السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: المسيحي لا يرتبط بنموذج واحد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان: ليس للمسيحي نموذج ثقافي واحد، وكما قال يوحنا بولس الثاني "فيما تحافظ كليًّا على ذاتها، في أمانة مطلقة لإعلان الإنجيل والتقليد الكنسي، تتشّم المسيحية أيضًا بوجه الثقافات والشعوب العديدة حيث قبلت وتأصّلت". يزيّن الروح القدس الكنيسة، بتعابير جديدة للأشخاص والجماعات التي تحتضن الإنجيل. وهكذا، تصبح الكنيسة، التي تتبنّى قيم الثقافات المختلفة "العروس التي تتزين باللآلئ"، والتي يتحدّث عنها النبي أشعيا. صحيح أن بعض الثقافات ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالوعظ بالإنجيل وبتطوّر الفكر المسيحي. ولكن في الوقت الذي نعيشه اليوم، من الملّح جدًّا أن نأخذ بعين الاعتبار أن البشارة ليست مرتبطة بأي ثقافة. وفي التعامل مع ثقافات جديدة أو مع ثقافات لم تعرف المسيح بعد، يجب ألا نحاول فرض شكل ثقافي معيّن مع التبشير الإنجيلي. اليوم، حتى في العمل التبشيري، من المهم للغاية عدم حمل "الأمتعة الثقيلة".
في الحياة المسيحية، تنبع اختبارات الاستشهاد وإعلان الإنجيل للجميع من المصدر عينه، عندما تضع محبة الله المنبثقة من الروح القدس في قلوبنا القوة والشجاعة والعزاء. انّ الاستشهاد هو التعبير الاسمى عن الاعتراف بالمسيح والشهادة له وبهما تتمّ الرسالة ويُنجز العمل الرسولي. أفكِّر دائمًا في الأخوة الأقباط الذين ذُبحوا في ليبيا، ونطقوا باسم يسوع بهدوء بينما تُقطع رؤوسهم. وأفكر في أخوات الأم تيريزا اللواتي قُتلن في اليمن أيضًا بينما كنّ يعتنين بالمرضى المسلمين في مأوى المسنّين المعوقين. وكنّ يرتدين مآزر العمل فوق اثوابهن الرهبانية عندما قُتلن. كلهم فائزون، وليسوا "ضحايا"وإنّ استشهادهم، يلقي الضوء على الشهادة للمسيح في الحياة اليومية مثل ما يراه المرء عندما يذهب لزيارة منازل المرسلين المسنّين، ويرى كيف باتت أحوالهم مزرية بعد ما عانوه. وقد أخبرني أحد المرسلين أن الكثير منهم يفقدون ذاكرتهم وبالتالي لا يذكرون شيئًا من أعمال الخير التي قاموا بها "ولكن هذا لا يهمّ، لأنّ الربّ يتذكر ذلك جيدًا" بحسب قوله.