الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف لأم كل شهيد: أبشري فقد سبقك إلى الجنة بإذن الله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم الجمعة، مسجد الشهيدين أحمد محمد مهدي ومحمد محمود علي عطا الله (فؤاد الأول سابقًا) بمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، بحضور اللواء سعيد محمد عباس محافظ المنوفية، واللواء محمد ناجي مدير أمن المنوفية، والمهندس أمجد الصغير مندوب حاكم الشارقة، والدكتور عادل مبارك رئيس جامعة المنوفية، والشيخ أحمد عبد المؤمن وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، ولفيف من علماء وزارة الأوقاف، والقيادات التنفيذية، والشعبية، والأمنية بالمحافظة وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة.
وخلال خطبة الجمعة وأثناء حديثه عن مواقف الرضا في حياة التابعين ذكر الوزير ما كان من التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما حين فقد ابنه وابتلي بقطع ساقه في أيام معدودات، فقال: راضيا محتسبًا، اللهم إنك إن كنت قد ابتليت فقد عافيت، وإن كنت قد أخذت فقد أعطيت، لقد أعطيتني أربعة من الولد فأخذت مني واحدا وأبقيت لي ثلاثة، وأعطتني أربعة أطراف فأخذت مني واحدا وأبقيت لي ثلاثة، ودخل عليه إبراهيم بن محمد بن طلحة، قائلا: أبشر يا أبا عبدالله، فقد سبقك ابن من أبنائك وعضو من أعضائك إلى الجنة.
ثم عقب الوزير في خطبته: فما بالكم بحال الشهيد الذي ضحى بنفسه في سبيل دينه ووطنه، إنهم في أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين، ومن ثم نقول لأم كل شهيد: أبشري فقد سبقك ابنك إلى الجنة، ولوالد كل شهيد: أبشر فقد سبقك ابنك إلى الجنة، ولأسرة كل شهيد: أبشروا فقد سبقكم شهيدكم بفضل الله ورحمته إلى الجنة، فأهالي الشهداء يهنئون لا يعزون، فعزاؤهم تهنئة، وتهنئتهم هي العزاء، لشرف ما قدموا وعظيم ما هو يدخر لهم عند الله عز وجل.
وذكر الوزير موقفا آخر من حياة هذا التابعي الجليل عروة بن الزبير، حيث يقول: لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى عزيز قومه، فعلى الإنسان أن يحسن العطية والإنفاق، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "، وقال تعالى " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ".
كما أكد جمعة أن الإسلام شهادة وسلوك وعمل، وأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أولئك هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".
وأكد الوزير أن من أهم علامات الإيمان عمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى قال تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" مشيرًا إلى أن بيوت الله (سبحانه وتعالى) هي أفضل أماكن الهداية على وجه الأرض، وستظل بيوت الله مرفوعة إلى يوم القيامة لأن الذي أذن برفعها هو الله( سبحانه وتعالى) قال تعالى" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" كما بين معاليه أن بيوت الله تتنزل فيها الرحمات وتغفر السيئات وأن عمارة المساجد تكون بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والعلم النافع ومدارسة القرآن والعلم وإنشاء المساجد قال (صلى الله عليه وسلم): " يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): " (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ. قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ.