السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أستاذ تاريخ معاصر: الإرهاب استعمار جديد وليس صناعة إسلامية

الدكتور فتحي العفيفي
الدكتور فتحي العفيفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر، بجامعة الزقازيق، أن الإرهاب هو البديل الاستعماري للحروب التقليدية، التي عرفها الإنسان خلال القرن العشرين، مشددا على أنه ليس صناعة إسلامية، كما يروج البعض.
وقال العفيفى لـ"البوابة نيوز": إن الإرهاب والتطرف يعتمدان على فكرة "التكفير"، لذا وجب تفنيد تلك الفكرة الظلامية، وإثبات عدم صحتها، وفي سبيل ذلك يبدو المشروع النهضوي علامة مهمة وفارقة في الحرب ضد الإرهاب، خصوصا أن هذا المشروع يعتمد على إبراز أهمية التوقف الفوري، عن التعميم المخل، وتوجيه حربة الاتهامات إلى صدورنا، وتأكيد أن الإرهاب صناعة إسلامية. 
وأضاف: "ليس صحيحا مطلقا أن الإرهاب صناعة إسلامية، لأنه بديل استعماري للحروب التقليدية، ولا شأن للإسلام به، وهو عدوان يناسب المرحلة، وآليات العصر، والسوق التنافسية، وظاهرة كوكبية تستهدف الضغط على الدول للانصياع لما تريده القوى الاستعمارية، عبر إعادة هيكلة للراديكاليات حول العالم". 
وشدد على أن الإرهاب أداة للتفكيك السياسي والاستراتيجي، تقف وراءه دول كبرى وكيانات عملاقة لديها في كل مكان وكلاء وشركاء، وجماعات دأبت على العمل السري الانعزالي، حتى باتت كشركات متخصصة في القتل والترويع. 
وأشار إلى أن قضية الإرهاب تعد مسئولية الجميع، فإذا كان العرب استسلموا للفكر المتطرف، وسمحوا له بالتمدد، فإن الغرب تكمن مسؤوليته، في أن ظهور الجماعات الجهادية وتكونها الأول، كان من أبرز نتائج الصراع الأمريكي السوفيتي في أفغانستان، حيث ظهر الشعار الشهير "الدم بالدم والهدم بالهدم، وهو ما زج بالجميع في آتون الصراع بين داري الحرب والسلام، فبرز لكل فريق داعشه، وتدينه الخاص، وآمن الجميع بخرافة، إحياء الإمبراطوريات القديمة، عن طريق التغذية المطردة لبؤر التوتر والانفعالات المذهبية، وهو ما ظهر على أثره الصراع بين الإمامة، والخلافة، والدولة، وتم رسم خرائط الهدم والدم، وعلى خلفية حسابات إستراتيجية غير دقيقة، اندفعت بعض الدول نحو دعم وتمويل الذئاب المنفردة، والجماعات الإرهابية، والمقاولة على المقاومة، ممارسة الكيد السياسي، دون الالتفات للمخاطر الكامنة وراء كل ذلك، وسرعان ما تحولت الفتنة المذهبية إلى حرب دينية مفتوحة، في سوريا واليمن والعراق وتركيا، وتعددت الجماعات المنسوبة إلى الدين، وهو ما يدفعنا للسؤال كيف يحارب أتباع الله نظرائهم من أتباع الله.