الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

روس كاوفمان الفائز بأوسكار الوثائقي 2005 لـ"البوابة": "عناصر الفيلم".. كتاب غير مسار حياتي

روس كاوفمان خلال
روس كاوفمان خلال حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يميل الكثير من المخرجين للعمل في الأفلام الوثائقية، فهي تحوي الكثير من الجهد الذي يُصاحبه ضعف التمويل، في مُقابل القليل من المُشاهدين الذين قد يوجهون أبصارهم نحوها بجوار الأفلام الروائية أو الخيالية أو حتى الأفلام التسجيلية، ربما كان الدافع الأكبر هو "الشغف" إن جاز التعبير، أن يكون المخرج شغوفًا بما يراه حتى يُقرر أن يُسخّر إمكانياته وساعات طويلة من الوقت والجهد حتى يخرج ببضع دقائق تروي قصة ما تدور حولنا في هذا العالم دون أن ندري عنها شيئًا.


لا يأتي الشغف بمفرده على الإطلاق، بل لا بد وأن يكون مصحوبًا بـ"شخصية عظيمة" و"قصة عظيمة" كذلك حتى تُعطي دافعًا للمرء أن يقوم بصناعة هذا الفيلم؛ هذان الشرطان هو ما يراهما المخرج الأمريكي مُتعدد المواهب روس كاوفمان، الذي صنع أكثر من اثني عشر فيلمًا وثائقيًا، وحصد العشرات من الجوائز على أعماله الوثائقية، منها جوائز الإيمي ومهرجان صندانس السينمائي، والذي حاز في عام 2005 جائزة الأوسكار لأحسن فيلم وثائقي..


"لست شغوفًا بالأفلام الوثائقية فقط، أنا شغوف بالأفلام على اختلافها، سواء الوثائقية أو التسجيلية أو الروائية، فأنا أعشق القصص أيًا كانت، الأمر يتعلق بحكي القصص، وربما لم أقصد أن أتخصص في هذه النوعية من الأفلام، ولكني بدأت بها مبكرًا ووجدت نفسي في هذا المجال"، هكذا بدأ روس حديثه الذي امتد على مدى ساعة شيقة مع محرر "البوابة"، ففي الأسبوع الماضي كان في زيارة سريعة إلى الإسكندرية هي الأولى التي يقوم بها إلى مصر، حيث ألقى محاضرات على مجموعة من صُنّاع الأفلام المصريين الشباب لمدة ثلاثة أيام بمدرسة الجزويت السينمائية، واختتمها بعرض أفلامه ومحاضرة مفتوحة بمكتبة الإسكندرية.


على مدى عمله في صناعة الأفلام جمع كاوفمان بين العديد من المهارات التي صقلت موهبته، فهو صانع أفلام يجمع بين الكتابة والإخراج والإنتاج والمونتاج والتصوير؛ يقول إن العمل في الأفلام الوثائقية يتطلب منك أن تكون مُلمًا بكافة التفاصيل الخاصة بالأمر حتى يخرج حسبما تريد.
يحكي أن بداية انخراطه في هذا العمل جاءت عبر عمله كمساعد إنتاج ويقول: "كنت أقوم بتوفير كل ما يلزم للانتهاء من العمل، وكنت سريع التعلم، ووجدت أن الطريقة الأمثل لرواية القصص، خاصة الوثائقية أو المستقلة، هي أن أقوم بعمل مونتاج الأفلام بنفسي. هكذا تعلمت المونتاج وهو طريق سريع ومهم للإخراج، واستمرت لسنوات في هذا العمل حتى بدأت أشعر بالملل منه،".


ليس روس فقط من أصابه الملل بعد هذه الأعوام. كل من جلس في غرفة المونتاج كان يُصيبه الملل ذاته "حيث أبقى وحيدًا في غرفة مغلقة لمدة طويلة بصحبة الكمبيوتر"، ربما لهذا قرر أن يتخذ الخطوة التالية ويصير مخرجًا:"الإخراج بدوره أمر صعب للغاية. المونتاج والإخراج أصعب كثيرًا من العمل بالتصوير أو الإنتاج، لكن هكذا صارت لي خبرة بالإنتاج والمونتاج والإخراج، صارت لديَّ خبرة بصناعة الفيلم بتفاصيله، لذا عندما أقوم بصناعة فيلم ما فإنني أعلم جيدًا التفاصيل التي أحتاجها لإتمام هذا الأمر".
هناك الكثير من الأجزاء الصعبة في صناعة الفيلم التي تشكل تحديًا كبيرًا خلال العمل، ربما من أهمها عمل قصة جيدة وعادلة للخروج بفيلم جيد ومتوازن. هذا الأمر هو أكثر ما يؤرق كاوفمان خلال انهماكه في العمل على قصة ما للخروج منها بفيلم جيد:" "في كل دقيقة أكون فيها في أرض العمل أفكر في قصة تكون طبيعية بلا إضافات أو مُبالغة. أحاول بالتأكيد أن أكون نفسي"؛ يقوم بهذا العمل بينما يواجه أكبر مشكلة تتعلق بصناعة السينما، خاصة هذا الجزء الذي لا يحقق شيء من الربح، وهو عدم وجود أموال كافية "وهو أمر أحاول دائما التغلب عليه، وهو أمر صعب لأغلب صناع الأفلام الوثائقية، وبالنسبة لي وبشكل شخصي، ليس في الولايات المتحدة كذلك بل في كل مكان بالعالم،أعرف أنه من الصعب الحصول على المال اللازم لتوفير وضع آمن لي وعائلتي وعملي".


"لماذا اخترت هذا الجزء غير المربح من صناعة الأفلام؟. السؤال نفسه تكرره لي زوجتي على الدوام"، يقول ذلك ضاحكًا وهو يُجيب السؤال الذي ربما طُرح عليه ألف مرّة من قبل "في بعض الأحيان أنت لا تختار هذا الشيء ولكنه من يختارك. أنا أحمل شهادة في التجارة وأخرى في التسويق ولم أكن أعرف ماذا أريد"؛ يتذكر اللحظة التي تحولت فيها حياته وهو لا يزال طالبًا يعمل من أجل الحصول على مصروفاته الدراسية "كنت أعمل خلال دراستي في مكتبة، حيث كنت أقوم بترتيب طاولات القراءة، وفي إحدى المرات وجدت كتابًا عن السينما هو "عناصر الفيلم" للكاتب لي بوبكر، والذي ما زلت احتفظ بنسخة منه حتى الآن. قضيت ليلة كاملة في قراءته كانت هي التي جذبتني إلى هذا العالم، وفتح شهيتي للمزيد من قراءة الكتب عن السينما وصناعة الأفلام، وهكذا بدأت طريقي في عالم صناعة الفيلم بعدما عرفت ما الذي ينبغي عليَّ أن أفعل".
كثيرون يتساءلون عن سر نجاح أفلام وثائقية دون غيرها، فبين الآف الأفلام التي يتم إنتاجها سنويًا هناك بضع عشرات تقفز إلى القمة وتحصد جمهورًا عالميًا. لا تبدو "خلطة" النجاح -إن جاز التعبير- معروفة هنا، بعكس الأفلام الروائية التي يضمن نجاحها الكثير من الحركة والخيال وربما بعض الجريمة أو الرقصات المُبهرة مع موسيقى جذّابة. لا يهتم كاوفمان بذلك كثيرًا بقدر ما يضع تركيزه في الفيلم الذي يقوم به "لو كنت أعلم سر نجاح الأفلام الوثائقية كانت الأمور ستتغير كثيرا، لكني لا أعلم هذا السر، وربما يتوقف هذا على تعريفك لمعنى السر؛ هناك الكثير يحبون هذا العمل لأنهم يحبون إحداث فارق ما أو نوع من التغيير، فهم يقابلون الكثير من المواقف والشخصيات ويقومون بانتقاء قصة قد تقوم بإحداث تغيير ما. كذلك لا أحد يعمل بالأفلام الوثائقية للحصول على المال أو الوصول للثراء، بل يفعلون ذلك لأسباب أخرى".

من أحدث الأفلام التي صنعها روس كاوفمان Taken by the Tiger، حول النمر البري الذي يوشك نوعه على الانتهاء من عالمنا، بينما يحاول سكان كالكتا في الهند أن يضاعفوا عدد الموجود منه بحلول العام 2022؛ يقول عنه "أنا أحب الحيوانات والحياة البرية، لكن لا يمكن أن تقول عني أنني شغوف بها للغاية. هناك من يصنعون أفلام حول أشياء بعينها ويبدو شغفهم الخاص بها، لكني شغوف بعدة أشياء وليست الحياة البرية فقط. دومًا هناك نقطتين تحدثان فارق في اختياري للقصة هما أن يكون لديك شخصية عظيمة وقصة عظيمة. سواء كانت النمور البيضاء في روسيا أو الأطفال الذين يعيشون في العشش في كالكتا بالهند".
من الأمور المثيرة في العمل بالأفلام الوثائقية أنك تعرف كيف تبدأ، لكنك لا تعرف كيف ومتى تنتهي، وهو في الكثير من الأحيان شيء مثير للقلق لدى الكثير من صُنّاع الأفلام، منهم روس الذي يقول "في بعض الأوقات أتساءل ما إذا كان لديَّ فيلم حقًا، وهل سأحصل على شيء ما بعد كل ما أفعل. أنت تذهب إلى الفيلم بعينين مفتوحتين وتنتظر ما الذي سوف تراه. لذا تبدأ عملك في السعي وراء القصة، بعدها تبدأ في عمليات المعالجة والتي قد تكون فيها وحيدًا، وإذا استطعت الصمود لفترة كافية خلال كل هذا فسوف تحصل على ما تريد، لذا فالصبر ومعرفة ما الذي أريده حقا هو أحد الأمور المهمة بتلك النوعية من الأفلام".

بالعودة إلى الحديث عن الشغف يؤكد المخرج الذي حصد جوائز إيمي وصندانس والأوسكار أنه من الصعب أن يُحدد ما هو نوع القصص الذي يُمثل لديه شغفًا كبيرًا "الكلمة نفسها تتطلب تفكيرًا كبيرًا كذلك. عندما يحدث شيئًا أو يخبرني شخص ما عن شيء أقول لنفسي هذا شيء عظيم يجب أن أصنع منه فيلمًا. هذا فيلم رائع يجب أن أصنعه، ومعالجة هذا الأمر تستغرق وقتًا طويلًا"؛ يحكي عن واحدة من القصص التي أثارت شغفه حقًا "أتذكر عندما قابلت تلك المرأة التي فقدت ابنها منذ ثلاثين عامًا في جبال كاشمير لكنها لا تزال تحيا على أمل رؤيته. قضيت معها بالصدفة ثلاث ساعات، وفي نهاية هذه الساعات غادرتني بينما فكرت في أنني يجب أن أصنع هذا الفيلم، ربما كان شيقًا لكنه في الوقت نفسه كان مخيفًا للغاية. اللحظة الأكثر إثارة هي عندما تقابل ابنها بعد كل هذه الأعوام. هذه هي الأشياء التي أكون شغوفًا بها". يُشير إلى أن شغفه الآخر هو الأفلام القصيرة التي تعطي الحكاية في جرعة مكثفة ما بين دقيقتين وثلاث دقائق "وهو أمر صعب للغاية في عمله على عكس التسجيلية التي قد تصنع 19 أو 20 دقيقة، وأنا أشجع صناع الأفلام الذين أقوم بالتدريس لهم على صناعة الأفلام القصيرة".
يتساءل البعض الآن حول إمكانية صمود صناعة الأفلام الوثائقية وسط التطور التقني السائد حاليًا، حيث الجميع لديهم كاميرات المحمول التي يُمكنهم بها تسجيل أي لحظة، وفي وجود المواقع التي يمكنها بث كل شيء. يؤكد روس أن الجميع لديه قصة ما، ووجود هذا الكم من الكاميرات يجعل هناك كم هائل من المواد التي يمكن تحويلها إلى أفلام ما يجعل الانتقاء أمر شديد الأهمية "هناك الكثير من القصص لكن ليس كل واحد يعرف كيف يروي القصة، لكنه في العموم شيء مدهش أن يكون كل شخص لديه القدرة على حكي قصة على أي من المواقع مثل يوتيوب وغيرها. لا أعتقد أن الوثائقيات تمر بوقت عصيب بينما صار الجميع قادرون على رواية قصصهم، فالأمر يتعلق بكيفية سرد هذه القصص، لذا أرى هذا يساعد لا يصبح عقبة".
هكذا يبدو أن الأمر إذن يتعلق بكيفية رواية القصة للجمهور، والتي قد تتخذ عدة وسائل مثل الكتابة والرسم والموسيقى وغيرها. يقول كاوفمان "الموهبة بالتأكيد عامل هام لكن لا بد من التعلم كذلك، فابني الذي يبلغ الثامنة يعزف على البيانو واحدة من تلك السيمفونيات، لكن يجب أن نرجع هذا إلى من قام بتعليمه العزف وقواعده وقراءة النوتة الموسيقية. هذا ما أعنيه بتعلم كيفية سرد القصة. بالنسبة لي هو أمر ممتع القيام بتعليم الآخرين كيف يقوموا بصناعة القصة ومنحهم ما أعرف عن هذا الأمر"؛ لذا نجده دومًا يوجه نصيحة ثابتة لصناع الأفلام لعمل فيلم جيد "هناك شيئان يجب أن يعثر عليهما صانع الفيلم، شخصية عظيمة تستطيع أن تحيا، وقصة عظيمة. هذا ما يلزمك لإخراج فيلم عظيم، وهو أمر ليس من السهل العثور عليه، ولكن بمجرد العثور على هذا يمكن معرفة ما الذي سوف تفعله".
بعد اختيار القصة لا بد من معرفة كيف يُمكن سردها، من أجل هذا الأمر عمل كاوفمان بالمونتاج لأعوام طويلة حتى أتقن كيفية سرد قصصه الخاصة "هذا جزء ممتع ومهم للغاية، حيث أنتقي المشاهد التي احتاجها من وسط مواد كثيرة قمت بتصويرها. هذا هو كيف أصنع الفيلم، هو أمر ليس بالسهل حقًا لكنه ممتع للغاية. إذا قمت بتصوير الموجودين هنا ثم أعدت تقطيع المشاهد وإضافة بعض الموسيقى فإنني أكون قد صنعت فيلمًا. المونتاج هو أمر هام للغاية في صناعة الفيلم، والجميع الآن يمكنه أن يصبح جيدًا في ذلك، فهناك الكثير من البرامج على الكمبيوتر جعلت ذلك سهلًا، بل والآن يمكن أن تفعل هذا على هاتفك عبر بعض البرامج سهلة الاستخدام. لكن ذلك لا ينفي أن المرء يجب أن يتعلم مهارات معينة، خاصة إذا كان سيقوم بهذا الأمر بمفرده".
لا يُقلل روس من أهمية الجوائز لكنه لا يُشيد بها لدرجة تجعلها الأهم في حياة صانع الأفلام، يقول إن الجوائز تساعد لكنها ليست ضرورية للغاية "فبجانب الجزء المادي تجعل من تقوم بعمل الأفلام عنهم معروفين حينما يشاهدهم الكثيرون وأنت تريد لهم أن يُعرفوا وأن يستمتع الناس بالفيلم الذي تقدمه. الجوائز تعطيك شعور جيد جدًا. تذكر عندما كنت طفلًا وحصولك على جائزة ما وشعورك وقتها، تشعر وكأنك مميز. عندما يراك والداك صانع أفلام ناجح ويراك الآخرون حائز على جائزة، يبدأ الناس حينها في أخذ ما تفعله على محمل الجدية"؛ ووصف اللحظة التي حصل فيها على الأوسكار بأنها "كانت ممتعة ورائعة ولكن في الوقت نفسه حقيقية جدًا، وعندما عرضت فيلمي الأول في مهرجان صنداس كان شعوري رائعًا عندما قضى الناس اليومين التاليين في الحديث عن فيلمي وكنت اتساءل عن ذلك الفيلم. أهو فيلمي حقا وكان ذلك شيئًا لا يصدق. لم تكن تلك اللحظة الرائعة متعلقة بالتشجيع فقط، كنت متحمسا ومتعبا للغاية وأود أن أرى نتيجة عملي وهل سنال إعجاب الناس أم لا. هذه هي اللحظة".
يرى كاوفمان أن القصص العظيمة تشبه المبنى العظيم الذي يتم العمل على تصميم رائع له "نحن كذلك يجب أن نجمع العناصر من الصورة الجيدة والموسيقى والحكاية نفسها وأن يكون لديها الكثير من الأشكال الفنية المختلفة وغير التقليدية" هذه هي الأمور التي قالها للشباب من صُنّاع الأفلام في الإسكندرية "ناقشنا ما رغب هؤلاء في مناقشته، رغبت في معرفة من هم ومن أين جاؤوا وما الذي يرغبون في معرفته ولماذا يرغبون في صناعة فيلم. هذا يحدد ما الذي تحدثنا بشأنه ووجهات النظر التي تعاملنا معها"؛ لا فتًا إلى أن الناس يحبون الخيال والخروج من واقعهم ولو لفترة ما ليرون أشياء أخرى، لذا لا يتمتع الفيلم الوثائقي بنفس جمهور الفيلم الروائي "لكن الآن أرى أن الناس يمكنهم مشاهدة الفيلم الوثائقي وهو ليس هروبًا من الواقع بينما يمكنهم الاستمتاع به كذلك عندما يحدث تواصل بينهم وبين الشخصية في الفيلم، وهذا يجعل هناك أهمية كبرى لاختيار الشخصية التي سوف يدور حولها الفيلم. وأرى أن هناك الكثير من الأفلام الوثائقية الجيدة وصناع الأفلام الرائعون هذه الأيام".
منذ سبع سنوات، وفي عام 2012 صنع كاوفمان فيلمًا عن طفلة تعاني من سرطان الدم، وهي الطفلة الأولى التي قامت بتجربة دواء يعتبر ثورة في عالم علاج السرطان هو fire with fire والذي حقق ما يقرب من عشرين مليون مشاهدة "الآن أعمل على فيلم عن هذه الفتاة المقاتلة والطبيب الذي صنع هذا الدواء الذي سيحدث انقلابًا في عالم مكافحة السرطان" يقول ذلك بعد نجاح الفيلم الذي بلغت مدته ثلاث دقائق وجلب مليارات الدولارات لمكافحة السرطان، وقد دخل قلوب الكثير من المشاهدين "وبالنسبة لي فإن جزء كبير من النجاح يعود إلى الأطباء الذين شاركوا مشاعرهم على الشاشة بالإضافة إلى قصة الفتاة، فقد قد مسّوا القلوب وأثاروا حماسة المشاهدين". يحكي "جاء لي أحد الآباء في مؤتمر كبير وقال لي إن الأطباء أخضعوا ابنه لأكثر من فحص، وهناك من نصحه بأن يشاهد الفيلم، وهو ما فعله وجعل ابنه الذي يبلغ من العمر الثامنة عشرة ويحارب السرطان منذ خمس سنوات كذلك يشاهد الفيلم. قال لي الرجل: روس، إن فيلمك قام بتغيير مسار عائلتي. هذا نجاح هائل. صناع الأفلام يقومون بعملهم مع التمني أن يقوم فيلمهم بإحداث فارق، عندما يحدث ذلك حقًا فإنه شعور هائل. هذا ساعدني كثيرًا لأستمر فيما أفعله لأن الأفلام بالفعل قد تكون قادرة على إحداث تغيير".