الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

العالم يحيي اليوم الذكرى الـ30 لاتفاقية حقوق الطفل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق اليوم الأربعاء الذكرى الـ 30 لخروج اتفاقية حقوق الطفل إلى النور، ويحمل تاريخ 20 نوفمبر مناسبتين هامتين وهما اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام ١٩٥٩، واعتمادها عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل.
وعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، تغيرت حياة الأطفال جذريا، فأكثر من 50% انخفضت وفيات الأطفال دون سن الخامسة منذ عام 1990؛ وبمقدار النصف تقريبا انخفضت نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية منذ عام 1990؛ و 2.6 مليار شخص أصبح لديهم اليوم مياه شرب أنظف عن عام 1990. لكن الملايين لا يزالون متخلفين عن الركب، والطفولة تتغير بسرعة؛ حيث ما زال يوجد 262 مليونا من الأطفال والشباب خارج المدارس؛ و650 مليونا من الفتيات والنساء تزوجن قبل بلوغهن سن ال(18)؛ وربع أطفال العالم سيكونون عام 2040 يعيشون في مناطق فقيرة جدا مائيا.
وكان قد تم تأسيس اليوم العالمي للطفل عام 1954، ويحتفل به في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال. وسوف تضاء بنايات شهيرة في جميع أنحاء العالم باللون الأزرق في يوم الاحتفال لإظهار الدعم لحقوق الأطفال.
وقد أشارت "هنرييتا هـ. فور" المديرة التنفيذية لليونيسيف في رسالتها، إلى أن العالم حقق "مكتسبات مذهلة للأطفال على امتداد الـ 30 سنة الماضية" وأن أعدادا متزايدة منهم يعيشون حياة أطول وأفضل وأكثر صحة، غير أن الظروف العامة لا زالت غير مواتية بالنسبة للأطفال الأشد فقرا والأكثر ضعفا.
وأضافت فور، أن هناك تحديات ما زالت تواجه رفاه حياة هؤلاء الأطفال في مجالات الصحة والتغذية والتعليم، وأنهم يواجهون أيضا تهديدات جديدة مثل تغير المناخ، والإساءات عبر شبكة الإنترنت والتسلط الرقمي.
وأكدت أنه لا يمكننا المساعدة في ترجمة رؤية اتفاقية حقوق الطفل إلى واقع للأطفال في كل مكان، إلا عبر الابتكارات، والتقنيات الجديدة، والإرادة السياسية، وزيادة الموارد. كما أكدت أن الاتفاقية التي تحمي حقوق الطفل منذ 30 عاما، تقف على مفترق طرق بين ماضيها المشرق وإمكاناتها المستقبلية. وقالت إن علينا إعادة الالتزام بها واتخاذ خطوات حازمة وإخضاع أنفسنا للمساءلة. ودعت فور، إلى الاقتداء بالشباب الذين يتخذون موقفا ويطالبون بحقوقهم أكثر من أي وقت مضى، وأنه يجب أن نتصرف الآن – بجرأة وإبداعية.
وكشف صدور تقرير جديد لليونيسيف ينظر فيما تحقق من إنجازات ومكتسبات، بعنوان "اتفاقية حقوق الطفل على مفترق طرق"، ويوضح التقرير الصادر يوم 18 نوفمبر 2019، إلى أن عدة مكتسبات تاريخية قد تحققت لأطفال العالم بصفة عامة منذ إقرار اتفاقية حقوق الطفل قبل 30 سنة، بيد أن العديد من الأطفال الأشد فقرا لم يشعروا بتأثيرات هذه المكتسبات عليهم حتى الآن.
وذكر التقرير أن الإنجازات والمكاسب التي تحققت خلال 30 عاما وهي : انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم بنسبة 60%؛ تقلص نسبة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس الابتدائية من 18% إلى 8%؛ انخفض عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين ببطء النمو بأكثر من 100 مليون طفل؛ وقبل ثلاثة عقود، كان شلل الأطفال يقعد قرابة 1000 طفل يوميا أو يودي بحياتهم، أما اليوم فقد تم منع 99% من تلك الحالات؛ اتسم عدد كبير من التدخلات التي تقف وراء هذه المنجزات – كاللقاحات وأملاح الإماهة الفموية وتحسين التغذية– بأنها تدخلات عملية وفعالة من حيث التكلفة.
وقد أسهمت النهضة الرقمية وتقنيات الهاتف المحمول وغيرها من الابتكارات في جعل الأمور أكثر يسرا، كتقديم الخدمات المهمة في المجتمعات النائية، فضلاً عن زيادة حجم الفرص المتاحة. لكن الفقر وانعدام المساواة والتمييز وبعد المسافات ما زالوا يحرمون ملايين الأطفال من حقوقهم سنويا، إذ يحصد الموت كل يوم أرواح 15 ألف طفل دون سن الخامسة، غالبا بسبب أمراض قابلة للعلاج وأسباب أخرى يمكن تفاديها. وتواجهنا حاليا مشكلات من قبيل الارتفاع المثير للقلق في البدانة عند الأطفال، في حين تعاني الفتيات من فقر الدم، فيما تواصل التحديات المستعصية، كظاهرة التغوط في العراء وعادات زواج الأطفال، تهديدها لصحة الأطفال ومستقبلهم.
وفي حين سجلت أعداد الأطفال الملتحقين بالمدارس أعلى مستوياتها على الإطلاق، ما يزال تحقيق التعليم الجيد تحديا ماثلا. ذلك أن الالتحاق بالمدرسة شيء والتعلم شيء آخر؛ إذ لا يزال أكثر من 60 % من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية في البلدان النامية عاجزين عن تحقيق الحد الأدنى من قدرات التعلم فيما يواجه نصف المراهقين في العالم العنف في المدرسة وحولها، وبالتالي فإنهم لا يشعرون فيها بالأمان. وتواصل النزاعات حرمان الأطفال من الحماية والصحة الجيدة والمستقبل الذي يستحقونه. وإذا أردنا أن نحصي التحديات التي لا تزال ماثلة فيما يتعلق بحقوق الطفل فإن القائمة تطول.
كما يواجه أطفال اليوم، طائفة جديدة من التحديات والتحولات العالمية التي لم تكن في الحسبان، فمناخ الأرض ينقلب انقلابا جذريا، وانعدام المساواة يضرب جذوره عميقا، في حين تغير التقانة الحديثة من نظرتنا للعالم من حولنا، كما تزداد أعداد العائلات المهاجرة إلى مستويات غير مسبوقة. لقد تغيرت الطفولة وصار لزاما علينا تغيير نهجنا لمواكبة هذا التغيير. لذلك، وحين نستعرض الأعوام الثلاثين التي مضت من عمر اتفاقية حقوق الطفل، فإن علينا أن نوجه أنظارنا أيضا صوب السنوات الثلاثين القادمة، كما أن التأثير الإيجابي المبادئ الهادية للاتفاقية على العديد من الدساتير والقوانين والسياسات والممارسات في العالم.
غير أن التقرير يقدم أيضا عددا من المحاذير، إذ إن التقدم العالمي لم يكن متكافئا في كافة البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل، فتتضاعف في هذه الدول احتمالية وفاة الأطفال من جراء أسباب يمكن منعها، قبل بلوغهم سن الخامسة بشكل خاص في الأسر المعيشية الأشد فقرا، مقارنة مع الأسر المعيشية الأكثر ثراء. ووفقا لبيانات التقرير تلقى نصف الأطفال فقط من هذه الأسر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحصينا ضد الحصبة، مقارنة بـ 85% من الأطفال في الأسر الأكثر ثراء. كما أن الفتيات الأشد فقرا في بعض البلدان يواجهن خطر تعرضهم للزواج المبكر، رغم تراجع معدلاته بشكل عام حول العالم.
كما تناول التقرير التحديات القديمة والجديدة التي تؤثر على الأطفال في جميع أنحاء العالم: يستمر الفقر والتمييز والتهميش في تعريض ملايين الأطفال الأشد ضعفا للخطر، بالإضافة إلى تأثير النزاعات المسلحة، وتصاعد كراهية الأجانب، وأزمتي الهجرة واللجوء العالميتين على التقدم العالمي؛ الأطفال هم الفئة الأشد عرضة للخطر البدني والنفسي والوبائي من جراء تأثيرات أزمة المناخ من نشر للأمراض، وتزايد في تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمائي؛ شهدت تغطية التحصين ضد الحصبة ركودا منذ عام 2010، مما ساهم في عودة هذا المرض الفتاك في عدة بلدان. وقد سجلت حوالي 350 ألف إصابة بالحصبة عام 2018، أي أكثر من ضعف الحالات المسجلة عام 2017.
ودعا التقرير إلى توفير مزيد من البيانات والأدلة؛ وتوسيع الحلول والتدخلات المجربة وزيادة الموارد؛ وإشراك الشباب في المساهمة بخلق الحلول؛ وتطبيق مبادئ التكافؤ والمساواة بين الجنسين في البرامج. وتخطط اليونيسيف لأن تنظم حوارا عالميا خلال الأشهر الـ(12) المقبلة" حول ما ينبغي القيام به لتحويل وعد اتفاقية حقوق الطفل إلى واقع لكل طفل". وتقول المنظمة إن هذا الحوار واسع النطاق لكافة الأطراف سيؤثر على الطريقة التي تسير بها اليونيسيف أعمالها في المستقبل.