الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الشيخ زايد.. زعامة عربية خالدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمر اليوم الذكرى الخامسة عشر لرحيل زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة، اول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة الذي رحل عن عالمنا في الثاني من نوفمبر من عام 2004.
وكان عطاء الشيخ زايد لا ينفذ ولا ينضب واستمر بنفس العطاء في كل المناصب التي تولاها خلال رحلته لنهضة وتنمية الإمارات، وتولى أول منصب وهو في الثامنة والعشرين من عمره عام 1946 أميرا لمدينة العين التي قاد فيها ثورة كبيرة لنصرة الإنسان حيث أفتتحت أول مدرسة بالعين تحت مسمى المدرسة «النهيانية» في 1959 بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق ومستشفى وسوق تجاري.
وفي 1966 تولى مسئولية إمارة أبوظبي واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في 2004 وكانت له إنجازات بارزة في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان الشعبي وتطوير المدن.
وانتقل من ذلك المنصب إلى رئاسة مجلس وزراء الإمارات في العاشر من ديسمبر من عام 1971 ليرأس أول جلسة في قصر أبوظبي.

دور بارز في حرب أكتوبر
بعد اندلاع الحرب العربية ضد الاحتلال الإلسرائيلي في السادس من أكتوبر من عام 1973 كانت للإمارات دورا هاما وكبيرا في الضغط على الولايات المتحدة لاثنائها عن دعم إسرائيل، واستخدمت الإمارات سلاح البترول في مواجهة العنجيهة الأمريكية، وأطلق زايد مأثورته الشهيرة «إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر».
وخلال المعركة الدائرة بين الجيوش العربية وإسرائيل عقد «زايد» مؤتمرا صحفيا وسأله أحد الصحفيين الأجانب «ألست خائفا من الدول الكبرى، لقد كنت أول من قطع النفط عن الولايات المتحدة؟» فكان جوابه «إننا لا نخاف من أحد، وإذا تسلل الخوف إلى قلوبنا فإننا لن نقاتل دفاعًا عن شرفنا، ونسترد حقوقنا المسلوبة، إن أغلى شيء يملكه الإنسان هو روحه والأرواح بيد الله عز وجل».
وتابع «إن إسرائيل توجه صواريخها إلى الأرض العربية، وتتمركز فيها منذ أكثر من 30 عامًا، والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي يصل إليها برًا وبحرًا وجوًا وبالمال الذي يدفع لها من الخزانة الأمريكية كل يوم بلا حساب، فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر؟».
وأكد دوما في كل مناسبة أن «العالم العربي كله لا يسعى إلى الحرب، وإنما يسعى في نضاله ضد إسرائيل إلى استعادة الحق الذي اغتصبته دون وجه حق أو سند قانوني، نحن ندافع عن أرضنا التي عشنا عليها منذ آلاف السنين، ولم نترك بابًا واحدًا للسلام إلا وطرقناه، نحن أصحاب حق ونرى أن كل إنسان على هذه الأرض يجب أن يحظى بالاحترام والشعور الإنساني الذي يرفض الظلم ويتطلع إلى العدالة».
وفي عام 1976 زار الشيخ زايد مصر ليقص شريط المدينة التي تحمل إسمه بمحافظة الإسماعيلية وتبرع بانشائها مساهمة منه في جهود إعادة إعمار مدن القناة التي دمرت بسبب حرب الخامس من يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973.


دورالإمارات على الصعيد العربي
وواصل الشيخ زايد المضي في أداء دوره المنوط به في رعاية مصالح الأمة العربية وفي أكتوبرمن عام 1980 دعا إلى عقد قمة عربية طارئة لانقاذ لبنان من الحرب الأهلية، كذلك كان له دورا بارزا في تحرير الكويت من الغزو العراقي حيث كانت له مأثورة خالدة تقول «إذا وقعت أي واقعة على الكويت، فإننا لا نجد من الوقوف معها بدًا مهما حدث.. فهذا شيء نعتبره فرضًا علينا يمليه واقعنا وتقاربنا وإخوتنا» بالإضافة إلى دور الجيش الإماراتي الذي دعم الكويت وتحريره، ووجه نداءا لشباب الإمارات وكل قادر على حمل السلاح إلى التطوع في صفوف القوات المسلحة الإماراتية دفاعا عن الكويت وكان لذلك أثرا بالغا في نفوس الشباب الكويتي الذي بعث إليه رسالة أعربوا فيها عن بالغ شكرهم، ورحب الشيخ زايد دوما بالعائلات الكويتية التي لجأت إلى بلاده.
وأكد الشيخ زايد بن سلطان في سبتمبر من عام 1991 خلال لقاء جمعه مع الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، أن الإمارات ستساهم في دعم الكويت لتعود إلى دورها الرائد ما قبل تعرضها للغزو العراقي.
وفي الثالث والعشرين من فبراير 1994 كرم ضباط وجنود الإمارات الذين شاركوا في تحرير الكويت.
وفي 1992 أولى اهتماما بالغا بمشاركة الإمارات في قوات حفظ السلام بالصومال في عملية «استعادة الأمل» تحت قيادة الأمم المتحدة، وإلى اليمن كان توجهه في 1994 وبذل جهودا حثيثة لوقف الحرب الأهلية الدائرة هناك، وكان له دورا تنمويا كبيرا في اليمن حينما تبرع لإنشاء سد مأرب الذي أفتتح في ديسمبر 1986 وقال «إن هذا السد هو الذي كان يحيي اليمن بأكمله، وهو الذي تطور اليمن بوجوده، مضيفًا من هذا المنطلق رأينا أن من واجبنا أن نأخذ بيد اليمن حتى يكون رافدًا للأمة العربية في الحاضر والمستقبل».
وعلى الصعيد الدولي كانت للإمارات تحت قيادته مشاركة بارزة في جهود حفظ السلام في كوسوفو بقيادة حلف سشمال الأطلسي «الناتو» عام 1998.
وبرغم وصول رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي إلى الفضاء خلال شهرأكتوبر من العام الجاري 2019 إلا أن ذلك الإنجاز بدأه الشيخ زايد بإنشائه المحطة الأرضية للاتصال بالأقمار الصناعية في منطقة جبل على في دبي، والتي افتتحها في الثامن من نوفمبر من عام 1975.
وتلقى الشيخ ويد العديد من الجزائر والتكريمات، من بينها حصوله على الوثيقة الذهبية عام 1985 من قبل المنظمة الدولية للأجانب في جنيف، وجائزة رجل العام في 1988 من الهيئة التي تحمل نفي الاسم في فرنسا، ووشاح رجل الانماء والتنمية في عام 1993 الذي تقدمة جامعة الدول العربية، وجائزة الوسام الذهبي للتاريخ العربي عام 1995 من قبل جمعية المؤرخين المغاربة، وفي نفس العام نال جائزة الشخصية الانمئاية من مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية بمدينة جدة السعودية، ودرع العمل في 1966 من منظمة العمل العربية، ووسام المحافظة على البيئة الباكستاني عام 1997 والذي قدمه له الرئيس الباكستاني الراحل فاروق ليغاري، بالإضافة إلى جائزة كان الكبرى للمياه عام 2001 من قبل منظمة شبكة البحر الأبيض المتوسط التابعة لليونسكو للموارد البيئية والتطوير المستدام والسلام.