الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«خناقة عائلية».. عاطل يقتل شقيقه دفاعًا عن والدته

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
داخل الحارات الضيقة المكتظة بالسكان فى شارع «سيد أحمد» فى منطقة عين شمس، حيث يقطن الـ٥ أبناء برفقة والدتهم داخل شقة فى عقار إيل للسقوط، تحارب الأم وأبنائها من أجل لقمة العيش بعد أن تركها زوجها ورحل من الدنيا لتكمل هى المسيرة بمفردها، بعد أن رفضت الزواج واكتفت بتربية أبنائها ٤ أولاد وبنت، ولكن لم تكن تلك الأم تتخيل فى يوم من الأيام أن يقتل أحد أبنائها الآخر أمام عينيها.
ففى لحظة شيطان، أخرج نجلها الأكبر «حسين»، ٣٠ سنة، سلاحا أبيض، «مطواة» من طيات ملابسه، وسدد طعنتين نافذتين لشقيقه «مصطفى»، ٢١ سنة، لقيام الأخير بالتشاجر مع والدته، وانتهى الأمر بأخ غارق فى دمائه، وآخر خلف القضبان ينتظر مصيره.
قال «محمود السني» شقيق المتهم والمجنى عليه، وترتيبه الثانى بين أشقائه، أسرتى كأى أسرة بسيطة تعيش تحت سقف واحد منذ أن قدمنا إلى المنطقة مع والدى الذى وافته المنية، وأن الجميع يشهد لنا بالاحترام فنحن ٥ أبناء أكبرنا حسين يبلغ من العمر ٣٠ عاما، وأنا أتلوه فى الترتيب، ثم يأتى مصطفى «المجنى عليه» ثم شقيقتنا الوحيدة، وأخيرًا أخى الأصغر عامر.
وأكمل «محمود» حديثه أن يوم الواقعة كانت البداية بمشاجرة بين الأخ الثانى «مصطفى» المجنى عليه وبين الأخ الأصغر «عامر»، وتدخلت الأم لفض المشاجرة بين أبنائها، إلا أن مصطفى تعدى عليها لفظيًا «سبها ونهرها» ما دفع الأم للتشاجر مع نجلها «مصطفى» وتطورت المشاجرة إلى أن قامت الأم بضرب ابنها على وجهه، وفى أثناء ذلك وخلال تلك المشاحنات والسباب والشتائم استيقظ «حسين» الأخ الأكبر «المتهم»، وبدأ فى محاولة تهدئة الأوضاع بين شقيقه ووالدته.
«عيب يا مصطفى بتتخانق ليه مع أمك»، بهذه الكلمات بدأ المتهم فى محاولة ردع شقيقه عن التشاجر، إلا أن «المجنى عليه» مصطفى تعدى أيضًا على شقيقه الأكبر لفظيًا «سبه ونهره»، وما كان من الشقيق الأكبر إلا أن استخرج سلاحا أبيض من طيات ملابسه وسدد طعنة نافذة، أصابت ذراع شقيقه «مصطفى» الذى لم يتوقف عن السباب والشتائم، الأمر الذى دفع «حسين» إلى تسديد طعنة نافذة أخرى أصابت قلب شقيقه وأسقطته أرضًا، وسط صراخ وعويل الأم المكلومة، التى جلست ووضعت رأس نجلها القتيل على فخذها وانتابتها حالة هيستريا، وبدأت تردد «قتلت أخوك يا حسين، مصطفى قوم يا مصطفى»، ألقى حسين سلاحه وخر على ركبتيه يناظر جثمان شقيقه الأصغر ويندب حظه على ما ارتكبته يداه.
تماسك «محمود» ومنع دموعه وأكمل حديثه قائلًا: شلت أخويا بين يديا والدم عمال ينزف منه، وأحضرت «توك توك» وذهبت إلى المستشفى، ولكن الكل أخبرونى بأنه قد مات، صرخت بأعلى صوتى مناديًا على «مصطفى» جلست على الأرض أترقب ماذا يدور حولي؟ أشقائى الاثنين ضاعوا فى لمح البصر، وأضاف «محمود» بأن قوة من مباحث قسم شرطة عين شمس جاءت إلى المستشفى وسرد لهم ما حدث، وقاموا بضبط «حسين» وسط دموع وصراخ جميع أفراد الأسرة.
كان ضباط مباحث قسم شرطة عين شمس، قد تلقوا إشارة من المستشفى المركزى تفيد باستقبال «مصطفى المنسي»، ٢١ سنة، جثة هامدة وبه آثار طعنتين نافذتين، إحداهما فى الذراع اليمنى والأخرى فى الصدر بناحية القلب، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم وبسؤال «محمود» شقيق المجنى عليه، تبين أن مشادة كلامية نشبت بين المجنى عليه ووالدته، تعدى خلالها عليها بالضرب، فلم يتحمل شقيقهم الأكبر «حسين» المتهم وتدخل للدفاع عن والدته، ثم استل سكينا وطعن «المجنى عليه» فى أماكن متفرقة من جسده أسقطه قتيلا، وعقب تقنين الإجراءات تم القبض على المتهم واقتياده إلى ديوان القسم.
وبمواجهته اعترف بأنه لم يكن يقصد قتل أخيه، ولكنه تدخل أثناء تعدى الأخير على والدته بالضرب، فنشبت بينهما مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى مشاجرة، ذهب على إثرها إلى المطبخ، واستل سكينا ثم وجهه إلى صدر شقيقه، مشيرا إلى أنه كان يحاول تهديده لإبعاده عن والدته، إلا أن السلاح استقر فى صدره فأسقطه قتيلا.