الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور عبدالعزيز بن أحمد بن أمين سرحان في حواره لـ «البوابة نيوز»: وثيقة مكة استمدت تعاليمها من نظيرتها بالمدينة المنورة.. مواجهة خطاب الكراهية مسئولية القيادات الدينية بالعالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لقاء دوليا، تحت عنوان «دور الدين والإعلام والسياسات فى مناهضة خطاب الكراهية» بالعاصمة النمساوية، فيينا، بمشاركة 200 من القيادات الدينية والإعلامية، خصوصا فى مجال شبكات التواصل الاجتماعى وصانعى السياسات فى المنظمات الدولية والحكومية، وعلى هامش المؤتمر، ألقى كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الدكتور عبد العزيز أحمد السرحان، المستشار الخاص للأمين العام، الذى أكد أهمية الحوار داخل المجتمعات وبين الأفراد, وفى وسائل الإعلام المختلفة، والتصدى لخطابات الكراهية بكل أشكالها ووسائلها. إلى نص الحوار..


< ماذا عن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؟
- يقوم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجهود جبارة لإثراء الحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ حيث أن العالم يحتاج لمثل هذه الحوارات لتصحيح كثير من المفاهيم والمغالطات لمواجهة خطاب الكراهية ولتعزيز التعايش السلمى بين المجتمعات فى هذا العالم، وهو حقيقى فالمركز يستحق منا الدعم والمؤازرة والتشجيع ليستطيع أن يؤدى رسالته على أكمل وجه.
< ما تفاصيل وثيقة مكة؟
- صدرت الوثيقة عن ألف ومائتين من كبار مفتى وعلماء الأمة الإسلامية، عن مؤتمرهم التاريخى المنعقد بجوار الكعبة المشرفة خلال الفترة 22-24 من شهر رمضان المبارك لعام 1440 هـ، الموافق 27-29 من شهر مايو لعام 2019.
وثيقة مكة تعتبر من أهم الوثائق فى العصر الحالي، وقد استمدت تعاليمها ومضامينها من وثيقة المدينة المنورة التى عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم، فى المدينة قبل 1400 عام، وهى وثيقة يمكن الاحتذاء بها وتطبيقها فى العصر الحالى وجميع المجتمعات؛ لأنها استمدت تعاليمها من القرآن والسنة، وأيضا من المشتركات بين الأديان، ويقول الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمة مهمة جدا «لو أننا، أى أتباع الأديان، عملنا وطبقنا 10% من المشتركات بيننا لأصبح العالم فى سلام دائم، وكان هناك تعايش سلمى فى مجتمعات العالم المختلفة، وآمل من الجميع الإصلاح على هذه الوثيقة، والتمعن فيها، والأخذ بما فيها من بنود كثيرة، لو طبقت يجعلنا ذلك نحل كثيرا من مشكلات العالم.

< كيف يمكن مواجهة خطاب الكراهية؟
- مواجهة خطاب الكراهية هو مسئولية القيادات الدينية فى العالم، وكذلك المؤسسات التربوية والاجتماعية والسياسية، وأهمها التربوية، وهى أن نربى الأجيال منذ نعومة أظافرهم على احترام الآخر وقبوله، وأن يطبقوا قول الله سبحانه وتعالى: {وقولوا للناس حسنى}، وكما هو معروف فى الدين الإسلامى؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ومن مكارم الأخلاق هو نبذ ورفض خطاب الكراهية، ويقول صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة».
< ماذا عن دور رابطة العالم الإسلامى مع الأديان الأخرى؟
- لرابطة العالم الإسلامى دور فى تطوير وتحسين العلاقات الإسلامية المسيحية، من منطلق دينى؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، ومن هذا المنطلق فإن الرابطة عززت مفهوم التعاون والحوار مع الآخر، سواء كان الآخر مسيحيًا أو يهوديًا أو بوذيًا أو هندوسيًا، وقد عززت أيضًا علاقتها بالفاتيكان؛ حيث تم لقاء تاريخى بينه وبين الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام للرابطة بقداسة بابا الفاتيكان، وهناك لجنة مشتركة تنسيقية مؤلفة من أعضاء رابطة العالم الإسلامى، ومن المجلس البابوى للحوار بين الأديان، وهذه العلاقة تتطور يوميا بعد يوم، بدأت منذ عهد الكاردينال الراحل توران، وحاليًا مع الكاردينال «إيسوزو»، كما أن هناك علاقات ممتازة مع كثير من القيادات اليهودية فى أمريكا وإيطاليا، وفى أوروبا بصفة عامة، وقام الدكتور العيسى بلقاءات متعددة مع القيادات البوذية فى سيرلانكا، وغيرها لتعزيز الحوار بين هذه الديانات، وهذا سينعكس على أتباع هذه الديانات أيضًا وسلمًا وعمقًا فى المعرفة.

< ما دور الرابطة مع اللاجئين؟
- تقدم الرابطة مساعدات للاجئين فى جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم لاجئو الروهنجا المتواجدين فى بنجلاديش، وأقامت الرابطة أكبر مخيم وتقديم المساعدات لهم، وأيضا للاجئين السوريين فى الدول العربية وغيرهم من اللاجئين، وهذا عمل إنسانى بتقديم الرابطة، وهو واجب إسلامى وإنسانى فى نفس الوقت. وتتمثل المساعدات فى المشاريع الغذائية والصحية مثل بناء المستشفيات والعيادات الطبية، نحو 26 مستشفى العالم، وإجراء عدد من عمليات القلب المفتوح والقسطرة وإعادة البصر، وكذلك المشاريع التربوية لبناء المدارس والمشاريع التنموية المستدامة.
< هل لديكم شراكات الرابطة مع المؤسسات الدولية؟
- الرابطة لها نحو 26 شراكة مع منظمات دولية، والهيئات والمنظمات الإغاثية والإنسانية بالعالم بدأ من الأمم المتحدة والصليب الأحمر وغيرها.

- ماذا عن مبادئ وثيقة مكة المكرمة؟
مبادئ وثيقة مكة المكرمة نصت على كل من: 
1- البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد، وهم متساوون فى إنسانيتهم، ويشملهم جميعا التكريم الإلهي.
2- رفض العبارات والشعارات العنصرية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة التى تزينها أوهام التفضيل المصطنعة، فأكرم الناس أتقاهم لله، كما أن خيارهم أنفعهم للناس.
3- الاختلاف بين الأمم فى معتقداتهم وثقافاتهم وطبائعهم وطرائق تفكيرهم، قدر إلهى قضت به حكمة الله البالغة، والإقرار بهذه السنة الكونية والتعامل معها بمنطق العقل والحكمة بما يوصل إلى الوئام والسلام الإنساني، خير من مكابرتها ومصادمتها، وعلى كل من هدى إلى الحق بيانه للناس.
4- التنوع الدينى والثقافى فى المجتمعات الإنسانية لا يبرر الصراع والصدام، بل يستدعى إقامة شراكة حضارية «إيجابية»، وتواصلا فاعلا يجعل من التنوع جسرا للحوار، والتفاهم، والتعاون لمصلحة الجميع، ويحفز على التنافس فى خدمة الإنسان وإسعاده، والبحث عن المشتركات الجامعة، واستثمارها فى بناء دولة المواطنة الشاملة، المبنية على القيم والعدل والحريات المشروعة، وتبادل الاحترام، ومحبة الخير للجميع.
5- أصل الأديان السماوية واحد، وهو الإيمان بالله سبحانه إيمانًا يوحده جل وعلا لا شريك له، وشرائعها ومناهجها متعددة، ولا يجوز الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأى من المنتسبين إليه.
6- الحوار الحضارى أفضل السبل إلى التفاهم السوى مع الآخر والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذوات الصلة، وهو ما يفيد فى الاعتراف الفاعل بالآخر، وبحقه فى الوجود، وسائر حقوقه المشروعة، مع تحقيق العدالة والتفاهم بين الفرقاء، بما يعزز احترام خصوصياتهم، ويتجاوز الأحكام المسبقة المحملة بعداوات التاريخ التى صعدت من مجازفات الكراهية ونظرية المؤامرة، والتعميم الخاطئ لشذوذات المواقف والتصرفات، مع التأكيد أن التاريخ فى ذمة أصحابه، ولا تزر وازرة وزر أخري، أيا كانت فصول التاريخ، وعلى أى دين، أو فكر، أو سياسة، أو قومية... حسبت.
7- براءة الأديان والفلسفات من مجازفات معتنقيها ومدعيها، فهى لا تعبر إلا عن أصحابها، فالشرائع المتعددة تدعو فى أصولها إلى عبادة الخالق وحده، والتقرب إليه بنفع مخلوقاته، والحفاظ على كرامتهم، وتعزيز قيمهم، والحفاظ على علاقاتهم الأسرية والمجتمعية الإيجابية.
8- التآزر لوقف تدمير الإنسان والعمران، والتعاون على خير الإنسانية ونفعها: يتحقق بعقد حلف عالمى فاعل يتجاوز التنظيرات والشعارات المجردة، وذلك لإصلاح الخلل الحضارى الذى يعتبر الإرهاب فرعا من فروعه، ونتيجة من نتائجه.
9- سن التشريعات الرادعة لمروجى الكراهية، والمحرضين على العنف والإرهاب والصدام الحضاري: كفيل بتجفيف مسببات الصراع الدينى والإثني.
10- المسلمون أثروا الحضارة الإنسانية بتجربة فريدة ثرية، وهم اليوم قادرون على رفدها بكثير من الإسهامات الإيجابية التى تحتاجها البشرية فى الأزمات الأخلاقية والاجتماعية والبيئية التى تعانى منها فى ظل الانعدام القيمى الذى أفرزته سلبيات العولمة.
11- مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان: واجب الجميع، ولا يجوز فيه التمييز ولا المحاباة، فالقيم العادلة لا تقبل التجزئة، ورفع الظلم ومساندة القضايا العادلة، وتكوين رأى عام عالمى يناصرها، ويقيم العدل فيها: واجب أخلاقى لا يجوز التلكؤ فى إحقاقه، ولا التمادى فى نسيانه.
12- الطبيعة التى نعيش بين جنباتها: هبة الخالق العظيم للإنسان، فقد سخر له ما فى السماوات وما فى الأرض، والاعتداء على موارد الطبيعة وإهدارها وتلويثها: تجاوز واعتداء على حق الأجيال القادمة.
13- أطروحة الصراع الحضاري، والدعوة للصدام، والتخويف من الآخر: مظهر من مظاهر العزلة والاستعلاء المتولد عن النزعة العنصرية، والهيمنة الثقافية السلبية، والانغلاق على الذات، وهو فى أحسن أحواله: ضلال منهجي، أو ضحالة فكرية، أو شعور بضعف مقومات البناء الحضاري، ومن ثم: السعى للدفع بالصراع نحو المواجهة عوضا عن أن يسود سيادة طبيعية سليمة متى امتلك القوة الذاتية.
14- الصراع والصدام يعمل على تجذير الكراهية، واستنبات العداء بين الأمم والشعوب، ويحول دون تحقيق مطلب العيش المشترك، والاندماج الوطنى الإيجابي، وبخاصة فى دول التنوع الدينى والإثني، كما أنه فى عداد المواد الأولية لصناعة العنف والإرهاب.
15- ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضارى وغاياته السامية، والتعرف الحقيقى على الإسلام: يستدعى الرؤية الموضوعية التى تتلخص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زورًا إلى شرائعه.
16- ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية: واجب الجميع، وكذا التعاون فى التصدى للتحديات الأخلاقية، والبيئية، والأسرية، وفق المفاهيم الإسلامية والإنسانية المشتركة.
17- الحرية الشخصية لا تسوغ الاعتداء على القيم الإنسانية، ولا تدمير المنظومات الاجتماعية، وثمة فرق بين الحرية والفوضى، وكل حرية يجب أن تقف عند حد القيم وحريات الآخرين، وعند حدود الدستور والنظام، مراعية الوجدان العام، وسكينته المجتمعية.
18- التدخل فى شئون الدول: اختراق مرفوض، ولا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، ولا يسوغ التدخل مهما تكن ذرائعه المحمودة، إلا وفق شرعية تبيح ذلك من خلال طلب رسمى لمصلحة راجحة فى مواجهة معتد أو ثائر أو مفسد، أو لإغاثة أو رعاية أو تنمية أو نحو ذلك.
19- تجارب التنمية الناجحة عالميًا: أنموذج يحتذى فى ردع أشكال الفساد كافة، وأعمال مبدأ المحاسبة بوضوح تام، والعمل على تغيير الأنماط الاستهلاكية التى تعيق برامج التنمية، وتستنزف المقدرات، وتهدر الثروات.
20- تحصين المجتمعات المسلمة: مسئولية مؤسسات التربية والتعليم بمناهجها ومعلميها وأدواتها ذوات الصلة، وعموم منصات التأثير - وبخاصة منابر الجمعة، ومؤسسات المجتمع المدنى - مستوجبة توعية عاطفتهم الدينية، والأخذ بأيديهم نحو مفاهيم الوسطية والاعتدال، والحذر من الانجرار السلبى إلى تصعيد نظريات المؤامرة، والصدام الدينى والثقافى، أو زرع الإحباط فى الأمة، أو ما كان من سوء ظن بالآخرين مجرد أو مبالغ فيه.
21- تحقيق معادلة العيش المشترك الآمن بين جميع المكونات الدينية والإثنية والثقافية على اتساع الدائرة الإنسانية: يستدعى تعاون القيادات العالمية والمؤسسات الدولية كافة، وعدم التفريق - عند مد يد العون السياسى أو الاقتصادى أو الإنساني - بين الناس على أساس دينى أو عرقى أو غيره.
22- المواطنة الشاملة استحقاق تمليه مبادئ العدالة الإسلامية لعموم التنوع الوطني، يحترم فيها الدستور والنظام المعبر عن الوجدان الوطنى بإجماعه أو أكثريته، وكما على الدولة استحقاق فى ذلك، فعلى مواطنيها واجب الولاء الصادق، والمحافظة على الأمن والسلم الاجتماعي، ورعاية حمى المحرمات والمقدسات، وذلك كله وفق مبدأ الاستحقاق المتبادل، والحقوق العادلة مع الجميع، ومن بينهم الأقليات الدينية والإثنية.
23- الاعتداء على دور العبادة عمل إجرامى يتطلب الوقوف إزاءه بحزم تشريعي، وضمانات سياسية وأمنية قوية، مع التصدى اللازم للأفكار المتطرفة المحفزة عليه.
24- تعزيز مبادرات وبرامج مكافحة الجوع، والفقر، والمرض، والجهل، والتمييز العنصري، والتدهور البيئي: منوط بتضامن الجهات المسئولة كافة، الحكومية والأممية والأهلية والناشطين ذوى الصلة فى خدمة العمل الإنساني، وصيانة كرامة الإنسان وحفظ حقوقه.
25- التمكين المشروع للمرأة وفق تأطير يحفظ حدود الله تعالي: حق من حقوقها، ولا يجوز الاستطالة عليه بتهميش دورها، أو امتهان كرامتها، أو التقليل من شأنها، أو إعاقة فرصها، سواء فى الشئون الدينية أو العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، ولا سيما تقلدها فى ذلك كله المراتب المستحقة لها دون تمييز ضدها، ومن ذلك: المساواة فى الأجور والفرص، وذلك كله وفق طبيعتها، ومعايير الكفاءة والتكافؤ العادل بين الجميع، والحيلولة دون تحقيق تلك العدالة: جناية على المرأة بخاصة والمجتمعات بعامة.
26- العناية بالطفل صحيًا وتربويًا وتعليميًا: طليعة مسئوليات الدول والهيئات والمؤسسات الأممية والأهلية ذوات الصلة، فضلًا عن مسئوليات الأسرة، وبخاصة العمل على صياغة فكره بما يوسع آفاقه ويعزز قدراته، ويمكن لفرص إبداعه ومهارات تواصله، ويحصنه من الانحراف. 
27- تعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، واللغة، وحمايتها من محاولات الإقصاء أو الذوبان المتعمد وغير المتعمد: يتطلب حماية الشباب من أفكار الصدام الحضارى والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكرى بتشدده أو عنفه أو إرهابه، مع تقوية مهارات تواصل الشباب مع الآخرين بوعى يعتمد أفق الإسلام الواسع وأدبه المؤلف للقلوب، ولا سيما قيم التسامح والتعايش بسلام ووئام وجود الآخر، ويحفظ كرامته وحقوقه، ويرعى أنظمة الدول التى يقيم على أرضها، مع التعاون والتبادل النافع معه، وفق مفاهيم الأسرة الإنسانية التى رسخ الإسلام مبادئها الرفيعة.
ويرى مصدرو هذه الوثيقة أهمية إيجاد منتدى عالمي (بمبادرة إسلامية) يعنى بشئون الشباب بعامة، يعتمد ضمن برامجه: التواصل بالحوار الشبابى البناء مع الجميع فى الداخل الإسلامى وخارجه، متبنيا أطروحات الشباب وإشكالاتهم كافة، بوضوح ومصارحة تامة، من خلال كفاءات تتميز بالعلم والحس التربوي، تتبادل مع الشباب الحوار والنقاش بخطاب مواز يتفهم مرحلتهم ومشاعرهم، تلافيًا لغياب مضى أحداث فراغًا، وعاد بنتائج سالبة.
28- تجاوز المقررات والمبادرات والبرامج كافة وطرحها النظري، وشعاراتها الشكلية، وتكاليفها غير المجدية، إلى الفاعلية من خلال أثر إيجابى ملموس، يعكس الجدية، والمصداقية، وقوة المنظومة، وبخاصة ما يتعلق بإرساء السلم والأمن الدوليين، وإدانة أساليب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والاتجار بالبشر، والإجهاض غير المشروع.
29- لا يبرم شأن الأمة الإسلامية، ويتحدث باسمها فى أمرها الدينى وكل ذى صلة به: إلا علماؤها الراسخون فى جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة، وما امتازت به من بركة رحاب قبلتهم الجامعة، والعمل الدينى والإنسانى المشترك الهادف لمصلحة الجميع: يلزم تشارك الجميع دون إقصاء أو عنصرية أو تمييز لأتباع دين أو عرق أو لون.