السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس.. يغازل حروف اللغة العربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعيش البابا تواضرس البطريرك الـ118 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، حياته متأثرًا فيها بأسرته بشكل كبير جدا، مما جعله محبا للإبداع، فتعلم الفن في أبسط صوره وكانت القراءة في المرتبه الأولى من اهتمامات البابا، وعشق وكرس معظم وقته حبا في النظام والإبداع في فن الخط العربى.
عاش البابا في كنف أبيه المهندس صبحى باقى خمسة عشر عاما، وتلقن منه مواهب عدة، إلى أن توفي في 3 يونيو 1967، فكان مهتما أبيه بالمذاكرة وترتيب كتبه وتنظيم وقت البابا، واهتم اهتمامًا بالغًا بموضوع الخط، وجعل البابا محبا له بشكل كبير، فكان يقول: كل حرف تكتبه أنت تولده، لو كتبت الحرف صغيرًا فقد وُلد ميتًا، وإن نسيت الهمزات والنقط فقد ولدت حرفًا معاقًا، لذا حينما أكتب الهمزة تحديدًا أتذكر والدى، هكذا تحدّث البابا تواضروس عن هذه المرحلة من حياته في أحد لقاءاته، كان بيت الوالد يحتوى على مكتبة كبيرة، فنشأ البابا تواضروس قارئًا يقرأ في كافة المجالات والفروع ولم يقتصر بقراءته على الدين أو الطب فكان يقرأ عن الأدب والمسرح وأيضا الشعر العربي، حتى إنه قرأ في فن الإخراج السينمائى، وحرص منذ صغره على مطالعة صحيفة الأهرام وقراءة مقالات كبار الكتّاب، حتى إن أخواله حينما يكون معهم في فترة الصيف بقرية القديسة دميانة في برارى بلقاس بالدقهلية كانوا يشترون له الصحف اليومية من المدينة.
اصطياد السمك والمراسلة كان كلاهما الأكثر بحثا في دفاتر البابا تواضروس اليومية، فراسل الإذاعة الألمانية من أجل تعلم اللغة الألمانية، وراسل بعض الأشخاص، ومنهم نيل أرمسترونج، أول رائد فضاء أمريكى يسير على سطح القمر، وطلب منه صورة، وتم إرسالها له بالفعل وعليها توقيعه عام 1969، وولّد كسر ساعته في الصف الأول الإعدادى خلال أول مباراة كرة قدم لعبها بمدرسة أحمد محرم الإعدادية بدمنهور عقدة بينه وبين كرة القدم، رغم أنه لعب كرة السلة لبعض الوقت، وكان التصوير الفوتوغرافى هو هواية البابا منذ طفولته ويلاحظ رواد السوشيال ميديا حرصه الدائم على التقاط الصور والسيلفي أيضا، وتناقل المقربون منه أنه كان يعرف أحدث أنواع الكاميرات والعدسات منذ صغره، رغم أنه لم يمتلك كاميرا إلا بعد تخرجه بـ10 سنوات وهو في مدينة أوكسفورد بإنجلترا، وهو يحرص دائمًا على التقاط الصور التذكارية مع ضيوفه، وفى كل المناسبات، ولا تخلو مناسبة من توجيه المصورين إلى طريقة وكيفية التقاط أفضل صورة.
فكل تلك الاهتمامات جعلت من البابا تواضروس إنسانا ذا خلق كبير وتمتع بحس مرهف، فكان محبا ايضا لسماع التليفزيون والموسيقى فلهما وجود نادر جدًا مثل نشرات الأخبار والحوارات مع شخصيات مهمة وسماع صوت فيروز التى تمتزج أغانيها بالترانيم المسيحي، وانعكس حب البابا تواضروس للقراءة التى وصفها بأنها حياة في تنظيم معرض للكتاب أثناء خدمته في إيبارشية دمنهور بعد تخرجه في الجامعة عام 1983، وكان يقوم بتقسيط ثمن الكتب للخدام بالإيبارشية على مدى العام لتشجيعهم على القراءة، ودفعه هذا الحب بعد وصوله إلى الكرسى البابوى، إلى الشروع في إنشاء أكبر مكتبة قبطية في الكنيسة الأرثوذكسية بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وهى المكتبة التى افتتحت مرحلتها الأولى، وتقام على مساحة فدان كامل، وتكلفت 30 مليون جنيه، وتجمع أكبر قدر من الكتب القبطية النادرة والمخطوطات، ودعا الأقباط للتبرع والمساهمة بالكتب القديمة والنادرة للمكتبة.