السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أسرار النجوم.. زينات صدقي.. أشهر عانس في السينما المصرية

زينات صدقى
زينات صدقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولدت زينب محمد سعد، الشهيرة بـ«زينات صدقي» بحي الجمرك بالإسكندرية عام ١٩١٣، تزوجت في الرابعة عشرة من عمرها من طبيب يكبرها ٢٥ سنة ولم تذق معه طعم السعادة فتم الطلاق، وعندما أراد والدها الزواج الثاني لها رفضت، وفرت هاربة واتجهت لعشقها الفن، وبدأت راقصة ومغنية تتجول في الفرق المختلفة. 
ابتسم لها الحظ عندما رأها نجيب الريحانى وسمعها بالصدفة وراء الكواليس وهى تتشاجر مع أحد عمال المسرح، وفطن بحسه الفنى لموهبتها، وبالفعل قدمها في فرقته وقدمت معه أدوارا خالدة على مسرح الريحاني، وانتقلت للسينما فكانت عبارة عن «تميمة النجاح » لأي فيلم في فترة الأربعينيات والخمسينيات، واشتهرت بخفة الدم والتلقائية مع الحضور.
يقول المؤرخ الفنى محمد شوقي، إنها كونت ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع إسماعيل ياسين وعبدالسلام النابلسي، ومن أشهر أفلامها «ابن حميدو، والقلب له أحكام، ولسانك حصانك، وبنت الأكابر، وشارع الحب والآنسة ماما، وأيامنا الحلوة» إلى جانب سلسلة أفلام إسماعيل ياسين.
وأضاف: «تزوجت للمرة الثانية من أحد رجال ثورة يوليو ١٩٥٢ وأحبته فكان حب عمرها فاشترط عليها أن تترك الفن وتتفرغ له، وأن تترك والدتها في أحد دور المسنين، فقالت له «أنت كده وقفت قدام القطر» فطردته وضربته بالتليفون وظلت مع أمها القعيدة ترعاها.
كانت هناك علاقة طيبة بينها وبين عبدالحليم حافظ، الذى كان يحبها وأثناء تصوير فيلم شارع الحب، كان معها أكلها فعزمت عليه بالطعام فقال لها «ده أكلى يا ماما زينات وأخرج من جيبه علبة دواء» فبكت ولم تأكل.
ويذكر لها أنها رأت منامًا كله مصاحف، فقامت بشراء مصاحف كبيرة كثيرة في منزلها وكل من يأتى لها تهدى له مصحفًا، حتى لم يبق لها إلا مصحف صغير حفظت منه القرآن الكريم وكانت تضع ورقة فيها دعاء مختلف في كل سورة قرآنية، وكان لها مدفن خاص كتب عليه «مدفن عابرى سبيل» بناء على رغبتها، وكانت تدفن فيه غير القادرين، كما وضعت فيه حنفية مياه لأهل المنطقة وكتبت عليها «لا تنسوا الدعاء لزينب محمد سعد» وهو اسمها الحقيقي، إلى جانب ما قدمته في قطار الرحمة مع جموع الفنانين.
وأوضح: «ويذكر لها موقف أن أحد عمال الاستوديو مات ولم يمش في جنازته أحد إلا هى، فكانت تنادى كل من يجلس على المقاهى وتقول «قوموا في جنازة»، وعندما عادت للاستديو عنفت زملاءها الفنانين قائلة لهم: «بقا ده لو يوسف وهبى ولا عبدالوهاب كنتوا عملتوا كده»، وقامت الست زينات بأداء فريضة الحج عام ١٩٦٦ وكانت سعيدة جدا.
واختتم: «وفى لفتة إنسانية كرمها الرئيس محمد أنور السادات بعد أن علم بمأساتها في المرض والوحدة وعدم القدرة على العمل ومنح لها معاش السادات وهمس في أذنيها إن احتاجت شيئا عليها الاتصال به عن طريق يوسف السباعي، بل وقام بالاتصال بها شخصيًا في زفاف ابنته الكبرى وكانت جالسة بالطاولة المجاورة له، وكانت قد انحسرت عنها الأضواء فلم تعد مطلوبة مثل الأول، فكانت تعمل في العام الواحد عشرة أفلام، ثم أصبحت لا تعمل إلا قليلا، حتى أصبحت لا تعمل نهائيا، فكان آخر فيلمين لها «السراب» عام ١٩٧٠ والفيلم الآخر «بنت اسمها محمود» عام ١٩٧٦، وظلت في أيامها الأخيرة وسط أولاد أختها ولم تبع أثاث منزلها أو تتسول كما أشاع عنها البعض، بل عندما كرمها السادات أعطى لها مكافأة مالية قدرها ١٠٠٠ جنيه ومعاش ١٠٠ جنيه شهريًا يكفى احتياجاتها الضرورية، إلا أنها حزنت حزنا شديدا وظلت تبكى وحدها على ما آل إليه حالها بعد الشهرة والمجد والأضواء فقالت «الفن أخدنى لحم ورمانى عضم»، وفى يوم ٢ مارس ١٩٧٨ رحلت في هدوء وصمت ولم تكن جنازتها تليق بمكانتها الفنية.