الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث في الشأن التركي يوضح أسباب هجوم أردوغان على فرنسا

 محمد الديهي، الباحث
محمد الديهي، الباحث في الشأن التركي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال محمد الديهي، الباحث في الشأن التركي: إن هجوم أردوغان على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد التصريحات الأخيرة لمجلة "ذي إيكونوميست"، بأن ما نعيشه حاليا هو موت سريري لحلف الناتو، ويعود السبب في ذلك إلى نقض الولايات المتحدة التزاماتها تجاه حلفائها في الناتو، وتصرفات تركيا العضو في الحلف، أثار الكثير من التساؤلات حول العلاقات التركية الفرنسية، ولكن في الواقع لم تكن هي المرة الأولي التي يهاجم فيها أردوغان فرنسا أو رئيسها.

وأضاف الديهي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هجوم أردوغان على ماكرون بسبب السترات الصفراء، بالإضافة إلى قراره بتخصيص يوم لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية - المجازر التركية التي ارتكبت بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى - كما كان هناك خلاف مستتر وجهه خلاله أردوغان هجوما لفرنسا بسبب الرفض الفرنسي للتنقيب التركي في قبرص واغتصاب الغاز القبرصي، حيث تسعى المجموعة الفرنسية توتال لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في قبرص، رغم تهديدات تركيا المتواصلة، بحجة عدم موافقة القبارصة الأتراك على تلك الأنشطة، وعدم استفادتهم منها، أيضا يمكن الحديث حول رفض ماكرون سجل حقوق الإنسان وتعامل تركيا مع ملف اللاجئين والتي سرعان ما وجهت خلاله أنقره هجوما شرسا على ماكرون من خلال وزير الخارجية التركي وأردوغان أيضا.

وتابع: أن هناك تاريخ كبير للخلاف الفرنسي التركي بل أن العلاقات بين البلدين لم تقترب إلا في فترات قليلة جدا وبالنظر إلى أسباب هذا الخلاف، نلاحظ رفض فرنسا انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ما يدمر كل الطموحات التركية، إضافة إلى النفوذ التركي المتزايد في أفريقيا والذي يسير حفيظة فرنسا ويهدد المصالح الفرنسية في القارة السمراء، كما يمكن الإشارة إلى المخاوف الفرنسية من تغلغل مفاهيم الإسلام السياسي القادمة من تركيا في المجتمع، حيث سبق وأكد ماكرون بألا يكون هناك أيّ "تهاون" بمواجهة أولئك الذين يريدون فرض "إسلام سياسي يسعى إلى الانفصال"، عن المجتمع الفرنسي، وبالفعل عملت فرنسا على تخفيض عدد الموظفين الدينيين الأتراك في فرنسا تدريجيا اعتبارا من موسم 2014-2015، ليتم الاستعاضة عنهم برجال الدين من داخل فرنسا.

وأشار الديهي، إلى أن كل ذلك الخلاف التركي الفرنسي بشأن استغلال تركيا دائما لورقة اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبي، ولأن الخلاف حول فكرة عودة الدواعش إلى بلدهم بعد تأييد فرنسي لفكرة إنشاء محكمة دولية لهم في أماكن القتال تحت إشراف أممي، ولكن تركيا ترفض هذه الفكرة، تخوفا من فرض عقوبات أممية على تركيا نتيجة دعمها للإرهاب.