الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صلاح الدين حافظ.. فارس الوعي

صلاح الدين حافظ
صلاح الدين حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنفق الراحل صلاح الدين حافظ سنوات طويلة من حياته من أجل قضيتين لا ثالث لهما إلا إيمانه بعروبته وقومية أفكاره وهما حرية الصحافة والدفاع عن الديمقراطية، والتي قال عنها "خلال أزمان كسوف الديموقراطية وخسوف الحريات يعم الظلام أيضا، فتخرج كل أنواع الزواحف السامة من جحورها لتلدغ وتقرص وتمارس هوايتها في تسميم كل شيء.. فتتكاثر الكوارث ويعم الفساد ويسيطر الاستبداد، وتطفو على السطح الطحالب وتعوم الطفيليات وتهجم الأوبئة من كل صنف ولون، تهاجم الأجساد وتفسد العقول وتزيغ الضمائر قبل البصائر، وانظر حولك يا عزيزي ترى عجبًا".
كانت أول مكافأة حصل عليها حافظ من الكاتب الكبير مصطفى أمين، رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم هي 5 جنيهات بعد أن استطاع الانفراد بخبر سرقة في المتحف كان قد تم التعتيم عليه، وكان ذلك في العام الأول له من كلية الآداب؛ ثم عمل بالعديد من المؤسسات الصحفية بدأت بالأخبار، ثم التعاون، والشعب، ثم التحق بالأهرام عام 1965، ليبني معها مجده الصحفي، فأصبح سكرتير تحرير عام 1968، فمساعد رئيس تحرير، ثم نائب رئيس تحرير، حتى وصل إلى مدير تحرير الأهرام.
في يوم الأربعاء من كل أسبوع، صارت مقالاته علامة مسجلة لجريدة الأهرام أعواما عديدة، وفي التسعينيات، تم منع الكثير من مقالاته لتتلقفها بعض صحف المعارضة في ذاك الوقت؛ فلم تنعكس اهتماماته على مقالاته فقط وإنما تجلت أيضا في كتبه التي ألفها "عرب بلا غضب"، "تهافت السلام"، "تزييف الوعي"، "أحزان حرية الصحافة"، "كراهية تحت الجلد: إسرائيل عقدة العلاقات العربية الأمريكية"، "صدمة الديمقراطية"، "الديمقراطية والثورة مأزق العالم الثالث".
على المستوى النقابي، اختير صلاح الدين حافظ، سكرتيرا عاما لنقابة الصحفيين، ليصبح أصغر أمين عام لنقابة الصحفيين في تاريخها، بل بات أمينًا عامًا لاتحاد الصحفيين العرب أيضًا، وأسس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مؤمنًا بأن تحقيق الديمقراطية وحرية الصحافة وجهان لعملة واحدة؛ وقد طالبه بعض الصحفيين بالترشح لمنصب نقيب الصحفيين، إلا أنه رفض مفسحا الطريق أمام الشباب؛ قائلا "لا بدّ أن تكون للشباب فأنا من جيل أدى مهمة، ويجب أن تنتقل القيادة إلى جيل آخر، الأصغر والأقدر على حل مشكلات الصحفيين، وأنا أثق في الشباب".
في عام 2008 رحل حافظ عن عمر يناهز السبعين عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان الذي تمكن منه إثر وفاة نجله إيهاب قبل شهور من وفاته.