السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

شهيد جديد للشهامة.. بلطجية يقتلون شابا دافع عن جاره في عزبة النخل

شهيد جديد للشهامة
شهيد جديد للشهامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ارتدى ثوب الرجال منذ صغره، تخلى عن دراسته وحلمه في المستقبل كباقى أصدقائه لمساعدة أسرته محدودة الدخل على الحياة القاسية، حيث توقف قطار تعليمه عند محطة الإعدادية، سنوات عديدة قضاها في كنف والده يكد ويعمل لمساعدة أسرته، وهو ما جعله يحظى باحترام وحب جميع الأهالى في المنطقة، له الكثير من مواقف الرجولة و«الجدعنة» في نصرة الضعفاء والمظلومين ومساعدة الآخرين.
ولم يتخيل أحد أن نهاية الشاب الخلوق ستكون مأساوية، وهو ما حدث مع «سمير»، صاحب الـ٢٨ ربيعًا، وكل ذنبه أنه تدخل للدفاع عن جاره بعد مقتله على أيدى مجموعة من البلطجية، بعد ما تلقى طعنة نافذة من أحدهم أودت بحياته في الحال، ليخيم الحزن على منطقة عزبة النخل حزنًا على الشاب القتيل.
وبداخل حارة جانبية متفرعة من شارع الكنيسة الفرنساوي، في منطقة عزبة النخل، بدأ الحاج «محمود»، والد الضحية، في رواية تفاصيل جريمة قتل نجله على يد مجموعة من البلطجية، قائلا: «كان سندى أنا ووالدته في الدنيا ومات شهيدًا دفاعًا عن الحق، وابنى كان شاب ملتزم ومش بتاع مشكلات، وزرعت فيه وإخوته حب الخير ومساعدة الآخرين منذ الصغر، فكانوا رجالًا على قدر المسئولية، إلا أن «سمير»، كان يفوقهم في كل شيء، حيث ترك الدراسة ونزل معى إلى سوق العمل فأصبح من أشطر أسطوات تركيب الستائر».
ويضيف الأب والدموع ما زالت في عينيه، مؤكدًا أن نجله قرر الاعتماد على نفسه من أجل بناء أسرة صغيرة، وبالفعل تزوج بفتاة ذات أخلاق عالية، ورزقه الله بطفل يدعى «فارس»، ويبلغ من العمر ٦ سنوات، مضيفا: «ورغم ذلك لم يتأخر عن زيارتى أنا ووالدته؛ فكان يأتى من وقت لآخر لقضاء حوائجنا ومساعدتنا في أمور المنزل».
وأضاف والد الضحية، قائلًا: «الثامنة مساء يوم الأحد الماضى، كانت الأمور تسير طبيعة في المنطقة، وكنت حينها أجلس في الشارع كعادتى يوم الإجازة، حتى قطع ذلك الصمت الذى يخيم على الأرجاء صوت مشادة كلامية بين «حمو»، جارنا والذى يفترش الأرض ليبيع عليها بعض الأشياء، وشاب آخر يقود دراجة نارية، وذلك بسبب طلب الأول من الثانى أن يفسح المجال للمارة، لمنع إغلاق الطريق، وهو ما أغضب الثاني».
ويواصل الأب المكلوم: «ظل الشاب يردد كلمات عنف وبلطجة قائلا: إنت مش عارف أنا مين، أنا هرجع تانى وأعرفك»، كلمات كنا نظن أنها على سبيل التهديد فقط، لا أكثر من ذلك، ولم يمر سوى وقت قصير وسمعنا صوت دوى إطلاق نار بشكل كثيف في الشارع».
وتابع والد الضحية: «فور سماع الطلقات ظننت أنا وزوجتى أن هناك بعض الشباب يطلق «ألعابا نارية» في الشارع، ولم أتخيل أنها صوت طلقات حية بالفعل، حتى سمعت صوت صراخ أسفل العقار، فنزلت مسرعًا نحو الشارع، وفور نزولى أخبرنى أحد الشباب، أن الشاب الذى توعد «حمو» بالعودة للانتقام قد رجع ومعه عدد من البلطجية بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، وكأنهم في حرب، وأن «سمير»، أصيب في رأسه أثناء تدخله لفض مشاجرة والدفاع عن «حمو»، ونجلى كان يريد أن يمنع مجزرة، فأمسك بأحدهم قائلًا: «كده غلط ومش هينفع، وحينها قاموا بالهجوم عليه ليسدد له أحد الجناة طعنة نافذة في الصدر».
وأضاف: «سمير راح ضحية الشهامة ومكنش يستاهل يموت كده، وهو ما جعل شباب المنطقة يطلقون هاشتاج «شهيد الشهامة»، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضامنًا مع المجنى عليه، لن يريح قلبى سوى إعدام الجناة، مشيرًا إلى أن الجناة من منطقة الخصوص، ولا توجد مع القتيل أى خصومة، وبعد السؤال عنهم اتضح أنهم عائلة مشهورة بالبلطجة والعنف».
وبعد الحادث، حضر المقدم كريم البحيرى، رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، إلى مسرح الجريمة، وبصحبته كل من الرائد محمود الحسينى، والرائد معتز الصاوى، معاونى مباحث القسم والقوة المرافقة لهم، والذى وعد فور وصوله بسرعة القبض على الجناة، وبالفعل تمكن خلال ٤٨ ساعة من القبض على مرتكبى الواقعة، وبحوزتهم بندقية خرطوش، والسلاح المستخدم في الجريمة».