الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

بعد هزيمة برشلونة أمام ليفانتي.. "لاليغا" المنافسة الأكثر مساواة في أوروبا

فوز ليفانتي على برشلونة
فوز ليفانتي على برشلونة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الفوز الدرامي لفريق ليفانتي على برشلونة بنتيجة 3-1 فقط، آخر حلقة من السباق جد المثير للفوز بلقب لاليغا في موسم 2019/20، حيث تتواجد خمسة فرق على بعد نقطة واحدة من الصدارة، وهو دليل إضافي على التطور الذي شهدته كرة القدم الإسبانية خلال السنوات الأخيرة.
وقد عرفت الجولة الأخيرة والمثيرة من لاليغا سانتاندير في نهاية الأسبوع الماضي حصول ريال بيتيس على التعادل بنتيجة 0-0 أمام ريال مدريد، كما انتهت المباراة الساخنة بين أتلتيكو مدريد وإشبيلية بالتعادل أيضا بنتيجة 1-1، في حين وصل ريال سوسيداد إلى أعلى جدول الترتيب بعد الفوز بنتيجة 2-1 على غرناطة الذي كان يتصدر الترتيب في الأسبوع الماضي.
ويعني كل ذلك أن برشلونة وريال مدريد وريال سوسيداد يتوفرون على 22 نقطة بعد 12 جولة من موسم 2019/20. ويبتعد كل من أتلتيكو مدريد وإشبيلية فقط بنقطة واحدة، بينما يتوفر غرناطة على 20 نقطة، وخيتافي على 19 نقطة، وأوساسونا وفياريال على 18 نقطة، في الوقت الذي وصلت فيه فرق فالنسيا وليفانتي وأتلتيك بيلباو وبلد الوليد إلى 17 نقطة، وبذلك يكون الهامش بين هذه الفرق لا يتعدى خمس نقط. ويعني ذلك أن هناك 13 فريقا تفصل بينها فقط خمس نقط.
صرح قائد ريال مدريد في التلفزيون الإسباني في ليلة السبت أن لاليغا أصبحت أفضل بطولة لكرة القدم في العالم بسبب وجود العديد من الأندية القوية.
وقال راموس "هذه هي حقيقة كرة القدم عندنا"، "يزداد الأمر صعوبة يوما بعد يوم. اليوم فاز فريق ليفانتي على برشلونة، ولذلك لا يمكن أن تقول أبدا أن فريقا ما سيفوز بشكل قطعي، وهذا ما يجعل لاليغا أفضل بطولة لكرة القدم في العالم. أي خطأ قد يؤدي بك إلى النزول في جدول الترتيب".
راموس يعرف عما يتكلم: ففي الشهر الماضي، سقط فريقه الممتلئ بلاعبين فازوا بدوري أبطال أوربا أمام ريال مايوركا، والذي كان يلعب منذ 18 شهرا فقط في القسم الثالث بإسبانيا: القسم الثاني ب.
وقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم الكثير من النتائج المفاجئة الأخرى. فقد انهزم حامل لقب العام الماضي برشلونة أيضا أمام أتلتيك بيلباو وغرناطة، ونجد فريق مايوركا الذي انتصر على نجوم ريال مدريد يذوق طعم الهزيمة في الجولة التالية أمام فريق ليغانيس المحتل للرتبة الأخيرة في ذلك الوقت. 
وكان فريق غرناطة يتصدر الترتيب إلى أن سقط في منتصف الأسبوع الماضي أمام خيتافي، بينما كان أتلتيكو مدريد في أعلى المراتب قبل أن ينهزم أمام ريال سوسيداد. كل أسبوع يحمل معه مفاجأة جديدة، وغالبا ما يحمل معه أيضا مُتصدّرا جديدا لجدول الترتيب.
غير أن هذا التنافس المحتدم على صدارة ترتيب لاليغا يتعارض مع ما تشهده البطولات الكبيرة الأخرى في أوروبا. ففريق ليفربول الذي يتصدر ترتيب الدوري الممتاز الإنجليزي يبتعد عن صاحب المرتبة الثانية مانشستر سيتي بست نقط، ويبتعد عن فريق أرسنال الذي يحتل الرتبة الخامسة بـ 14 نقطة. ويبدو أن فريق باريس سان جرمان يستعد للفوز بلقبه الثامن في فرنسا خلال تسع مواسم، حيث يبتعد بسبع نقط. وفي إيطاليا، يحظى جوفنتوس بالكثير من الحظوظ للفوز بلقبه التاسع بشكل متتالي في الدوري الإيطالي للدرجة الأولى بعد أن حقق الفوز تسع مرات وتعادل في مناسبتين خلال 11 مباراة لحد الآن. ويبدو أن الدوري الألماني للدرجة الأولى يشهد توازنا أكثر في هذا الموسم لحد الآن، على الرغم من أن بايرن ميونيخ يظل المرشّح الأول للفوز بالبطولة الألمانية للسنة الثامنة على التوالي. بناءً على ذلك، لن يكون من الإجحاف اعتبار لاليغا حاليا البطولة الأكثر تنافسية من بين البطولات الكبرى في أوروبا.
من بين العوامل الأساسية التي ساهمت في إضفاء التنافسية على الدرجة الأولى للبطولة الإسبانية، هناك عمليات الرقابة المالية التي تم إقرارها منذ سنة 2012 من قِبل رئيس لاليغا خافيير تيباس. وينطوي ذلك على توزيع أكثر عدلاً لمداخيل البث التلفزيوني، مما يضمن حصول النوادي الأصغر على مبالغ هامة تتزايد قيمتها في كل سنة. 
كما أدرجت لاليغا إجراءات رقابية اقتصادية، والتي تحدد بموجبها السلطات المختصة كم يجب أن ينفق كل نادي في جداول الرواتب الخاصة به، بحيث لن يحاول أي نادي أن ينفق أكثر من إمكانياته.
وقد تم الجمع بين هذين العاملين الجديدين للمساعدة على وضع حدّ لدورات الصعود والنزول التي كانت تعاني منها بعض النوادي، ويعني ذلك أيضا أنه بإمكان النوادي الأصغر أن تستقطب نجوما من طراز عالمي. يتوفر فريق بيتيس حاليا على لاعبٍ فائز بكأس العالم سنة 2018 يتمثل في وسط الميدان الفرنسي نبيل فقير، في حين عزز ليفانتي صفوفه بشكل ملموس هذا الصيف بتعاقده مع 10 لاعبين جُدد من خمس جنسيات مختلفة.
وقد أدى ذلك إلى وجود سباق على اللقب غير متوقع النتائج، حيث تجد الفرق الكبيرة التقليدية أمام اختبارٍ لقدراتها في كل مباراة. منذ سنتين، كان من المعتاد ابتعاد برشلونة وريال مدريد بسرعة عن باقي الفرق، ثم يتنافسان بعد ذلك على اللقب. وقد وصل الفريق الأبيض إلى 100 نقطة في موسم 2011/12، في الوقت الذي كان فيه فريق فالنسيا الذي كان يعيش صعوبات كثيرة يحتل المرتبة الثالثة بمجموع 39 نقطة. وعادل الفريق الأحمر والأزرق هذا الرصيد من النقط في الموسم التالي، في حين احتل أتلتيكو مدريد الرتبة الثالثة بمجموع 76 نقطة، وكان ريال سوسيداد رابعا برصيد 66 نقطة.
غير أن الأمور تغيرت بسرعة ملحوظة. منذ سنتين، كان الفارق بعد الجولة 12 بين صاحب المرتبة الأولى برشلونة وصاحب الرتبة الخامسة إشبيلية يصل إلى 12 نقطة. وفي هذا الوقت من الموسم السابق، كانت هناك أربع فرق تبتعد بأربع نقط عن صدارة الترتيب. في الوقت الحالي، يحتل بلد الوليد الرتبة 13 ولا يبتعد عن متصدري الترتيب إلا بخمس نقاط. ولا يزال الوضع يتغير في كل أسبوع؛ ويجب العودة إلى غاية موسم 1998/99 .