الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر نص كلمة قداسة البابا تواضروس في قداس تدشين كاتدرائية العذراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دشن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بعزبة النخل، بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة وشعب المنطقة.
وأزاح البابا الستار عن اللوحة التذكارية لتدشين الكنيسة لدى وصوله، لتبدأ بعدها صلوات التدشين؛ وتم تدشين مذابح الكنيسة وحامل الأيقونات والأيقونات الموجودة في أرجاء الكنيسة إلى جانب المعمودية.
وعقب انتهاء طقس التدشين بدأت صلوات القداس الإلهي، جاءت وعظة البابا في القداس الإلهي:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد آمين.
في هذا الصباح المبارك أيها الأحباء نحن نفرح بتدشين هذه الكنيسة وكما قلت في الصباح أن يوم التدشين هو يوم ميلاد الكنيسة ويفرح معي الأباء المطارنة والأباء الأساقفة الحضور معنا والأباء الكهنة وكل الشمامسة والخدام وكل الأراخنة وكل الشعب، هذا هو يوم فرح لنا جميعًا.
ومن الأسئلة التي ينبغي أن ينشغل بها الإنسان في حياته على الأرض هو سؤال:
كيف نفرح قلب الله؟
الله يعطينا نعمة الحياة ويعطينا أن نعيش ويعطيكم الله العمر الطويل دائمًا، ويعطينا هذا العمر كنعمة وعطية من عنده وعطاياه جديدة في كل صباح وتصير حياة الإنسان سؤالا ممتدا...
كيف أفرح قلب الله على الدوام؟
الله تحزنه الخطية ويحزنه الضعف وتحزنه الجريمة، فالله عندما خلق الإنسان خلقه للصلاح وللعمل وللحياة، وهذا السؤال يجب دائمًا أن يشغل كل إنسان كيف أفرح قلب الله باستمرار؟
بلا شك هذا يوم فرح وهذه الكنيسة سبب فرح لنا جميعًا.
سوف أجيب عن هذا السؤال خاصة ونحن بعد قليل سوف نصوم صوم الميلاد أول أصوام السنة القبطية ونستعد بهذا الصوم الذي يمتد ٤٣ يومًا لميلاد السيد المسيح.
١- أول أمر يفرح قلب الله هي "توبتنا" وتوبة الإنسان تعني شيئين مهمين جدًا
الشيء الأول: أن الإنسان دائمًا يبحث عن نقاوة قلبه، القلب الذي لا يسمح بوجود إي خطية بداخله، القلب الذي يتخلص دائمًا من كل الأفكار والأفعال الشريرة القلب الذي يحفظ نقاوته يمتلئ بمحبة الله، القلب الموجود بداخلنا فقط الله هو الذي يراه أنا لا أعرف ما بداخل قلبك وأنت لا تعرف ما بداخل قلبي، ولذلك الله حفظ القلب في داخلنا لا يراه إنسان ولكن عندما نقف أمامه في اليوم الأخير سوف تُفتح قلوبنا ويظهر ما فيها ولذلك أحرص أيها الحبيب على توبتك ونقاوة قلبك لأنه مكتوب "طوبى لأنقياء القلب لأنه يعاينون الله" فبنقاوة قلبك يمكن أن ترى الله وتتمتع بالمعية معه.
الأمر الثاني في هذه التوبة: أمانة السلوك، كل واحد منا لديه أعمال ومسئوليات وبيت وعمل وعنده مسئولية سواء كبيرة أو صغيرة ولكن الله يبحث في هذه المسئولية عن أمانتك، الدول عبر تاريخها تضع قوانين وأحكام من أجل أن يسلك الإنسان مستقيمًا ولكن يكون أساس لكل القوانين أن يكون الإنسان أمينًا أمام الله في عمله ودراسته وبيته وخدمته وفي اعتقاده وفي كنيسته المهم يكون أمين " كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك أكليل الحياة" كن أمينًا وكن هنا صياغتها الزامية وفيها صفة الاستمرار وفيها صفة الخصوصية "كن أنت" كن أمينًا كل الحياة فأعطيك أكليل الحياة، أمانة الإنسان في حياته تؤدي به أن ينال أكليل الحياة ويكون له نصيب صالح في السماء، إذًا أول شيء يفرح الله في حياتنا هو توبتنا " توبة الإنسان"
٢- الأمر الثاني الذي يفرح قلب الله هو "محبتنا"
عمل المحبة بلا نهاية كما قال الكتاب المقدس " المحبة لا تسقط أبدًا" وفي المسيحية الله محبة، الله صانع محبة والله يعمل ويقدم كل أعماله بهذه المحبة وهو كلي المحبة، محبة الإنسان في قلبه.
ماذا يخزن الإنسان في حياته؟ كل الأعمال التي نصنعها على الأرض بدون استثناء هي للتراب تنتهي في الأرض إلا عمل واحد هو عمل المحبة كل ما نصنعه على الأرض وكل ما نعيشه وكل ما نمتلكه وكل ما نحققه هو للتراب ويبقي شيء واحد هو المحبة التي في إي عمل، الله يحصد محبتك في كل يوم سواء هذه المحبة ظاهرة أو مع أفراد أو مع اعداد كبيرة
كيف تقدم وتصنع المحبة؟ وكيف تكون حياتك عبارة عن محبة؟
المحبة الحقيقية هي التي يعيش فيها الإنسان ويستطيع أن يمجد اسم الله في حياته، نحب السماء والطبيعة والإنسان ونحب خدمة كل إنسان والأبدية وهذه المحبة هي التي تشكل كيان المحبة القوى، لا يصمد إي بيت إلا بمحبة افراده لبعضهم الكبار والصغار ولا يصمد المجتمع إلا بوجود المحبة في داخله والمحبة تعني شيئين..
١- يستطيع الإنسان من خلال المحبة أن يسامح الأخر، وفعل المسامحة فعل صعب جدًا ومبارك للإنسان الذي يستطيع أن يفعله
٢- الفعل الآخر في المحبة أن يستطيع أن ينسى... هناك إنسان يتوقف دائمًا عند الضعفات والسقطات ودائما في لسانه معاتبة الآخرين واحساسهم بالتقصير وهناك شخص شاطر وناجح يستطيع أن يحب كل احد ولكن هذه المحبة ليست كلمة جوفاء المحبة هي إنني أستطيع أن اسامحك وأنت تستطيع أن تسامحني وأستطيع أن انسى الحدث " الله يشرق بشمسه وبنوره على الأبرار والأشرار في كل صباح وكل نهار يعطينا تعليمًا جديدًا " فلنبدأ بدئًا حسنًا" هناك من يعيش في خصومة تمتد لفترات طويلة، الله يفرح بك جدًا عندما تقدم محبتك ومسامحتك وأنك تستطيع أن تغفر للأخر وتنسى ما حدث وتفتح صفحة جديدة.
٣- الأمر الثالث الذي يفرح قلب الله هو "الوحدة" وحدة البشر
خطية الانقسام خطية تغضب قلب الله إما الوحدة الدائمًة هي التي تفرحه نصلي دائمًا "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا" الوحدانية ليست شيء خارجي بل شيء داخلي من خلال القلب، عندما يعيش الإنسان في وحدانية قوية سواء في نطاق الأسرة أو المجتمع أو الوطن أو الحياة الإنسانية كلها، عندما يحيا الإنسان في ذلك الله يفرح به، فلا توجد خطية تغضب قلب الله كما تغضبه خطايا الانقسام والتحزب حتى الخطية التي تحارب الإنسان هي تقسم الإنسان وتفصله بعيدًا عن الله ولذلك وحدانية العمل والخدمة والفكر هذا العمل الذي يعيش فيه الإنسان بقلب يشترك فيه ويصير الإنسان إنسانًا منتجًا ومعمرًا في كل مكان موجود فيه، هناك شخص دائمًا يعارض ويقسم المجموع ويخالف ومن العبارات الرهبانية " على ابن الطاعة تحل البركة،المخالف حاله تالف"، حفظ الإنسان للوحدانية، الكنيسة التي تعمل معًا والخدمة والأسرة كل عمل يتم بهذه الوحدانية، لذلك انتبه أيها الحبيب هل انت صوت يخالف ويعارض ويكسر هذه الوحدانية؟ فأنت في هذه الحال تغضب قلب الله
هذه الثلاثة يا أخوتي الأحباء هي التي تفرح قلب الله (توبتنا – محبتنا – وحدتنا) وهذه هي التي تفرح قلب الله وتفرح أيام حياتنا على الأرض، يعيش الإنسان متهلل وفرحان ويشعر أنه يؤدي رسالة في المجتمع وأن الله خلقه ليحقق هدف في حياته اليومية.
أنا سعيد للغاية النهاردة بكنيستكم الجميلة وهي جميلة بأباها الأحباء وعندما دخلت الكنيسة رأيت كل أباء الكنيسة يرتدوا نفس التونية وهذا الأمر جعلني مسرور جدًا لأن هذا تعبير عن المحبة الموجودة في خدمتهم والكنيسة والشرقية والأيقونات جميلة جدًا بخدمة الأباء والخدام في هذه الكنيسة والخادمات والشمامسة وكل الشعب
ربنا يبارك حياتكم دائمًا ويفرحكم ويبارك الأباء (جلسوا معي وأطلعوني على الأنشطة الموجودة بالكنيسة وكلها أنشطة مباركة وكلها خدمات تفرح) اسم المنطقة عزبة النخل والكتاب يقول "الصديق يزهو كالنخلة".
ربنا يعطيكم من هذه الثمار ويكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه تعطي ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر" ربنا يبارك حياتكم ويشترك معي الأباء المطارنة والأساقفة الحاضرين معنا فرحانين كلنا بهذا اليوم المبارك وبخدمة هذه المنطقة المباركة، يعطينا المسيح دائمًا أن نمجده وأن يبارك في عمله ويبارك في هذه الخدمة ويعطينا دائمًا أن نفرح قلبه، له كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.