الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عودة معركة الحجاب بعد لقاء الشيخ والمذيعة.. جدل على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية حلقة أماني القصاص والشحات محمد أنور.. أستاذ بالأزهر: لا مانع من ظهور مقدمة البرامج مكشوفة الرأس مع الشيوخ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشعلت الحلقة الماضية، من برنامج "لدينا حكايات أخرى"، الذي تقدمه الإعلامية أماني القصاص، على قناة "النهار"، حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وفجرت معركة بين المشاركين على مختلف منصات السوشيال ميديا، بسبب استضافتها للقارئ الشهير، الشيخ محمود الشحات محمد أنور، وظهورها معه بدون حجاب.

نجاح الحلقة، والإشادة الواسعة التي تلقتها الإعلامية أماني القصاص، من جمهور المتابعين، وعشاق صوت الشيخ محمود الشحات، لم تشفع لها لدى بعض المتزمتين، الذين انهالوا عليها وعلى ضيفها بالهجوم، معتبرين أنه من الخطأ، والمخالفة للدين، أن تظهر في حلقة يمكن وصفها بأنها دينية، دون حجاب.
هذه الأزمة وقعت خلال تسعينيات القرن العشرين، وتحديدا في برنامج "لكل عروسين" الذي كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة عائشة البحراوي، على القناة الثالثة، حين استضافت الشيخ محمد متولي الشعراوي، مكتفية بارتداء "إيشارب" خفيف يغطي شعرها، وهو ما دفع البعض وقتها إلى انتقادها، مشيرين إلى أنه كان يجب أن ترتدي حجابا كاملا، في وجود الشيخ الشعراوي، وفق ما تداولت بعض الصحف حينها.

الصحف التي تناولت هذه الواقعة، أكدت أيضا أن الشعراوي، هو الذي اشترط على عائشة البحراوي، ألا يظهر معها إلا بغطاء على رأسها، لكن لم يتسن التأكد من الشعراوي فعل ذلك، كما لم يأخذ الأمر حيزا كبيرا من الاهتمام، لعدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.
وفي الوقت ذاته اعتاد عدد كبير من الشيوخ المشاهير على الظهور مع مذيعات غير محجبات، ومنهم: الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس، جامعة الأزهر الأسبق.

الحرب التي اشتعلت بسبب حلقة أماني القصاص مع الشيخ محمود الشحات، شهدت انتقادات حادة لها بسبب ظهورها دون حجاب مع أحد قراء القرآن الكريم، حيث طالبها المتابعون باحترام هيبة القرآن، ومكانة ضيفها. 
وفي الوقت ذاته انتقد آخرون الشيخ محمود الشحات، معتبرين أنه كان يتعين عليه أن يجبرها على تغطية رأسها، أو أن يرفض الظهور معها في الحلقة، خاصة أنه "مش محتاج شهرة"، على حد قول بعض أصحاب التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي.
التعليقات التي تداولها المشاركون على السوشيال ميديا، لم تخل من لمحة إيجابية، أعرب خلالها البعض عن استمتاعهم بالحلقة، وبالضيف، وبإدارة الإعلامية أماني القصاص للحوار معه.

أما المثير في الأمر فهو أن صدى هذه الحلقة، تجاوز الحدود المصرية، بشكل مثير، حيث فوجئ الجميع بتعليقات مكتوبة باللغة الفارسية، من بعض الإيرانيين، تنتقد أيضا ظهور الشيخ محمود الشحات، مع مذيعة غير محجبة، على حد وصف أصحاب هذه التعليقات، فيما أرجعت مصادر اهتمام بعض الإيرانيين، بهذه الحلقة، إلى الشعبية التي يتمتع بها الشيخ هناك، في ظل زياراته المتكررة إلى إيران، لإحياء مناسبات دينية هناك.
الدكتور عبد الغني الغريب، أستاذ العقيدة والفلسفة، بجامعة الأزهر، علق على الحرب المشتعلة بسبب حجاب أماني القصاص، في حلقتها مع الشيخ محمود الشحات، مؤكدا أنه لا يوجد مانع شرعي من ظهورها دون حجاب، ولا يوجد ما يأثم بسببه القارئ الذي ظهر معها. 

وأوضح لـ"البوابة نيوز"، أن السيدة نفيسة رضي الله عنها، قبلت أن تدعو لفتاة يهودية، حتى تبرأ من مرضها، ولم يمنعها أن الفتاة ليست مسلمة. مضيفا: "كما أن الإمام أبا حنيفة، رفض أن يبيع غلامه ثوبا من القماش ليهودي بأغلى من ثمنه الأصلي، وهو ما يؤكد أن الإسلام لا يتعامل مع الآخر بالمظاهر، ولو كانوا غير مسلمين".
وقال الغريب: "لا ضرر في أن يظهر الشيخ مع امرأة غير محجبة، فهي حرة وهي التي ستحاسب أمام الله، أما هو فلا سلطان له عليها، سوى أن يقبل الظهور معها أو يرفض، ولا إثم عليه إن قبل، بل وإن كانت غير مسلمة بالكلية، فلا مانع في أن يظهر معها ليسمعها ومشاهديها على اختلافهم آيات القرآن الكريم".
وشدد الدكتور الغريب، على أنه المسلمين في هذا العصر، مشغولون بالمظاهر، ولا ينظرون إلى الجوهر، مضيفا: "وهذه آفة يجب مواجهتها، لأن الإسلام أكبر وأعظم من إثارة مثل تلك المشكلات البسيطة، التي لا تستحق العناء".