الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بيت الحكمة تُطلق صالونها الثقافي الشهري بـ"طريق الصين"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلقت مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية، أولى فعاليات صالونها الثقافي الشهري بندوة بعنوان "طريق الصين"؛ بحضور نائب السفير الصيني بالقاهرة، والتي تحدث فيها الدكتور ناصر عبدالعال أستاذ اللغة الصينية والمستشار السياحي السابق بالسفارة المصرية ببكين، والدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية؛ ويشرف على الصالون الكاتب الصحفي والمتخصص في الشأن الصيني عماد الأزرق وهو باحث وصحفي متخصص في الدراسات الصينية.
وقال الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين، إن "صالون بيت الحكمة الثقافي" يُعّد أول صالون ثقافي مصري مهتم بالشأن الصيني ومناقشة تطوراته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والأدبية والاجتماعية والتي تتناول الرؤية المصرية للصين حتى لو اختلفت الرؤى". 
وأشار السعيد، في افتتاحية الندوة، إلى أن الصالون -الذي سيعقد دوريا في الثلاثاء الأول من كل شهر- سيكون نافذة للتعرف منها وخلالها على الصين في مختلف المجالات "بهدف إلقاء الضوء عبر هذا المنظور المصري الخالص لصناع القرار، والوقوف على نقاط القوة في التجربة الصينية وكيفية الاستفادة منها في مصر والمنطقة العربية، وكذلك التعرف عن قرب على الثقافة الصينية وعلى النموذج الصيني في الحكم والسياسة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
ولفت السعيد، مؤلف كتاب "طريق الصين" الذي افتتح به الصالون أول ندواته، في تقديمه، إلى أن الصالون سيقدم في كل جلسة من جلساته قراءة في أحد أهم الكتب التي تتناول الشأن الصيني في مختلف مجالات وسيتم دعوة مترجم الكتاب أو مؤلفه، ثم يعقبه نقاش بين أبرز المختصين في هذا المجال "وليس شرطا أن يكون لهم علاقة مباشرة بالشأن الصيني لمحاولة الاستفادة من الموضوع المطروح للنقاش وعرض الموضوع من وجهة نظر مصرية وعربية خالصة"، كما لفت إلى أن الصالون "بمثابة رئة معرفية جديدة تتيح للباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الصيني أطرًا معرفية حديثة يمكنهم من خلالها دراسة التجارب الشرقية، في إطار "التوجه شرقا" وفي القلب منه الصين خصوصا للباحثين الأكاديميين والمهتمين بالشأن الصيني من غير دارسي اللغة الصينية".
وأكد السعيد أن كل دولة لها رؤية للصين ومشروعها تختلف عن الأخرى "فالرؤية الأمريكية تختلف عن المصرية أو اليونانية أو الخليجية. من هنا يجب أن تكون هناك منصة متوازنة تتفق ورؤيتنا ومصالحنا".
وقال الكاتب الصحفى عماد الأزرق، المتخصص في الشأن الصيني، إن "صالون بيت الحكمة الثقافي" لا يتحدث عن الصين أو وجهة نظرها، لكنه يتناول رؤية مصر للصين والدور الذي يمكن أن تقوم به في المنطقة العربية وكيف يمكن تناول الموضوعات المشتركة.

وأضاف الأزرق أن خطة عمل الصالون تعتمد على طرح الكتب التي تتناول الشأن الصيني عبر استضافة مؤلفيها أو مترجميها والحديث عن موضوعاتها؛ ولفت إلى أن المؤسسة ستقوم بطرح أكبر مكتبة رقمية عن الصين، والتي تضم أكثر من 48 ألف كتاب تتناول كافة المجالات التي يتناولها الباحثين.
وشهدت احتفالية تدشين الصالون عرض فيلم تسجيلي قصير يتناول نشأة مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية في الصين والدول العربية، وتطور وانفتاح أعمالها خلال الأعوام القليلة الماضية، حتى صارت الرابط الأهم بين الثقافتين الصينية والعربية، والممثل المصري والعربي الدائم لأغلب المعارض والأنشطة الصينية التي تهتم بالمنطقة.
وقال الدكتور ناصر عبدالعال أستاذ اللغة الصينية والمستشار السياحي السابق بالسفارة المصرية ببكين، إن الدكتور أحمد السعيد صاحب كتاب "طريق الصين" قدم رؤية موضوعية عن الصين التي تحترم الحضارة المصرية وتبجلها، والفترة الأخيرة ساهم الإعلام بشكل كبير في تقديم الصين للمواطن المصري، والتي تعد دولة كبيرة، وفق وصف رئيس الوزراء الصيني الأسبق؛ واستعرض في حديثه التغيرات التي مرت بها الصين على مدى العقود السابقة، مرورًا بالدولة الحديثة التي وضع أساسها ماو تسي تونج.
ولفت عبد العال إلى أن التقدم الحقيقي يبدأ بالتشريعات "وهو الأمر الذي نجحت فيه بشدة"، مشيرًا إلى أنه رغم كراهية البلاد العربية للشيوعية لأن سيرتها ترتبط بالإلحاد، وفق قوله، لكن الصين فخورة بشيوعيتها المبنية على خصائص تميزها وحدها، لذلك فهي الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؛ وأوضح أن سر نجاح الحزب الشيوعي الصيني هو أن الشعب استبدله بالإمبراطور، وحدث تواصل كبير بين القاعدة الشعبية والفروع الحزبية ليحدث تلاحم قوي "ولم تشر الصين إلى قوتها الحقيقة طوال تلك العهود إلا بعد نجاحها في تنظيم أولمبياد بكين".
من جانبه أكد لي دونغ الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة على عمق ومتانة العلاقات المصرية الممتدة عبر التاريخ ميشيرا إلى أن الصين لا يمكن أن تنسى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين عام 1956 بعد إعلان جمهورية الصين الشعبية.
وقال: إن الصين حريصة دائما على أن تكون علاقاتها الخارجية في إطار مبدأ الفوز المشترك والاستفادة المتبادلة لافتا إلى تنامي الاستثمارات الصينية في مصر خصوصا في منطقة التعاون الاقتصادي بشمال خليج السويس وكذلك مشاركة الصين في مشروعات التنمية والبنية الأساسية وزيادة عدد السياح الصينيين إلى مصر حيث بلغ عدد السياح الصينيين إلى مصر العام الماضي إلى 500 ألف سائح وكذلك زيادة الصادرات المصرية للصين فضلا عن التعاون في مجال الأقمار الصناعية وغيرها من المجالات.
بدوره أبرز الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية التطور الكبير الذي شهدته الصين خاصة منذ إطلاق الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ لسياسة الإصلاح والانفتاح ونجاح الصين في الحفاظ على الطبقة الوسطى بل وزيادة مساحتها؛ ولفت فرحات إلى نجاح اصين في مواجهة إلى المساعي الدولية المختلفة وخاصة ما يتعلق بسعي القوى لكبرى لإثارة المشكلات في وجه الصين سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية مشيدا بالمواجهة الصينية الواثقة في إمكاناتها وقدراتها وهي تواجه هذه التحديات الخارجية أو الداخلية.
وتأسست بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين تباعا منذ عام 2013 بهدف العمل على بناء جسر تعاون ثقافي إنساني حقيقي وعادل بين الشرق والشرق، وأن تربط من خلال الثقافة ومنتجاتها ووسائلها المختلفة بين قلوب وعقول العرب وباقي دول العالم وخاصة الصين، ويقع المقر الرئيسي لبيت الحكمة في قلب ميدان التحرير الشهير بالقاهرة، ويعمل ببيت الحكمة وفروعها أكثر من 50 موظفًا يشكلون فريق عمل متكاملًا يعمل في التخصصات الثقافية التي تمارسها بيت الحكمة كما تمتلك بيت الحكمة فروعا بكل من الصين والإمارات والمغرب.
ومنذ تأسيسها وحتى الآن، تتعاون بيت الحكمة مع أكبر كيانات النشر والثقافة بالمنطقة العربية كما تتعاون مع أكثر من 75 دار نشر صينية في تعريب ونشر أكثر من 500 عنوان من الصينية للعربية، وأكثر من 50 عنوانًا من العربية للصينية. وقد دشنت بالقاهرة مكتب تحرير بالشراكة مع مجموعة اليانغتسي الصينية الشهيرة وهو مكتب متخصص في تحرير كتب الثقافة الصينية والمعارف الرئيسية، كما أن بيت الحكمة شريك لواحدة من كبرى دور نشر كتب الأطفال بالصين وهي دار نشر جيلي لكتب الأطفال في أول دار نشر عربية باستثمارات صينية وهي دار نشر جيلي الدولية للثقافة والنشر بالقاهرة.
ولبيت الحكمة نشاط أيضا في التجارة الثقافية والاستيراد والتصدير في مجال الصناعات الثقافية، حيث تصدّر المنتجات الثقافية التراثية والحرف اليدوية للصين وغيرها من الدول، وهي شريك رئيسي وممثل رسمي لمنطقة التجارة الثقافية الدولية ببكين وغيرها من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة بالصين، وهي المستورد الرئيسي بالمنطقة العربية للمنتجات الثقافية الصينية ومنتجات أعياد الربيع الصينية الشهيرة والتي توزعها عبر شبكة موزعيها في الدول العربية، وتشارك بيت الحكمة ضمن الجناح المصري الرسمي في كافة المعارض الصينية كممثل لمجال التجارة الثقافية والمنتجات المصرية الثقافية. 
وتعمل بيت الحكمة كذلك في مجال تعليم اللغات والتدريب وخاصة اللغة الصينية، حيث أسست مكتب التحرير المصري الصيني بالتعاون مع دار نشر ساينولنغوا التابعة للمجموعة الصينية للنشر الدولي، وبيت الحكمة وكيل حصري لكتب ومناهج ومعاجم تعليم اللغة الصينية بالمنطقة العربية، ووكيل حصري لكبرى دور النشر الصينية المتخصصة في نشر وإصدار كتب تعليم اللغات.
ولبيت الحكمة باع طويل في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض الثقافية والفنية في الصين والدول العربية، وكانت شريكًا محليًا ومنسقًا لمشاركة الصين كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي للكتاب عام 2018 ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 2019، وقدمت خلالهما الدعوة لأشهر الكتّاب والأدباء الصينيين، وتنظم مؤتمرات سنوية حول العلاقات الصينية العربية والدراسات والأبحاث، وفي مجال الميديا والمسلسلات والأفلام الوثائقية، حصلت بيت الحكمة على حقوق بث أكثر من 20 مسلسلًا وفيلمًا وثائقيًا من الصين لترجمتها ودبلجتها وعرضها في المنطقة العربية كما أنها تملك بالصين شركة متخصصة في إنتاج المرئيات والوثائقيات وتشارك بشكل سنوي في مهرجانات الإذاعة والتلفزيونات والسينما وتملك فريقًا متخصصًا في الدبلجة والتسجيل الصوتي والترجمة المحترفة.