الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"الوقف الإسلامي" بالسنغال: دور مهم للتصوف في التربية وتعليم قيم الدين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل الطريقة القادرية البودشيشة بالمغرب، لليوم الرابع على التوالي عقد مؤتمرها الدولي الـ14 تحت عنوان "التصوف والتنمية: دور البعد الروحي والأخلاقي في إعداد الرجال"، الذي يقام في الفترة من 6-12 نوفمبر الجاري.
وعرض القاضي محمد المرتضى بوسو منسق الطريقة المريدية، ورائد الوقف الإسلامي بالسنغال، رؤيته تحت عنوان "التصوف والأبعاد التنموية والاقتصادية في غرب أفريقيا: الطريقة المريدية نموذجًا"، مشيرًا إلى أن الطريقة المريدية تعود إلى الشيخ أحمد بمب امباكي.
وقال، إن التاريخ يعيد نفسه، فعلاقاتنا بالمغرب مشيخة وقيادة لها جذور تمتد إلى سنوات عديدة، وفي القرن الماضي وبعد ظهور شيخنا الخديم، ازدادت تلك الروابط؛ فكانت المراسلات بينه وبين مشائخ ووجهاء المغرب دائمة، أمثال عبد الرحيم بن الحسن بن عمر الكتاني، وأحمد التبر بن أبي بكر الحسني الإدريسي الفاسي، والذي التقى به في السنغال وأجازه الشيخ الخديم في الطريقة القادرية، إجازة مطلقة، والقائمة تطول، وهكذا كان حاله مع سائر علماء ومشايخ عصره.
وأضاف المرتضى: "قد انتشر الإسلام في غرب أفريقيا بفضل الطرق الصوفية إلى حد كبير، وكان لها دور مهم في تربية الناس وتعليمهم قيمَ الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العمل والكسب وعمارة الأرض".
وتابع:"الطريقة المريدية من أكثر الطرق انتشارًا في هذه المنطقة وخاصة في السنغال، وقد أسسها الشيخ المجاهد العارف بالله أبو المحامد أحمد بن محمد بن حبيب الله الملقب بخديم الرسول صلى الله عليه وسلم في حدود سنة 1300 من الهجرة.، وعلى الرغم مما تعرض له من اضطهاد شديد من قبل المستعمر الفرنسي لمدة 33 سنة، فقد نجح، بفضل منهجه التربوي الفعال، في تربية اتباعه المريدين الذين أصبحوا قوة دينية واجتماعية واقتصادية".
ولفت إلى أن هؤلاء المريدون يمتازون -من بين ما يمتازون- بحبهم للعمل وباستعدادهم لبذل جزء كبير من نتاج عملهم في مصالح الطريقة بصفة خاصة وفي مصالح المسلمين بصفة عامة، وهذه الميزة ليست وليدة صدفة لكنها تعكس مبدأين راسخين من مبادئ الطريقة المريدية هما العمل والخدمة. 
وحول مفهوم العمل في المريدية قال، إن الشيخ أحمد بامبا امباكي –مؤسس الطريقة المريدية- يعبر عن العمل بتعبيرات مختلفة مثل "كسب الحلال" و"طلب الحلال" و"التماس الحلال"، ولا يكاد يستعمل كلمة "العمل" بهذا المعنى في كتاباته. فهو حين يستعمل كلمة العمل يقصد بها العبادة، أي العمل الصالح أو العمل بالمعلوم كما يصرح بذلك في بعض كتاباته. 
وفيما يتعلق بمفهوم الخدمة في المريدية، أشار إلى أن المقصود من الخدمة في المريدية هو النشاط الذي يقوم به الشخص لنيل مرضاة الله، والمصطلح الحديث الذي يرادف الخدمة هو العمل التطوعي الذي أصبح له دور بارز في علاقة الأفراد بأوطانهم وفي العلاقات بين شعوب العالم.
ومن أسس العمل والخدمة في المريدية، أكل الحلال فهو عندهم فرض، ثم الاعتماد على الذات، فقد كان الشيخ حريصًا على الاستغناء عما في أيدي الناس لأن ما يأتي منهم غالبًا ما يكون فخًا لتقييد الحرية أو سلب الإيمان، وتصحيح مفهوم التوكل".