صدر حديثا عن مؤسسة العالمية للصحافة والنشر، رواية جديدة بعنوان "وساوس هابيل" للكاتب عصام الدين جاد.
يتناول المؤلف في روايته عالمين متوازيين هما عالم الخير متمثلا في الإنسان. ذلك اللقب الذي يطلق على البشر كافة ولا يستحقه كثيرون. وعالم الشر ممثلا في السحر الأسود بمعناه الحرفي والسحرة متعددي الأشكال والألوان بالمعنى العام والمجازي للكلمة.
ونجح المؤلف إلى حد بعيد في التعبير عن معاناة الكثيرين من البسطاء، ورسم ملامح أبطال روايته ببراعة مستخدما أسماء رمزية موحية بسمات حامليها، فـ"رحمة" في "وساوس هابيل" هي الشخصية التي تضفي طقسا من الارتياح على كل من يعرفها، لكنها لم تسلم من رافضيها وكارهيها ضائعة بين واقعين أولهما الصراع على المال والإرث بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.. والسحر الأسود في الجانب الغامض من العالم خلف الجبل الذي يخشى الاقتراب منه كل إنسان، ذلك المتمثل في "أبوالعزايم".
تأخذنا الرواية في رحلة شيقة في عالم غامض لا تخلو من الرعب الذي يجبر القارئ على حبس أنفاسه مع العديد من المواقف في مواضع متعددة منها، لكن الكاتب أضفى على سطورها حالة من الرومانسية يعيشها قارئه بطريقة الـ"الفلاش باك" التي أتقنها الكاتب للدرجة التي تتخيل معها أنك أمام "سيناريو" أو مشاهد سينمائية مكتملة الأركان.
يذكر أن رواية "وساوس هابيل" هي الثانية للكاتب عصام الدين جاد بعد روايته الأولى "مذكرات مراهق''.
