السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رباعى الشر.. «الحرس الثورى» و«حزب الله» و«الحوثى» و«الحشد الشعبى».. كواليس تحالف الملالي مع التنظيمات الإرهابية للإفلات من مقصلة الغضب الشعبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد إيران هذه الأيام، احتجاجات شعبية عارمة، إثر الارتفاع الفاحش في الأسعار، جراء إنهيار العملة المحلية، وزيادة معدلات التضخم بنسب غير مسبوقة، في ظل عقوبات دولية صارمة، تستهدف كبح جماح الملالي، ومنعه من إمتلاك السلاح النووي، ومن التدخل في شئون دول الجوار.



المدن الإيرانية الكبرى، وفى صدارتها طهران، وقم، وشيراز، وعبادان، تشهد انتفاضة شعبية هائلة، منذ نحو عشرة أيام، أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من مائة قتيل، واعتقال نحو 1500 شخص، وسط عنف متصاعد من قبل قوات الحرس الثوري، والباسيج، ضد المتظاهرين العزل في عموم إيران.
ويشير المراقبون، إلى أن عنف النظام الإيراني، تجاه المحتجين، قد لا يجدى هذه المرة، بعد أن أصبحت الحياة داخل إيران لا تطاق، بسبب الفقر الشديد وغلاء الأسعار بشكل فاحش، بالإضافة إلى إصرار النظام على العناد مع القوى الدولية، والسير قدما في خططه النووية، الأمر الذى يدفع جماهير الشعب الإيرانى إلى اليأس من أى تغيير إيجابى محتمل، يقدم عليه النظام.
الأوضاع الآخذة في التردى داخل إيران، تدفع النظام إلى كشف أبعاد تحالفاته القديمة والحديثة، مع التنظيمات الإرهابية في العالم، وبخاصة: القاعدة، وطالبان، وداعش، في محاولة لاستغلال علاقته الوطيدة بهذه التنظيمات، لإطلاق موجة إرهابية جديدة، تحقق له عددًا من الأهداف.
وطبقًا للمراقبين، فإن أبرز ما يهدف نظام الملالي، لتحقيقه من تحالفاته مع التنظيمات الإرهابية، وما يمكن أن ينجم عنها من عمليات إرهابية خطيرة بمناطق عدة من العالم، هو صرف الأنظار عن القمع الشديد الذى تمارسه قوات الحرس الثورى ضد الشعب الغاضب، وإجبار العالم على تخفيف القبضة العقابية ضد النظام، بما يسمح له بالتنفس، خاصة في بيع النفط، حتى يمكنه إحداث تحسن سريع في الأوضاع الاقتصادية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين الغاضبين، وتهدئ من حدة الانفجار الشعبي، فما هى كواليس علاقات النظام الإيرانى بالتنظيمات الإرهابية ذات التأثير عالميًا؟

تاريخ من التطرف
يتسم النظام الإيرانى الحالي، منذ نشأته في عام ١٩٧٩، بالتطرف الفكري، فهو نظام يعتمد في بقائه على الفكرة التقليدية، المستمدة من أن الحاكم هو المفوض من الله لحفظ شريعته، وتطبيق منهجه، وبالتالى دمج النظام الإيراني، بين أصحاب العمائم الموكلين من السماء، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، وبين النظام السياسى المعتاد، الذى يقوده رئيس الدولة، لكن بصلاحيات تجعله في المرتبة الثانية بعد المرشد الذى يتحكم في مفاصل الدولة، ويعاونه جهاز أمني شديد العنف هو الحرس الثوري.
ومنذ أبعد النظام الإيرانى القوات المسلحة عن المشهد الداخلي، وهو يستمد قوته من الميليشيات الموالية له، المعروفة بالحرس الثوري، والتى تدين بالولاء التام للمرشد أولًا، ثم لرئيس الدولة بما لا يتعارض مع أوامر الأول، وهى قوات لا تتورع عن ارتكاب جرائم جنائية بحق المعارضين.
العنف والتطرف الداخلي، المتوغل في عقل النظام الإيرانى وسلوكه، امتد إلى صناعة ميليشيات خارجية تأتمر بأمره، لكن في دول أخرى، وأبرزها حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثى في اليمن، وقوات الحشد الشعبى في العراق. الأمر لم يتوقف عن هذا الحد، حيث لم يمانع النظام الإيرانى في دعم المتطرفين والمتشددين، في جميع أنحاء العالم، حتى يضمن لنفسه نفوذًا، في الأماكن التى لم يستطع فيها تكرار تجربة الميليشيات المنظمة التابعة له صراحة، مثل: حزب الله، والحوثي، والحشد الشعبي.
ولتحقيق هذه الغاية، دعم النظام الإيراني، التنظيمات الإرهابية الخطيرة، أيا كان مكان وجودها، فشاهدناه يدعم تنظيم القاعدة، ويؤوى عددًا من قياداته، وكذلك طالبان في أفغانستان، ويتحالف مع داعش في سوريا، رغم الخلاف الطائفى العقدى بين الجانبين، ولو ظاهريًا.

إيران والجماعة الإسلامية
رغم أن الجماعة الإسلامية، التى نشأت في مصر، من رحم الفكر الإخوانى المتشدد، تعد واحدة من أعنف الجماعات الإرهابية خلال نهايات القرن الماضي، فإنها وجدت دعمًا من النظام الإيراني، منذ بداية ظهورها، فما أن استضافت مصر شاه إيران محمد رضا بهلوي، عقب ثورة الخمينى ضده، في السنة الأخيرة من العقد الثامن للقرن العشرين، حتى ناصبت الدولة الفارسية مصر العداء، لدرجة أنه بعد اغتيال الرئيس الراحل، أنور السادات، على أيدى عناصر الجماعة الإسلامية، رحبت طهران بهذا، وأطلقت اسم قائد المجموعة التى اغتالت السادات، على أحد الشوارع الكبيرة في طهران، كما استقبل النظام الإيراني، قادة الجماعة الذى تمكنوا من الفرار من مصر!
ولتحقيق مصالحها استغلت إيران عناصر الجماعة الإسلامية، ودفعت بهم إلى آتون المعركة الدائرة في سوريا، حتى أن رفاعى طه، قائد الجماعة الإسلامية، قتل في الصراع الدائر هناك عام ٢٠١٦.

إيران والقاعدة
من المعروف أن عددًا كبيرًا من قيادات الجماعة الإسلامية، الهاربين من مصر، كانوا ضمن الجهاديين الموجودين في أفغانستان، خلال ثمانينيات، وتسعينيات القرن الماضي، وهم من شكلوا نواة تنظيم القاعدة.
هؤلاء القيادات تلقوا تدريباتهم العسكرية، على أيدى الحرس الثورى الإيراني، بل وزار عدد كبير منهم إيران وأقاموا فيها لفترات غير قليلة، ومن هؤلاء القيادات: سيف العدل، ومحمد صلاح زيدان، الذى سافر مع أسامة بن لادن إلى السودان فيما بعد، وتولى القيادة العسكرية للتنظيم، بعد مقتل أبوحفص المصري. 
وأيضًا أقام في إيران، سعد بن لادن، الابن الثالث لزعيم تنظيم القاعدة، الذى أقام عدد من أفراد عائلته في إيران، وأبوحفص الموريتاني، أول مسئول شرعى لتنظيم القاعدة، وأبوالوليد المصري، المقيم في إيران، ومعه إلى الآن جعفر الأوزبكي، المشرف على نقل الأموال المهربة إلى عناصر التنظيم في سوريا، ولا سيما جبهة النصرة، وياسين السوري، صاحب الدور المهم في نقل المقاتلين إلى سوريا، وصالح القرعاوي، مؤسس كتائب «عبدالله» في بلاد الشام.

إيران وطالبان
تحظى إيران بوجود قوى أيضًا، في أفغانستان، ولا سيما في مناطق البشتون، وتحرص على علاقة قوية بجماعة طالبان، باعتبار أن أفغانستان تمثل عمقًا استراتيجيًا للدولة الفارسية، وهى تستغل طالبان لإضعاف الحكومة المركزية الأفغانية، حتى لا يجد النظام الإيرانى نفسه، مجاورًا لدولة ذات سيادة، تستطيع أن تسبب له الأزمات، إذا ناوأت حكمه، واختلفت مع سياساته الإقليمية. 
إيران وداعش 
يخطئ من يتصور، أن إيران ليست متحالفة مع تنظيم داعش الإرهابي، الذى لم يوجه إصبعًا ناحية الدولة الإيرانية، حتى وهو في عنفوان قوته بسوريا والعراق، بل إنه لم يستهدف مواطنًا إيرانيًا واحدًا، من المقيمين في البلدين المشار إليهما، رغم الخلاف العقدى بينهما، الذى دفع داعش لقتل عدد كبير من المسيحيين، على سبيل المثال.
ورغم أن الشيعة في نظر الدواعش من الكفار، فإنهم لم يستهدفوا إيرانيًا واحدًا، طوال تاريخ التنظيم العنيف في سوريا والعراق، وأى مكان آخر من العالم، في إشارة واضحة على اتفاق سلام، أو تحالف بين طهران وداعش، على أرضية من المصالح المشتركة، بل إن تنظيم داعش، لم يتشبك مرة واحدة مع أى ميليشيا إيرانية على الأراضى السورية! 

حزب الله والحوثى
أنشأت إيران تنظيم حزب الله في لبنان، ليكون ذراعًا لها في قلب المنطقة العربية، وهو ما تكرر بتحالفها الوطيد مع جماعة الحوثى في اليمن، حيث أقر قادة حزب الله، وكذلك قادة الجماعة الحوثية، رسميًا، بولائهم لإيران أكثر من مرة، وهو ما تتحمل معه طهران، جرائم الجانبين الإرهابية في حق الشعب اللبناني، والشعب اليمنى على السواء. 

نظام إرهابى
يصف الدكتور أحمد النادي، أستاذ الدراسات الإيرانية، بجامعة الزقازيق، النظام الإيرانى بأنه نظام إرهابي، اعتمد في رسم سياساته الداخلية والخارجية، على إنشاء جيوش من الإرهابيين الطائفيين، والميليشيات المسلحة. 
وأوضح "النادي" لـ«البوابة نيوز»، أن النظام الإيرانى ارتكب عن طريق الميليشيات الإرهابية الموالية له، جرائم فظيعة ضد كل من يعارضه، في الداخل والخارج، معتمدًا في تمرير هذه الجرائم لأتباعه على أنها محاولات للتقرب إلى المعصوم، الذى يعتقدون في ظهوره لنصرتهم.
ولفت إلى أن النظام الإيرانى بات مكشوفًا، أمام العالم، بعد أن ارتدى ثوب الحملان لسنوات طويلة، مشيرًا إلى أن تشديد العقوبات الدولية على هذا النظام، ومقاطعته، حتى يسقطه شعبه، هو الوسيلة الوحيدة لحماية العالم من شروره، خاصة أنه لم يعد من الممكن خوض حرب نظامية ضد هذا النظام الإرهابي.
وقال «النادي»: «لا أحد في العالم يمكنه خوض حرب نظامية ضد النظام الإيراني، لامتلاكه أذرعًا إرهابية، قادرة على تفجير المجتمعات من الداخل، ليجد العالم نفسه أمام عاصفة من الإرهاب يصعب التصدى لها، دون سقوط آلاف الأبرياء»، مشددًا على أن استكمال منظومة العقوبات الدولية، وسد ثغراتها، لإحكام التأثير على النظام، هو الوسيلة المثلى لاسقاط هذا النظام الإرهابي، بأيدى شعبه.
وحول كواليس التحالفات الإيرانية مع التنظيمات الإرهابية لحماية النظام، أوضح أستاذ الدراسات الإيرانية، أن سياسة الملالى تعتمد على استغلال الجماعات الإرهابية في الضغط على خصومه السياسيين، محليًا، وإقليميًا، ودوليًا، مستخدمًا قادة هذه الجماعات الإرهابية المقيمين لديها للضغط على عناصر هذه الجماعات، من أجل تحقيق مصالح إيران.
وقال: «إيران تهدف إلى الحصول على الدعم وإقامة التحالفات، مع الجماعات الإرهابية، لإشعال العالم بالإرهاب، عندما يتهدد وجود النظام الإيراني، لصرف الأنظار عن القمع الشديد الذى تمارسه قوات الحرس الثوري، ضد الشعب الغاضب، وإجبار العالم على تخفيف القبضة العقابية ضد النظام، بما يسمح له بالتنفس، خاصة في بيع النفط، حتى يمكنه إحداث تحسن سريع في الأوضاع الاقتصادية، تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين الغاضبين، وتهدئ من حدة الانفجار الشعبي.
وقال «النادي»: «لا يجب أن نغفل أن من أهداف إيران تشويه صورة الإسلام السني، لصالح المشروع الفارسى المعتمد على التشيع». 

علاقة وطيدة مع الإخوان
قال محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربى لتحليل السياسات الإيرانية، إن تاريخ إيران مع التنظيمات الإرهابية طويل وحافل، جمعت علاقة بالإخوان في الخمسينات وعندما نجحت الثورة في إيران ١٩٧٩ ووصل الخمينى للحكم قامت جماعة الإخوان بتقديم التهنئة وجمع يوسف ندا قيادات الإخوان وسافر لتهنئة الخمينى وراشد الغنوشى من تونس وقيادات كثيرة من الإخوان لتقديم التهنئة وتوالت شراكات الإخوان في هذا الوقت التنمية في إيران وجنت مليارات الدولارات.
وأضاف «أبوالنور»، أن إيران جمعت علاقات بالقاعدة وطالبان منذ زمن، فإيران تأوى أسرة أسامة بن لادن والجماعة الإسلامية في مصر مثل خالد الإسلامبولي، وعلاقة إيران بداعش واضحة، حيث أغلب القيادة الداعشية سافرت إلى إيران وتم التدريب فيه، وعلاقة إيران بطالبان واضحة ومعلنها حيث يتم تدريب عناصر طالبان في ايران ودعوات قيادات طالبان المؤتمرات الإيرانية، لذلك فتاريخ إيران مع التنظيمات الإرهابية عميق جدًا ويعبر عن النظام الملالى في إيران. 
وأشار إلى أن الوضع الحالى في إيران هو انتفاضة وليس ثورة، حيث إن أعداد الحرس الثورى كثير وتقوم بالقتل دون أية رحمة وقمع المتظاهرين وتستطيع قطع الإنترنت بدون اللجوء إلى البرلمان عن طريق نظام الأمن القومي، وحتى لو لم يكتب لهذه الثورة النجاح فسيخرج النظام الإيرانى مشوها بعد كشف صوره الداخلية والخارجية للعالم.

وعلق طارق أبوالسعد، الإخوانى المنشق، على علاقة الإخوان بإيران، مؤكدا أنها بدأت مبكرا، منذ تقرب رجال الدين في إيران من الجماعة وتأثروا بها لوقت طويل، مما أسفر عن تأسيس البنا جمعية حملت اسم التقارب بين المذاهب الإسلامية، عام ١٩٤٨، ترأسها شيخ الأزهر محمود شلتوت الذى أفتى بجواز التعبد بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى والسماح بتدريسه في الأزهر. وقد سبق ذلك زيارة رجل الدين الشيعى الإيرانى المتطرف، ومؤسس حركة فدائيان إسلام، نواب صفوى للقاهرة ولقاؤه سيد قطب عام ١٩٤٥.
وأضاف لـ«البوابة نيوز»: «أثبتت الأيام أن ما حصل، وبحسب عقيدة الإخوان، لم يكن تقاربًا بين مذهبين وإنّما بين مشروعين غاية كل منهما الاستئثار بالسلطة. غير أن ثمانينيات القرن الماضى كشفت أن لإيران أهدافًا توسعية تتجاوز مصالحها المشتركة مع الإخوان، وفى عام ١٩٧٩ قام الإيرانيون بثورتهم على الشاه، وكانت طائرة يوسف ندا أول طائرة تهبط في مطار طهران بعد طائرة العودة لمرشد الثورة آيات الله الخوميني».
وتابع: «أن التقارب ظل طوال قترة الثمانينيات مع حرص الإخوان على سرية هذا التقارب حتى لا تغضب منها المملكة العربية السعودية ولخطورة وصم الإخوان بأنهم يناصرون الشيعة ضد السنة، يمكننا القول إن التجربة الإيرانية هى عين ما يصبو الإخوان لتحقيقه لهذا كانت الزيارات المتبادلة بعد وصول الإخوان للحكم فقد زار محمد مرسى إيران وقدمت الوفود الإيرانية في عهده لنقل الخبرات في إدارة الحكم».

رؤوس الإرهاب
بدوره قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن العلاقة بين إيران الخمينية والتنظيمات الإرهابية علاقة قديمة، إذ استطاعت شعارات الثورة الخمينية أن تخدع الكثير من هذه التنظيمات التى رغم أنها محسوبة على السنة إلا أنها وقعت أسيرة لما كان يردده الخمينى وأتباعه من حديث حول استعادة المجد الإسلامى والقضاء على الكيان الصهيونى ومواجهة الإمبريالية الغربية، وهو ما دفع العديد من هذه التنظيمات إلى الترويج للخمينى ولثورته باعتبارها نموذجًا يجب أن يحتذى غير أن زيف كل ذلك تكشف بعد العديد من الأحداث لتتحول علاقة إيران بهذه التنظيمات إلى علاقة وظيفية تحاول من خلالها طهران بشتى الطرق أن تستخدم هذه التنظيمات كمجرد ورقة لتحقيق مآربها سواء في صراعها مع الغرب أو في نزاعها مع الدول الإقليمية. 
وأضاف "الهتيمي لـ«البوابة نيوز»، أن ما سبق لم يكن هو فقط الشكل الأوحد لعلاقة إيران بالتنظيمات الإرهابية، وبدا لها أهمية أن يكون لها تنظيمات تابعة تأتمر بأمرها ولا تكون العلاقة معها قائمة على الندية والمساومات أو الأخذ والعطاء وإنما على الولاء والسمع والطاعة وهو ما دفع إيران إلى أن تؤسس لجماعات تنظيمية وميليشيات مسلحة في العديد من دول المنطقة وهو ما نجحت في تحقيقه خلال سنوات قليلة حيث استغلت حالة السيولة السياسية والأمنية التى انتابت المنطقة، وبالتالى فقد أصبح لها نفوذ قوي من خلال هذه الميليشيات التى أصبحت سيفًا إيرانيًا مسلطًا على الجميع.
وتابع: «طبيعيًا أن يكون لهذه الجماعات دورها الذى من أجله أنفقت إيران كل هذه الأموال في عملية التأسيس فالمال والجهد المبذولين ليس ترفًا أو رغبة في استعراض فحسب، وهو الأمر الذى تنبهت له جيدًا هذه التنظيمات الإرهابية فقامت ولا تزال بدورها على أكمل وجه في الخارج الإيراني، وفى الداخل أيضًا حيث استعانت إيران مؤخرًا ولمرات بميليشيا الحشد الشعبى العراقى الموالية لإيران في مواجهة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الإيرانية والاشتباك معهم وسقوط العديد من القتلى والمصابين رغم أنه ليست ثمة مسوغ قانونى أو وطنى للقيام بذلك».

عارف الكعب
أما عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز، فيرى أن علاقة طهران بالتنظيمات الإرهابية، قائمة منذ فترة كبيرة، حيث إن التنظيمات الإرهابية ساعدت النظام الملالى من الوصول للحكم حيث بعد تأسس الحرس الثورى ١٩٨٠ انشطرت عديد من التنظيمات الإرهابية التى ارتكبت مجازر عديدة في العراق ولبنان وسوريا والكويت والخليج العربى بما فيها السعودية مثل حزب الله ومؤسسة بدر، التى ترعت في إيران.
وأضاف "الكعبي لـ«البوابة نيوز»: «هذا يوضح أن التنظيمات الإرهابية كانت درع الخامنئى لتصدر الثورة أو الإرهاب إلى العالم ويتضح ذلك بتابع إرهاب النظام الملالى حيث خرج فيلق القدس من رحم الحرس الثورى ومن قتل رئيس الوزراء الإيرانى السابق هو الحرس الثورى ومن قتل الزعيم الكردى هو الحرس الثورى الإيرانى ومن استطاع اخترق النظام الأمني في المملكة السعودية هو الحرس الثورى الإيرانى بالتعاون مع القاعدة، ثم أن إيران من احتوت طالبان بعد سقوطها في أفغانستان ودعمتها لذلك نظام الملالى هو من إنشاء الجماعات الإرهابية».
ولفت إلى أنه بالفعل إيران استعانت بعناصر التنظيمات الإرهابية ضد الثورة الحالية في إيران وتوجد عناصر من ميليشيات حزب الدعوة وحزب الله اللبنانى دخلت الأحواز وطهران وقامت بقمع واعتقال العديد من المتظاهرين.