الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى محاكمته.. كل ما تريد معرفته عن النازي أدولف أيخمان

النازي أدولف أيخمان
النازي أدولف أيخمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدولف أيخمان أحد المسئولين الكبار في الرايخ الثالث، وضابط في القوات الخاصة الألمانية أو ما تعرف بقوات العاصفة، ولد في 19 مارس 1906 ورحل في 1 يونيو 1962 تعود إليه مسئولية الترتيبات اللوجستية كرئيس جهاز البوليس السري "جيستابو" في إعداد مستلزمات المدنيين في معسكرات الاعتقال وإبادتهم فيما يعرف آنذاك في الحل الأخير.
في مثل هذا اليوم انتهت محاكمة النازي أدولف أيخمان في إسرائيل وأدين بالمحاكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تجاه اليهود.
ولد أيخمان في مدينة سولينجين الألمانية وفي طفولته، كان الأطفال يعيرونه "باليهودي" لميول بشرته إلى اللون الداكن إذا ما قورن بلون البشرة العام للأوروبيين وانتقل في شبابه مع عائلته إلى لينس بالنمسا، حيث أنهى تعليمه الأساسي، وبدأ التدريب في الهندسة الميكانيكية دون إنهائها.
في فترة الأزمة الاقتصادية في العشرينيات انجرف أيخمان من عمل إلى آخر كعامل يومي وكعامل في مكتب وبائع سفرات لشركة Vacuum Oil وفي عام 1932 وبتحريض من أحد معارفه، أرنست كالتنبرونر، الذي سيعمل في وقت لاحق كرئيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ، انضم أيخمان إلى الحزب النازي بالنمسا وقوات الأمن الخاصة، عاون أيخمان مع اليهودي رودلف كاستنر بتهجير العديد من يهود المجر إلى سويسرا بدلا أن يقتلوا في أوشفيتز.
وفي أغسطس 1933 انضم أيخمان إلى الفيلق النمساوي يتمثل في جمعية ببفاريا للعاطلين عن العمل من أعضاء الحزب النازي من النمسا وشارك هناك في التدريب العسكري خلال أشهر قليلة وفي سنة 1934 انضم أيخمان وكان في ذلك الحين جاويشا لقوات الأمن الخاصة إلى المكتب الرئيسي لجهاز الأمن (تنمية مستدامة) وواصل العمل في هذه المنظمة حتى أصبحت جزءا من RSHA سنة 1939.
في منتصف الثلاثينيات عمل أيخمان في مكتب II 112 لجهاز الأمن الذي هدف إلى مراقبة الأنشطة اليهودية، وتعامل مع موظفين صهيونيين وقام أيضا بجولة تفقدية بفلسطين سنة 1937 والجهد الذي بذله إيخمان لتنظيم الهجرة اليهودية الصهيونية من ألمانيا بكل الوسائل الموجودة جهّزته للقيام بأنشطة أخرى في المستقبل.
وفي 1937 غادر إلى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، وعدم حصوله على تأشيرة دخول من السلطات البريطانية حالت دون دخوله إلى فلسطين وتوجه بعدها إلى القاهرة حيث التقى أحد عناصر منظمة الهاجاناه، كما التقى مع مفتى فلسطين الحاج أمين الحسيني، وفي النهاية كتب أيخمان تقريره الذي يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة إنشاء دولة يهودية مع الفكر النازي.
وبعد ضم ألمانيا للنمسا في مارس 1938، الوقت الذي قاد فيه أيخمان حملة بوليسية ضد مكاتب الجالية اليهودية الثقافية، عمل أيخمان على تنظيم مكتب مركزي للهجرة اليهودية في عاصمة النمسا والذي فتحت أبوابه رسميا في 20 أغسطس 1938، وحسب التقديرات الداخلية قام المكتب الرئيسي بـ"تسهيل" هجرة 110.000 يهودي نمساوي بين أغسطس 1938 ويونيو 1939.
وكان المكتب قد نجح في إجبار اليهود على الهجرة إذ أسس نموذجا مثاليا يدعى "نموذج فينا" لمكتب مركزي في كامل الرايخ للهجرة اليهودية وقاد أيخمان المركز الرئيسي في بداية أكتوبر 1939 وكان نجاحه في هذه المهمة أقل وخاصة عندما بدأ ترحيل اليهود يعوض الهجرة كخطة لجعل ألمانيا خالية من اليهود وكان أيخمان فيما يخص هذا المجال يلعب دورا مهما جدا، ففي صيف 1939 أصبح أيخمان مسئولا عن ترحيل اليهود التشيكيين من محمية مهيميا ومورافيا التي تم الاستيلاء عليها سابقا، وقام بتأسيس مكتب رئيسي جديد للهجرة اليهودية ببراغ حسب نموذج فينا.
فور اندلاع الحرب العالمية الثانية قام إيخمان بالمحاولة الأولى للترحيل الجماعي من الرايخ الألماني. ونظم أيضا ترحيل نحو 3500 يهودي من مرافيا وفينا إلى نيسكو قرب نهر سان في المنطفة البولندية المحتلة ورغم أن المشكلات المربوطة بالترحيل وتبديلات القوانين الألمانية كان رؤساء إيخمان مسرورون بجهود أيخمان والدور الذي سيلعبه في المستقبل فيما يخص الترحيلات.
وبعد تأسيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ في سبتمبر 1939 انتقل أيخمان من منصبه في جهاز الأمن إلى الجيستابو في فرع IV D 4 (شئون الترحيلات بمكتب الأمن الرئيسي للرايخ وفي فرع IV B 4 في مارس 1941. وفي أكتوبر 1940 نظم أيخمان معية مكتب IV D 4 ترحيل حولي 7.000 يهودي من بادن وزاربفالتس إلى مناطق فرنسية غير محتلة.
ولعب أيخمان في منصبه ضمن الفرع IV B 4 دورًا مركزيًا في ترحيل أكثر من 1،5 مليون يهودي من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل وفي خريف 1941 شارك أيخمان كقائد وكولونيل قوات الأمن الخاصة وفرع IV B 4 لمكتب الأمن الرئيسي للرايخ في مناقشات لبرنامج إبادة يهود أوروبا وكان أيخمان مسئولا عن شئون ترحيل اليهود من كل أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل عندما أجبره قائد مكتب الأمن الرئيسي راينهارد هايدريخ بتحضير محاضرة لمؤتمر وانسيي، حيث نصح موظفو مكتب الأمن الرئيسي للرايخ مؤسسات الحكومة والحزب النازي بالشئون وبرامج "الحل النهائي".
وربط أيخمان أيضًا هذه البرامج بشبكته المتكونة من موظفين ساعدوه في القيام بالترحيلات في الأراضي المحتلة من قبل ألمانيا وفي دول المحور ومن ضمن هؤلاء الرجال حول إيخمان (رجال أيخمان): مندوبه رولف جونتر وألويس برونر وثيودور دانيكر وديتر ويسلسيني.
وفي 1942 نظم أيخمان ورجاله ترحيل يهود سلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا وفي سنتي 1943 و1944 ثم ترحيل يهود اليونان وإيطاليا الشمالية والمجر ولكن فقط في المجر عمل إيخمان بشكل مباشر في عملية ترحيل اليهود ومن أواخر أبريل 1944 وستة أسابيع بعد احتلال ألمانيا للمجر، وحتى حلول شهر يوليو قام إيخمان ومعاونيه بترحيل نحو 440.000 يهودي مجري.
بعد الحرب: هرب أيخمان سرًا إلى عدة دول إلى أن استقر في الأرجنتين متخفيًا باسم جديد وشخصية جديدة مبتعدًا عن أية مظاهر قد تفضحه أو تكشف شخصيته الحقيقية، حتى العام 1960 عندما قبض عليه عملاء للموساد ونقلوه إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشُنق في العام 1962 ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط.