الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الانتهاء من ترجمة موسوعة العهد الجديد للعربية في 3 أجزاء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن القس أشرف شوق بشاي، المحرر العام للغة العربية بدار كلام للحياة بأمريكا، الانتهاء من ترجمة موسوعة «العَهد الجَدِيد يتكلّم» تأليف الدّكتور القس "مارك آلان باول".
وقال القس أشرف، إن الكاتب يقدم من خلال الموسوعة أسفار العَهد الجَدِيد السّبعة والعشرين مُتناوِلًا في كلّ فصلٍ سفرًا واحدٍ أو عدّة أسفار تجمعها معًا سمةٌ واحدة مُشتركة (كرسائل يُوحنّا الّتي تُنسب لكاتب واحدٍ على سبيل المثال). ويُعالج الكاتب في كلّ فصلٍ موضوعات كثيرة مُختلفة: كالمعلومات الأساسيّة التّاريخيّة والحضاريّة للبشارة أو للسفر، ثم عرضٌ لأهم الموضوعات الّتي يتناولها كاتب السّفر بالرّوح القُدس، وأخيرًا يُختم كُلّ فصلٍ ببعض التّطبيقات أو المُلاحظات الفنيّة الّتي تُساعد على إبقاء محتوى الفصل في الّذاكرة
لقد صدر هذا الكِتاب في اللُّغة الإنجليزيّة تحت عُنوان Introducing the New Testament عام ٢٠٠٩م وبِيع من هذه الطّبعة ستون ألف نسخة، ثم أُعيدت طباعة الكتاب مَزيدًا ومُنقّحًا في سبتمبر عام ٢٠١٨، وفي كلا الطبعتيْن صدر الكتاب في مُجلّد واحد من القطع الكبير الذي يصعُب محاكاتُه في اللُغة العربيّة، وبعد الحُصول على إذن النشر، قرّرت دار كلام الحياة طباعة الكِتاب في ثلاثة مُجلّدات.
وحول مضمون الموسوعة قال "بشاي " في الكتاب الأوّل، يتناول الكاتب موضوعاتٍ شيّقة عن عالم العَهد الجَدِيد وعن طُرُق كتابة أسفاره وكيفيّة جمعِها، وكيف استقرّت الكنيسة -عبر تاريخها- على قانونيّة هذه الأسفار. يُحدّثنا الكاتب أيضًا عن أوجه النّقد التي وُجّهت للأسفار المُقدّسة، وكذا عن أهم الإجابات والإيضاحات والدّفوع الّتي قدّمتها الكنيسة للرد على الانتقادات التّي وجهّها عُلماء النقد العالي للكتاب المُقدّس. ثم يُقدّم الدّكتور باول لشخصيّة الرّب يَسُوع المسيح الّتي أثّرت في التّاريخ الإنسانيّ كما لم تؤثّر شخصيّة أخرى من قبل أو بعد. ثم يُوضّح الدّكتور باول الفارق بين من يُسمّيه عُلماء العَهد الجَدِيد بـ «يَسُوع التّاريخي»، «ومسيح الإيمان». وهو في كلّ هذه الموضوعات -كما في كلّ الموضوعات الأخرى في هذه الموسوعة- يتّخذ من الموضوعيّة أسلوبًا لتقديم تلك النّظريّات والأطروحات نيابةً عن أصحابها، في أمانةٍ علميّة منقطعة النّظير وفي دقّةٍ منهجيّة تقترب من الكمال، تاركًا حريّة التّقييم والمقارنة والاختيار بين هذه النّظريات للقارئ. إنّ الكاتب لا يُحاول أن ينتصر لرأيٍ على آخر أو نظريّة دون سواها، وليس الهدف استمالة القارئ لأيّ من وجهات النّظر المُتعارضة أو المُتناقضة، فلقد ترك الكاتب هذا الأمر لقاعات التّدريس الّتي يُحاضر فيها. أخيرًا، يقدّم الدّكتور باول للبشائر الأربع: متّى، ومرقُس، ولُوقا، ويُوحنّا، وينتهي الكتاب الأوّل بتقديم لسفر أعمال الرّسل.
أمّا في الكتاب الثّاني فيُبادرنا الدّكتور باول بفصل عن كيفيّة كتابة رسائل العَهد الجَدِيد وجمعِها، كذلك أوجه الشّبه والاختلاف بين تلك الرّسائل من جهة، ورسائل العصر اليُونَانيّ-الرُومَانيّ من جهةٍ ثانية.
وفي الفصل اللاحق يُحدّثنا باول عن الرّسول بُولُس: شخصيّته، وتجديده ودعوته لخدمة السّيّد، وأفكاره اللّاهوتيّة، وتأثير رحلاته التّبشيريّة في تحويل مسار المسيحيّة من مُجرّد حركة روحيّة محدودة إلى ديانة لا تحدّها أوطانٌ أو قوميّات. ثم يُواصل الدّكتور باول تقديم ما يُسمّيه بعضُ عُلماء العَهد الجَدِيد بـ «الرّسائل البُولُسيّة الأولى» أو «الرّسائل البُولُسيّة الأصيلة»، وهي الرّسائل الّتي أقرّ جميع عُلماء الكتاب المقدّس بأنّ الرّسول بُولُس هو كاتِبُها، وهذه الرّسائل هي: رُوميَة، وكورنثوس الأولى، وكورنثوس الثّانية، وغلاطيّة، وفيلبّي، وتسالونيكي الأولى، وفليمون. ثم يُقدّم الدّكتور مارك آلان باول للرّسائل البُولُسيّة «الثّانية» (أيّ تلك الرّسائل الّتي اختلف عُلماء العَهد الجَدِيد حول هويّة كاتبها: هل كَتبَها الرّسول بُولُس بيده أم أنّه أعطى تفويضًا بالكتابة لأحد تلاميذه كتِيمُوثاوس أو تيطُس أو ربّما لشخصٍ آخر غيرهما؟ هل كانت «المدرسة البُولُسيّة» هي المسئولة عن تحرير هذه الرّسائل؟ وتشمل هذه المجموعة الرّسائلَ الآتية: أفسُس، وكولوسّي، وتسالونيكي الثّانية والرّسائل الرّعويّة الثّلاث (تِيمُوثاوس الأولى، وتِيمُوثاوس الثّانية، وتيطُس).
ولقد شرح لنا الدّكتور بأول أهميّة هذا الموضوع وتأثيره على فهمِنا لتلك الرّسائل السّت، ثم انتهز الفُرصة لكي يُقدّم للقارئ موضوع «الانتحال» فعرض لأهم النّظريّات التّاريخيّة والمُعاصرة الّتي تناولت هذا الموضوع الحسّاس. ومرّة ثانية؛ تؤكّد الدار أنّ الدّكتور باول لا يُحاول إقناع القرّاء بأيّ نظريّة من النّظريّات الّتي تضجّ بتفاصيلها قاعات الدّرس في أقسام العَهد الجَدِيد بكُليّات اللاهوت المُختلفة. إنّه يعرض فقط لتلك النّظريّات نظرًا لانتشارها في الأوساط العلميّة دُون أن يُحاول دفع القُرّاء إلى تبنّي أيّ من وُجهات النّظر الّتي يعرضها وكما هو الحال في الكتاب الأوّل، يتكوّن كلّ فصل من فصول الكتاب الثّاني من: توطئة، ثم معلومات أساسيّة تاريخيّة وحضاريّة، يعقبها أهم الموضوعات الّتي تتناولها الرسالة، ثم خاتمة أو خُلاصة الفصل.
وأخيرًا -في الكتاب الثّالث- يتناول الدّكتور باول بقيّة أسفار العَهد الجَدِيد الّتي تشمل رسائل العبرانيّين، ويَعقُوب ورسالتيّ بُطرُس ورسائل يُوحنّا الثّلاث ورسالة يَهُوذا، وهي الرّسائل الّتي اُصطلح على تسميتِها بـ «الرّسائل الجامعة». ويختم الكاتب موسوعته بأن يُقدّم للسفر العظيم؛ سفر الرّؤيا، الّذي يُمثّل النّهاية المُفتخرة للعَهد الجَديد.
والكاتب في هذه الموسوعة لا ينسى أن يعقد المُقارنات الكثيرة بين الأحداث والمُعجزات والتّعاليم المتشابهة الّتي وردت في الأناجيل الإزائيّة (أيّ الأناجيل المتشابهة؛ متّى ومرقُس ولُوقا)، وفي رسالتيّ أفسُس وكولوسّي (الرّسالتيْن التّوأمتيْن)، وفي رسالتيّ تسالونيكي الأولى وتسالونيكي الثّانية، وفي رسالتيّ بُطرُس الثّانية ويَهُوذا، والهدف من هذا كلّه هو مُساعدة القارئ على الفهم والاستيعاب والتّذكّر -ومن ثمّ- التّلذّذ والاستمتاع بكلمة الله.
ما الجديد في هذه الموسوعة؟
ومن خلال هذه الموسوعة، تُقدّم الدّار، لأوّل مرّة، هذا الكاتب الكبير د. مارك آلان باول للقارئ العربيّ، وقد نال الدّكتور باول درجة دُكتوراه الفلسفة في العَهد الجَدِيد من كُليّة يونيون الإنجيليّة المشيخيّة بولاية فيرجينيا، وهو يعمل الآن أستاذًا للُغة اليُونَانيّة ولمواد العَهد الجَدِيد بكليّة ترينيتي اللوثريّة بولاية أوهايو بالولايات المتّحدة الأمريكيّة. وكتب الدّكتور باول العديد من المُؤلّفات القيّمة الّتي تتراوح بين المراجع الكبيرة والكُتُب والمقالات الأكاديميّة. وهذه الموسوعة الّتي بين يديْك -عزيزي القارئ- هي أفضل وأكبر ما كتب الدّكتور باول his masterpiece.
وتزخر هذه الموسوعة بكُلّ ما من شأنه أن يُساعد القُرّاء على فهم العَهد الجَدِيد واستيعابه استيعابًا كاملًا؛ ويتمثّل ذلك في الخرائط، والجداول، والإحصائيّات، والاقتباسات والشّذرات والأقوال المأثورة، والهوامش المُساعدة. كما تفيض الموسوعة بالكثير ممّا يُدهشنا من الصّور والأيقونات وروائع الفن المسيحيّ الّتي تأخذ بمجامع قلوبنا، إذ هي إحدى ثمرات تفاعل الفنّانين المسيحيّين مع العَهد الجَدِيد.
لقد كانت رغبة الدّكتور باول أن يجعل من دراسة أسفار العَهد الجَدِيد عملًا يَوميّا مُمتعًا للجميع: لأساتذة اللّاهوت، وللدّارسين وللباحثين الجُدد، ولطُلاب كليّات اللّاهوت، وللقُرّاء العلمانيّين في آنٍ واحد. وكم كُنّا نود لو نستطيع الاستعانة بُكل هذه الأعمال الفنيّة في الطبعة العربيّة، لكنّنا لم نتمكّن من ذلك لظُروف خارجة عن إرادة الدّار. بالرغم من ذلك، تَعِد الدّار القارئ الكريم بأنّه لن يحتاج سوى لهذا الكتاب -إضافةً لكتاب العَهد الجَدِيد نفسه- لكي يفهم العَهد الجَدِيد ويستوعبه كاملًا. يتبقّى فقط أن يقوم الدارس بالرّجوع دائمًا إلى آيات العَهد الجَدِيد ونُصوصه عند دراسته لهذه الموسوعة. ومتى فعل الدّارس ذلك فإنّ هذه الموسوعة قادرة -بنعمة الله وبإرشاد روحه القدوس- على إتمام مهمّة التّشكيل والبناء الرّوحيّ في المسيح. يقينًا سيختبر القارئ المعنى العميق خلف قول تلميذيّ عمواس: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟» (لُوقا 24: 32).
وتحت عنوان «قراءات إضافيّة Further Readings» يقدّم د. باول في نهاية كلّ فصل عددًا من المراجع العلميّة القيّمة الّتي تتناول، بأكثر تفصيلًا، بعضًا من الأطروحات والموضوعات الّتي جاء الكاتب على ذكرها. بهذه الطّريقة تنفتح أمام القارئ آفاقٌ لا تنتهي للتعرّف على كتابات أخرى لعُلماء آخرين. إنه معين لا ينضُب من المعرفة والدراسة الأوسع في شتّى مجالات العَهد الجَدِيد وموضوعاته. كذلك يتمكن القارئ الوصول إلى عدد كبير من «الرّوابط الالكترونيّة النّشطة Hyperlinks» على شبكة الإنترنت للحُصول على المزيد من الكتابات والمقالات. يُمكنك أيضًا مشاهدة الفيديوهات الّتي قام المُؤلّف بتسجيلها بنفسه –في اللغة الانجليزيّة- لتشجيع القرّاء الأعزاء على دراسة هذا الكتاب فصلًا فصلًا.