حصة إنسانية.. شقة الأستاذ محمد أكلتها النار

على بعد امتار قليلة من شارع الفالوجا بالعجوزة بمحافظة الجيزة، وداخل أحد الشوارع الضيقة، يعيش عم "محمد" بشقة صغيرة تتكون من غرفة ضيقة وصالة وحمام، قبل بزوغ ضوء الشمس يستيقظ عم محمد الذي بلغ من العمر أرذله، كي يستعد للذهاب إلى عمله، حيث يعمل مدرسا بإحدى مدارس العجوزة بالجيزة، وقبل نزوله بلحظات يوقظ زوجته الممتدة طوال اليوم على الفراش حيث إنها تعاني من أمراض عديدة بالقلب والربو والروماتيزم، فيقوم بوضع "فيش" التليفزيون كي تسلي أوقاتها إلى أن يعود من العمل. 

بعد نزوله بساعتين فقط شاهدت "نادية" صعود أدخنة من "المشترك" الكهربائي، لم تستطع سوى إطلاق صرخات استغاثة حتى صعد الجيران لها وقاموا بحملها لإحدى الشقق المجاورة وما أن عادوا حتى أتت النار على كل محتويات الشقة وتحولت إلى كومة من الرماد.

طيلة فترة زواجهم التي شارفت على الأربعين عاما لم يرزقهم الله بأبناء، لكنهم يحمدون الله دائما ويسنون على فضله عليهم.

تقول نادية محمد حماد ٧٢ عاما صاحبة الشقة، كل يوم بنشيل فيش الكهرباء بالليل ولما جوزي بيصحي عشان يروح المدرسة بيشغلي التلفزيون، وأنا ما بتحركش غير لو روحت الحمام فقط عشان عندي القلب والروماتيزم

وتضيف جوزي نزل وشغلي التلفزيون زي كل يوم وبعد ما نزل بساعتين لقيت فيش الكهرباء ولعت بسبب ماس كهربائي وقعدت أصوت لغاية لما وصل الجيران اللي كسروا باب الشقة عشان ينقذوني، وساعتها كان نص التليفزيون مولع وعقبال ما نزلوني تحت وطلعوا لقوا النار كلت الشقة كلها بكل محتوياتها، وتواصل أنا ما ليش حد غير ربنا وجوزي وما عندناش عيال ويدوب اللي بيجي على قد اللي رايح وبنعيش اليوم بيومه وعلى قدنا.

وتختتم كلامها اناشد أهل الخير والقلوب الرحيمة النظر إلينا ومساعدتنا، علشان إحنا ما عندناش مكان نسكن فيه.

قال أحد ساكني العقار، إنه فوجئ بأصوات عالية داخل المنزل بأنه يوجد حريق داخل شقة بالطابق الثالث وعلى الفور قام وعدد من الأهالي بمحاولة إطفاء الحريق بعد إبلاغ النجدة.

للتواصل مع الحالة 01064860606