريت الثائرة، فشن حملتين عسكريتين على بلاد الشام، خلال الحملة الأولى، بدأ التفوق واضحا للأسطول المصري، الذى سيطر على غزة ويافا وحيفا دون مقاومة، بعد سقوط عكا أصدر السلطان العثمانى أوامره بعزل محمد على باشا من ولاية مصر وعين مكانه حسين باشا وجهزه بجيش وكلفه بمنع تقدم الجيش المصرى فى الشام.
غير أن إبراهيم باشا، ابن محمد على باشا، استطاع أن يسيطر على كل من دمشق وحلب وحمص وحماه، عقب معارك طاحنة هزم خلالها العثمانيون ليجتاز جبال طوروس ويتوغل فى الأناضول.
وخلال معركة قونية سنة ١٨٣٢، منى الجيش العثمانى هزيمة مذلة على يد القوات المصرية، التى نجحت فى أسر الصدر الأعظم، رشيد محمد خوجة باشا برفقة ١٠ آلاف من جنوده، لتفتح بذلك أبواب الآستانة أمام الجيش المصري، الذى أصبح على مقربة من إنهاء وجود الدولة العثمانية.
فسارعت الدول الأوروبية، لوقف الحرب لإنقاذ العثمانيين والمحافظة على دولتهم الملقبة بالرجل المريض لسهولة التفاوض معها.
بعد ذلك جهز العثمانيون جيشا من ١٠٠ ألف جندى دفعوا به نحو سوريا، حيث تلقوا هزيمة قاسية على يد إبراهيم باشا خلال معركة نصيبين سنة ١٨٣٩، وانضم الأسطول العثمانى لمحمد على باشا، فأشرفت الدولة العثمانية على نهايتها خاصة مع موت السلطان محمود الثانى مطلع سنة ١٨٣٩، فانهار الجيش العثمانى وشهدت العاصمة إسطنبول حالة فوضى غير مسبوقة.
فاستنجد السلطان عبدالمجيد الأول الذى يعتبر امتدادا طبيعيا لأجداده من سلاطين الدولة العثمانية، الذين يستبيحون كل شيء مقابل الحفاظ على السلطة، فمن يستحل دماء أشقائه، ونسله، ليس عسيرًا عليه أن يتآمر على أمته، بالإنجليز لحماية عرشه الهش من محمد على، لينهى بذلك تجربة كان من الممكن أن تغير مسار تاريخ الدول العربية ومصر لولا خيانة السلطان العثماني.