الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"علم الجمال المسرحي".. يضع الفنانين والجمهور وسط ميادين مسرحية غريبة الصنع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتناول الدكتور كمال عيد، أستاذ الدراسات العليا، ووكيل المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، في كتابه «علم الجمال المسرحي» الصادر عن دار اللوتس للنشر والتوزيع، مدخلا إلى الأسطاطيقا، وموقف المسرح المعاصر، جماليات المسرح عبر العصور، جماليات الفن العربي، علم الجمال التمثيلي، في طبعتين للمجلد الأولى في العراق، والثانية بمصر.
تطرح هذه الدراما الجديدة واجبات جديدة في المؤسسة المسرحية وسط مناهج إخراج منتشرة طولا وعرضا، أغلبها متناقض مع بعضه البعض، وتضع الممثل والجماهير كذلك وسط ميادين مسرحية غريبة الصنع، وهذه الدراما فرضت على خشبة المسرح متغيرات أساسية بكل تأكيد.
ما تسجله وما سجلته التجارب الجديدة تنبئ بأن المسرح والخشبة قد ترك كل تقليد وانصرف كلاهما عن كل أصيل ونظام متعارف عليه ومعتقد فيه تحت ستار العصرية، وظهرت خشبة المسرح عارية تماما من مكوناتها الرئيسية المعتادة، وأصبح المسرح جهازا ثقافيا ومؤسسة ثقافية ترعى الناس وتعلم الجماهير بعيدا عن مسئولياته المصيرية، التى حملها على ظهره آلاف السنين في الماضي.
ويقول المؤلف، إن الجمال نوعية أسطاطيقية أى درجة من درجات علوم الجمال، الأسطاطيقا التى تتعرض على الدوام للبحث والمناقشة، وذلك لأن الجمال يعنى الأخلاق والأهداف، فإن علم الجمال أتيحت له فرص التطور والتقدم ليصبح مادة حيوية في كليات الدراسات الإنسانية ومنهجا أساسيا في الدراسات العليا في الآداب والفنون باعتباره منبعا جوهريا في مثل هذه الدراسات التى تبحث في تقدم البشرية من ناحية وتطوير الفنون على مختلف مستوياتها من ناحية أخرى.
ويرى المؤلف أن فن المسرح في عالمنا المعاصر يحتل جزءا ضئيلا ومساحة صغيرة في الحياة العامة، والدليل على ذلك أننا كثيرا ما نبحث عن المسرح في مدينة ما أو بلد ما فلا نجده نظرا للتعداد السكانى بالملايين فلا يحس الناس بأهمية المسرح وسط الأحداث المحيطة به، أصالة المسرح وتاريخه موجودة منذ عشرات الآلاف من السنين في أى مكان على مساحة الكرة الأرضية، ولكل عصر ازدهر فيه المسرح وتاريخ الأدب المسرحى يكشف عن نشاط اجتماعي وفكر متنور وتقويم للإنسان والمجتمعات عبر تأثير مسرحى ملموس.
يوضح لنا المؤلف مدى العلاقة الترابطية بين المسرح والجمال عبر العصور المختلفة، بداية من العصر الإغريقي، الذى يتضح من الفلسفة اليونانية أن أرسطو يقف إلى جانب أفلاطون في تقديره لموقف وحجم الإنسان داخل الفن ليصبح هذا الإنسان شخصا اجتماعيا يمثل ويقلد روح الشعب أو الجماعة أو النظام، وقد تركت الأفكار الجمالية الإغريقية أثرا في العصر الهيلليني، مرورا بالعصور الوسطى ومرحلة التطور المسرحي، وصولا بعصر النهضة الذى أصبح المسرح فيه مستقلا والفن لا وظيفيا.
وذكر المؤلف في جماليات المسرح عبر العصور، أن المسرح العربى حديث التاريخ ولا تظهر كثيرا في محاولاته القديمة أو الجديدة علامات أو إشارات جمالية حقيقية، فإن الفن المصرى في عصر مصر القديمة اشتمل على بعض الحاجات الجمالية التى دعت لظهور هذا الفن آنذاك، أما بالنسبة لعلم الجمال التمثيلي، فنجد أن الممثل هو رجل فن التمثيل والمهنة تضعه في نقطة ارتكاز تبعا لطبيعة المهنة التى تتطلب إبداعا يوميا ومستمرا في مباشرة حية ساخنة، حيث ناقشت العديد من الآراء الفلسفية لقضية الممثل.