الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

استمرار الاحتجاجات الإيرانية لليوم الثالث ومقتل 10 مواطنين.. الأمن يطلق الرصاص الحي على رؤوس المتظاهرين.. و«رجوى» تدعو المجتمع الدولي لوقف سياسات طهران القمعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصلت الاحتجاجات الإيرانية، يومها الثالث أمس الأحد، وتزايدت حدة التظاهرات وامتدت إلى ٦٥ مدينة في ٢٥ محافظة، فيما استمرت قوات الأمن في قمع الانتفاضة، وأكد المرشد الإيرانى على خامنئى «إنه لا مفر من تطبيق قرار رفع أسعار الوقود» في استخفاف واضح بالإرادة الشعبية.
وأكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أن قوات الأمن تطلق النار تجاه صدور ورءوس المحتجين، مضيفة أن مدينة كرج الواقعة غربى إيران شهدت مقتل ١٠ محتجين خلال تظاهرات أمس السبت، حسبما ذكرت فضائية «سكاي نيوز عربية».
وقالت المصادر: إن السلطات قمعت الاحتجاجات بواسطة قوى الأمن الداخلى وقوات الحرس والباسيج والمخابرات والأمنيين المتنكرين بالزى المدنى، ووصفت المعارضة الإيرانية المظاهرات بأنها «انتفاضة شعب»، كما شهدت مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن التي حاولت تفريقهم.
وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو ١٠ محتجين، وإصابة العشرات بجروح، فضلًا عن حرق ما وصفتها المعارضة بـ«مراكز القمع والنهب بما في ذلك قواعد الباسيج والمصارف الحكومية».
كما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، أمس الأحد، ٤٠ متظاهرًا خلال الاحتجاجات التى شهدتها مدينة يزد وسط البلاد، ووجّه وزير الداخلية الإيرانى عبدالرضا رحمانى فضلى، تحذيرًا شديد اللهجة للمتظاهرين أمس، محذرًا من أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بصرامة مع كل من يستهدف الممتلكات العامة والخاصة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التى تظهر إشعال النار في صور كبيرة للخمينى وخامنئى ونصب كبير لخاتم خمينى في «شهريار» جنوب غربى طهران.
وفى مدينة كرج، تم إشعال النار في مركز لشرطة المرور وجميع السيارات فيها، بالإضافة إلى ١٥ مصرفًا حكوميًا، وفى «عظمية» في كرج، أطفأ سائقو المركبات سياراتهم في الشوارع وهم يهتفون «الضغط قد كسر ظهرنا ونحن نحطم هذا الضغط»، و«كفى أيها الإيرانى، قم يا صاحب النخوة» و«اخجل يا روحانى، واترك جيوبنا».
كما أحرق المواطنون محطة «طالقانى» للوقود، وفى بلدة قدس بطهران، تم إضرام النار في عدة مصارف ومبنى حكومى وسط حالة الهلع والخوف التى انتابت قوات الأمن.
وفى سلطان آباد، أحرق المحتجون الغاضبون مبنى البلدية ومصرفًا حكوميًا وأغلقوا طريق «ساوه- سلطان آباد»، وفى مدينة «ملارد» أضرم المحتجون النار في «بنك ملت» في شارع كاشانى، كما أشعلوا مخفر «كل دشت» في شيراز، وأغلقوا الطريق السريع بالمدينة، وفى مدينة سنندج غربى إيران تظاهر المواطنون وهم يرددون «لا تخافوا نحن كلنا معًا».
واحتشد متظاهرون بأعداد كبيرة في مدينة تبريز وسط الطريق السريع، واشتبكوا مع قوى الأمن الداخلي، وأغلق المحتجون مفترق طريق «بندر ريك» في محافظة «بوشهر» جنوبى إيران.
ومن جهتها، وجهت مريم رجوى زعيمة المعارضة الإيرانية، تحياتها للمنتفضين في مختلف المدن الإيرانية ودعتهم إلى استمرار الاحتجاجات.
وقالت إن استمرار هذا النظام في السلطة يعنى مواصلة سرقة ثروات الشعب الإيرانى ونهب أمواله وابتزازه وإنفاق الأموال في تأجيج الحروب، وتصدير الإرهاب وبرامج النظام النووية والصاروخية.
كما ناشدت رجوى المجتمع الدولى إدانة السياسات القمعية التى ينتهجها نظام الملالى، وطالبت بدعم الطلب العادل للشعب الإيرانى لإسقاط النظام.
ولم يكتفِ المتظاهرون بالخروج إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم؛ بل أقدموا على حرق مقرات عامة؛ ففى مدينة «بهبهان» بمحافظة خوزستان جنوب غربى البلاد، ردد المواطنون هتاف «الموت لخامنئى» وأشعلوا النار في مقر المصرف الوطنى. 
وتشهد إيران احتجاجات حاشدة، منذ الجمعة الماضية، بعد إعلان الحكومة رفع أسعار البنزين إلى ٣ أضعاف سعره السابق مساء الخميس الماضى.
وانتشر كاريكاتير على المواقع الإخبارية، أمس، يُظهر حالة من الشقاق والخلافات المتراكمة بين أركان النظام الإيرانى، وتحديدا الرئيس حسن روحانى، والمرشد على خامنئى، في بلد يعانى شعبه من الفقر والتزمت.
وأظهر الكاريكاتير، الذى نشرته وكالة «فارس للأنباء» التابعة للتيار المتشدد لخامنئى، على منصتها الرسمية، اتساع هوة الخلاف بين أركان النظام الإيرانى.
وصور الكاريكاتير، الذى حمل عنوان «التناقض التاريخى لروحانى بخصوص رفع الأسعار»، الرئيس الإيرانى كأنه يتحدث مع نفسه، ويقول «إن تنوع سعر البنزين يخلق فسادا في الدولة فقررت توحيد السعر»، قبل أن يرد على نفسه: «إن الزيادة ستصب في مصلحة الشعب».
ولم تكتفِ الوكالة بمحاولة إبراز حالة «انفصام وتناقض» في شخصية روحانى؛ بل استخدمت هاشتاج «حتى لا ننسى»، الذى ينتقد بشدة الرئيس الإيرانى ويفضح أخطاءه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وليست هذه المرة الأولى التى تظهر فيها الانقسامات بين أركان النظام الإيرانى، والتى لم تكن على مستوى السياسة الداخلية فقط ولكن «الخارجية» أيضا.
وفى الوقت الذى تتواتر فيه تصريحات الجناح المعتدل في إيران مطالبة بتقليص التدخل الخارجى؛ فإن ما يحدث على أرض الواقع مخالف لذلك تماما؛ ما يعنى في النهاية أن تلك التصريحات ليست سوى أبواق للدعاية، وأن السياسة التوسعية الإيرانية باقية على حالها.
ويرى بعض المراقبين أن «لعبة» تبادل الأدوار يجيدها النظام الإيرانى بما يشمله من معارضة مزعومة ومتشددين، كمحاولة لإظهار السلطة الحاكمة متراوحة بين الرأى والرأى الآخر على عكس الواقع.