الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القمص تادرس يعقوب بين حدثين

القمص تادرس يعقوب
القمص تادرس يعقوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطل القمص تادرس على الكنيسة في تجنيز المتنيح القمص بيشوي كامل في يوم الخميس ٢٢ مارس سنة ١٩٧٩م، وأيضًا في تجنيز تاسوني أنجيل باسيلي يوم الإثنين ٢٥ نوفمبر سنة ٢٠١٩م، مقدمًا أنفس معاني الإلهام، لكنز الفلسفة المسيحية الصافية السامية السماوية، بأقوال صادقة اخترقت القلوب والعقول، نابضة بحلاوة وجمال العشرة الخلاصية المشتركة، لفعله من أطهر وأقدس العاملين مع الله في كرمه الإلهي. لقد دبرت لي التدابير أن أحضر المناسبتان اللتان كانتا في نفس المكان وفي نفس توقيت الساعة الثالثة ظهرًا، ولنفس المعلم الكبير والخبير، بينهما فاصل زمني نحو اربعين عامًا. لكن الروح واحد، والتعليم ثابت ونابض، يتجدد ولا يتغير، يتثبت وتتزايد كثافته دون أن يشيخ.
حقًا إنه زاد الأرثوذكسية القبطية الذي يوضع بين صنوف الفكر وصفوفه، نابض بالقدسات التي لأنفاس الله، وبعمل نعمته السارية في حياة الكنيسة. وقد جعلت هؤلاء الشهود والجنود يشعون بنور سيرتهم وقدوتهم العملية ومعرفتهم الخبيرة لدروب الرب، فصاروا علامات لخارطة الطريق، يضخون فيه الرجاء وإمكانية القداسة على مر الزمان. عندما وقف أبونا تادرس لينهضنا بالتعزية، وإلى جواره كان يرقد رفات أبينا بيشوي، في يوم تجنيزه وفاه قائلًا: " إننا يا أحبائي لن ننعيه ولن نبكيه، عجيب أبونا بيشوي في السنين اللي خدمت فيها معاه، عمري ما شوفته يعيش في ضعف، وإحنا نثق أنه معنا، وأنه لن يموت وسيتكلم بعد. وسيعمل عمل أعظم مما كان يعمله في الجسد!! فقد عمل بمرضه أكثر مما عمل في صحته، إذ حمل صليبه كل يوم تاركًا مثالًا في كل شيء.
وبنفس الحس المرهف والصوت الرقيق الباكي فاه قائلًا في صلوات تجنيز تاسوني أنجيل: "منذ نياحتها لم تنقطع المكالمات والاتصالات التي حملت طابع الفرح لوصولها إلى عرسها السماوي بسلام، وكيف أن خدمتها كانت منصبة على الالتصاق الدائم بالله وحتّى النفس الأخير.
شاهدة له بنجاح حيثما ذهبت في معية أبينا بيشوي لا يشغلها شيء قط إلا خلاص نفسها ومن تخدمهم، قلبها ملتهب ودؤوب حتى يومها الأخير، لاتشيخ وستبقى شفيعة عن البشرية كلها وصديقة لنا في الفردوس... تلك هي كلمات التعزية الذهبية التي تنقل زاد فكر كنيستنا الواحد، والتي سبق وصدق فيها القول النبوي أيضًا لأبينا لوقا سيداروس الذي فاه به يوم يوبيل كنيسة مارجرجس سبورتنج، مستبقا للأحداث بقوله: "إن الزمن في الكنيسة يضيف لخزينها الروحي، لأن الماضي في الكنيسة لا يموت، والأشخاص يبقوا أحياء، فمجد البيت الأخير أعظم من الأول، لأنه إذا ارتبط الهيكل بإلهنا. فبيته ومجده لا يموت بل يتجدد من مجد إلى مجد،ومن جيل إلى جيل.. نغمة التباكي على الماضي نغمة غير إنجيلية، لأن مجد البيت الأخير أعظم من الأول، وكل الذين خدموا وبكوا وردوا كثيرين، عملهم لم يموت لأن اللي عند المسيح يزيد ميخسش، كله رصيد في الكنيسة، كله واحد في كنيسة ممتدة، وجميعنا دخلنا عليه، ونأخذ من خيره ومن عند نعمة إلهنا، التي لا تنقطع في المذبح والحضرة الإلهية الدائمة". يالها من كنيسة بهية رأيناها فيكم وستبقى من جيل وإلى كل الدهور.