جنازة مُهيبة، ودموع تسقط في صمت، وبروفايل تزين بصورة الشاب الثلاثينى.
هكذا حال أبناء محافظة قنا، عقب وصول خبر صادم عن استشهاد ابن بلدتهم، الرائد باسم فكرى رئيس مباحث قوص مساء أمس الخميس.
بابتسامة تعلو شفتاه، ولا تفارق وجهه، وبهجة تطل منه حين يلتقي من يقصده، كان يشارك الشاب الثلاثيني، أصدقاءه ومُحبيه في أفراحهم وأحزانهم بتواضع جمَّ، ولن تؤثر عليه ثقوب "البدلة الميري".
مشاهد تزيين بروفايلات أصدقاء وأقارب، ومن يعرف، بصورة الراحل، فضلا عن مشاركة المئات، في تشييع الجنازة ستظل باقية للأبد.
استشهد الرائد "باسم" خلال حملة أمنية لضبط مسجل خطر، وأثناء اصطحابه، تم تبادل إطلاق النيران من مسلحين طرف المتهم، في محاولة لتهريبه، مما أسفر عن استشهاد رئيس المباحث وإصابة 3 أفراد من القوة المرافقة، ومصرع العناصر الإجرامية.
وسط زهور، وجنازة عسكرية، امتدت اليوم في شوارع قنا، عقب الصلاة على الشهيد بمسجد سيدي عبدالرحيم القنائي تقدمها القيادات الشرطية والعسكرية، ورموز قنا وعشرات الشباب، كان "الحزن سيد الموقف".
"باسم فكري"، شاب ثلاثيني من مواليد 1984، محافظة قنا، وبحسب المقربين له، التحق بالعمل في قطاع الأمن العام، وتدرج خلال سنوات عمله في عدة مواقع منها شرطة النجدة بقسم قنا، ومباحث تنفيذ الأحكام، ثم عمل بوحدتي مباحث قفط ونقادة، وفي أغسطس الماضي تولى منصب رئيس مباحث قوص، بحسب أحد أقاربه، والذي أوضح أن الشهيد متزوج منذ 4 سنوات، ولديه طفل اسمه "سليم"، والده ووالدته طبيبان صيدليان، ووالده توفى منذ شهور، ولديه 4 شقيقات.
بكلمات مقتضبة نعاه أهالى قنا: "مع السلامة يا شهيد.. جمعتك في الجنة إن شاء الله"، و"الشهادة بتنقي وأنت أحق واحد"، "مكانك في الجنة يا أطيب خلق الله وربنا يصبرنا على فراقك".
وقال آخرون: "الشهيد أودى بحياته هو يحارب الخارجين على القانون، وتجار المخدرات، وتخليدا لذكراه الطيبة، نطالب بإطلاق اسمه على محور قوص ونقادة، و"شهيد الواجب ماذا بينك وبين الله كل هذه الجموع تدعو لك بالمغفرة ويوم جمعة نحتسبك شهيدا عند الله".
