اختار الموت أمام الجميع بعد فشله في الحصول على فرصة عمل يستطيع من خلالها توفير متطلبات أسرته بعد وفاة والده، لحظات قاسية عاشها (إسلام 25 عاما)، بعدما أغلقت الدنيا أبوابها في وجهه، فقرر الانتحار شنقا داخل غرفتة، ولم يكتفي بذلك بل وثق لحظة انتحاره في بث مباشر عبر موقع "فيسبوك"، أعلن خلاله التخلص من حياته في مشهد مأساوي.
عقار قديم في منطقة مساكن النيل، المكتظة بعشرات العقارات المتهالكة في منطقة السلام بالقاهرة، توجهت إليه "البوابة نيوز"، لكشف ملابسات الحادثة الأليمة، حيث قالت والدته: "إسلام الله يرحمه طول عمره كان شايل المسئولية وبيصرف علينا كلنا، ووالده توفي عام 2004، ووقتها كان في الصف الأول الإعدادى، إلا أنه أرتدي ثوب الرجال وقرر أن يعمل من أجل مساعدتي على مصاعب الحياة، وتربية أشقائه".
وأضافت: "ابني حصل على شهادة الدبلوم ثم التحق بالقوات المسلحة، لقضاء فترة التجنيد، وخلال هذه الفترة كان فخورا جدا بنفسه وفي أثناء الإجازة كان يروي لنا قصص وبطولات الشهداء، وخلال هذه الفترة مرضت أمي، فتركت المنزل وتوجهت للإقامة مع معها وكنت أعود لأبنائي كل فترة حتى اطمن عليهم".
وتابعت: "عقب انتهاء فترة تجنيده ظل إسلام يبحث عن فرصة عمل، لكن كل محاولاته فشلت، لكنه لم ييأس وظل يعمل حتى جمع مبلغ مالي واشتري"توك توك"، وكانت الدنيا تسير بشكل طبيعي، كما أنه تقدم لأكثر من فتاة لكن محصلش نصيب، وبعدها تقدم بطلب للحصول على شقة من مشروع الإسكان الاجتماعي، وسدد منها 3 أقساط وسابها ومات".
واستطردت: "في يوم الواقعة كان ابني الأكبر معتز نائم داخل الشقة، حتى فوجئ بعدد من أصدقاء "إسلام"، يطرقون باب الشقة بعنف: "ألحق اخوك يا معتز انتحر"، فدخل الغرفة ليجده معلقا داخل الغرفة بحبل في السقف، فقطع الحبل ونزله".
وأكملت الأم: "إبني لم يكن يتعاطى أى نوع من المخدرات، لا يدخن غير السجائر، وكل ما تم نشره عن الإستروكس غلط، هو انتحر عشان حالته النفسية وحشة".
في ذات السياق، قالت السيدة "كريمة"، أحد سكان المنطقة، إن "إسلام"، كان شابا مرحا والابتسامة لا تفارق وجهه، مستعبدة أن يكون أقدم على الانتحار بسبب تعاطي المخدرات كما أشيع في المنطقة، فالجميع يعلم أن الضحية لم يكن يتعاطى المخدرات نهائيا".
وقال "هاني"، أحد أصدقاء الشاب المنتحر: "إسلام كان متأثرا جدا بوفاة والده، ولم يكن شاب فاشل بل سعى كثيرا للحصول على عمل، ويوم الواقعة فوجئت بالخبر كباقي سكان المنطقة".
