الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الفاتيكان: المحبة في الحقيقة رسالة عامة تحدث الحاضر

الفاتيكان
الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الدائرة الفاتيكانية المسئولة عن خدمة التنمية البشرية المتكاملة بالفاتيكان، حول المؤتمر الذي عقد بشأن الرسالة العامة للمحبة في الحقيقة، أنها رسالة عامة تجدد الحاضر. 
وأوضحت أنه بعد مرور عشر سنوات على صدورها تبقى تعاليمها المتعلقة بالتنمية البشرية بنظرة المتكاملة وباحترام الشخص البشري بغض النظر عن الجوانب الاقتصادية والمادية، آنية أكثر من أي وقت مضى.
وأضافت الدائرة الفاتيكانية، على الصفحة الرسمية للفاتيكان اليوم الجمعة: "هناك حاجة لإصلاح وتحديث معنى الخير العام في وجهة نظر تعددية للخير المشترك، ويجب علينا أن نحميها. بمعنى آخر هناك حاجة لكي نسعى لإلغاء الفصل الذي نشأ بين الاقتصاد والأخوَّة بين الأشخاص من خلال ثقافة جديدة". 
وتابعت الدائرة قائلة: هذه هي الرسالة التي انبعثت في الفاتيكان من قبل الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بالتعاون مع الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية تحت عنوان: نظرية التنمية وتطبيقها، والمخصص للرسالة العامة المحبة في الحقيقة التي وقعها البابا بندكتس السادس عشر عام ٢٠٠٩.
وقال الكاردينال بيتر تروكسن عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة مفتتحًا اللقاء: بين البابا الذي افتتح المجمع الفاتيكاني الثاني القديس يوحنا الثالث والعشرين والبابا الذي اختتمه القديس بولس السادس تمَّ تقديم إسهام في التعليم الاجتماعي للكنيسة، الذي وبحسبه لا يمكن لمعنى التنمية أن يُحدَّ بالنمو الاقتصادي والمادي وحسب، ولكنّه يمتدُّ إلى العلاقات والرغبات الاجتماعية والحاجات الروحية. هناك خطٌّ أساسي يربط تعاليم الكنيسة بالوثائق البابوية.
وتابع الكاردينال توركسن: إنَّ هذا التعريف لكلمة تنمية، أي كتنمية متكاملة وبشرية، انطلاقًا من الرسالة العامة تقدم الشعوب لبولس السادس ١٩٦٧، قد تمَّ تعميقه من قبل القديس يوحنا بولس الثاني ولا سيما في الـ solicitude rei socialism، كاهتمام ورسالة جوهريّة للكنيسة؛ بعدها وفي الرسالة العامة المحبّة في الحقيقة جذّر البابا بندكتس السادس التنمية البشرية المتكاملة في ثقافة وحضارة المحبة المبنية في رسالة المسيح مع الوجه المميز للمجانيّة. إنها إشارة واضحة وصريحة ضد النزعة المعولمة للزمن، والتي يمكن أن نجيب عليها عن طريق تجذير التنمية البشرية المتكاملة في شركة المحبّة مع الله الثالوث الذي خلق الشخص البشري ككائن علائقي، موجه للعيش في تضامن من أجل الخير العام. لذلك يظهر الشخص البشري كذلك الذي يملك الدعوة للتنمية.
وقال الدكتور ستيفانو زاماجني رئيس الأكاديمية الحبريّة للعلوم الاجتماعية في مداخلته: نجد الكلمة الأساسية في عنوان الرسالة العامة وهي الصفة متكامل؛ وذلك يعني أنَّ التنمية البشرية تستقبل ثلاثة أبعاد: النمو المُقاس بحسب الناتج المحلّي الإجمالي، البعد العلائقي والاجتماعي، والبعد الروحي. وبالتالي تابع الدكتور Stefano Zamagni يقول تكون التنمية البشرية هي متكاملة عندما تُأخذ بعين الاعتبار هذه الأبعاد بشكل مترابط، أي بشكل متضاعف وليس بشكل مضاف، كما نعتبرها عادة. اذا نظرنا إلى التاريخ نجد أنَّ القرن الخامس عشر كان قرن الأنسنة الأولى؛ لكن في بداية القرن الحادي والعشرين ظهرت حاجة قويّة لأنسنة جديدة. لذلك وإزاء تحديات المجتمع المعاصر، خلُص رئيس الأكاديمية الحبريّة للعلوم الاجتماعية إلى القول لم يعد ينفع تجديد فئات الفكر القديمة أو اللجوء إلى تقنيات قرارات جماعيّة؛ بل يجب أن نخاطر في خوض دروب جديدة، وهذه هي الدعوة الملحّة والأبويّة التي تأتينا من الرسالة العامة المحبّة في الحقيقة.
في الختام قال الاقتصادي لوجينو بروني، أستاذ في جامعة لومسا في روما: إن الرسالة العامة المحبّة في الحقيقة هي رسالة حبٍّ كبيرة موجهة لنا نحن الاقتصاديين بشكل خاص، ولكن ليس لنا فقط، لأنه من الممكن في الواقع أن نعيش بشكل كامل مبدء المجانية في حياتنا وفي عملنا. وأكد المونسنيور Bruno Marie Duffe أمين سر الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة هي حركة محبة، في الواقع نحن ننال المحبة لكي نعطي المحبّة. هذه الحركة هي حركة التنمية الأخذ والعطاء، الذهاب للقاء الآخر لكي نعطي وننال. 
وخلص المونسنيور برونو ماري دوفي إلى القول: بعد عشر سنوات على صدور هذه الرسالة العامة نحن مدعوون لإعادة النظر في المسيرة التي نقوم بها لكي نكتشف مجدّدًا أننا أغنياء عندما نكون معًا في خبرة التضامن والتبادل، وبالتالي لا يمكننا أن نساهم في التنمية البشرية الكاملة والمتكاملة بدون المُضيِّ في مسيرة مشتركة.